-A +A
ياسر محمد عبده يماني
رحم الله العم هشام ناظر فمن حق هذا الراحل الغالي أن نشهد شهادة حق لتلك الأيام التي عشناها معه وعلمنا فيها الكثير، فقد كان له جانب شخصي كنت أرصده بإعجاب ـ بحكم قرب العلاقة الأسرية ـ فهو رغم كل مشاغله إلا أنه كان يحرص على توفير الوقت لأسرته الصغيرة والكبيرة، فكان يحنو في مواضع، ويحزم في مواضع أخرى، حتى يدفع الذي أمامه الى إخراج أفضل ما فيه.
وكان يهتم اهتماما كبيرا بشؤون أهله جميعا، ويعقد المجالس العائلية، ويسأل عن أبناء وبنات الأسرة، ويتابع تعليمهم وتحصيلهم وحياتهم العملية، ويحرص على أن يحصلوا جميعهم على الدعم الأسري دون تجاوز.

ولقد من الله سبحانه وتعالى عليه بعفة النفس واليد، فخلال عمره الممتد لثمانين عاما ويزيد فإن أحدا لم يشر إليه بما يسيء ، فلقد اختلف بعض الناس معه من حيث الرؤية والتناول، ولكنه ظل محل احترام الجميع.
وأخيرا أسجل موقف وفاء لمسته منه بعد وفاة والدي رحمه الله فقد كانت بينهم علاقة متميزة، وبعد انتقال والدي إلى رحمة الله قصّرت في التواصل معه، وظل هو على وفائه في السؤال عن والدتي، وتلك هي شيمة ذلك الجيل الذي اتخذ من الخلق الحميد منهجا عمليا ليحيا به.
رحم الله أبا لؤي فهو لم يكن من أصحاب الثروات المادية، ولكنه كان صاحب ثروة أخلاقية وروح جميلة ونفس صافية عاشت في سلام مع من حولها، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته وأن يبارك في ذريته الذين زرع فيهم الخير وسقاه حلالا، وأن يخلفه خيرا في أهله وكل من أحبه.
فوداعا أيها الأرستقراطي الخلوق.