-A +A
مكارم صبحي بترجي
يوما بعد يوم تثبت مملكتنا العزيزة أنها الأجدر في كل المواقف، فمتى وضعت وأينما حلت فهي القوية والمؤثرة ورأينا ذلك بأعيننا ووقف يطالع في الأمر العالم أجمع وذلك في قمة مجموعة العشرين التي أنهت أعمالها في مدينة أنطاليا التركية.. هي وأقول إن موقف القمة بمثابة رسالة طمأنة للدول العربية وسط مخاوف من العديد من دول الإقليم بأن تصبح المنطقة مسرحا لعمليات دول طامعة هذا في ظل حالة الفوضى التي تمر بها البلاد العربية في السنوات الأخيرة.. فوجود المملكة بكل ثقلها الدولي والسياسي والدبلوماسي وتأثيرها الممتد هو صمام أمان وأرضية صلبة تستطيع الرياض ومعها الدول العربية أن تبني عليها آمالها في التغلب على الصعاب وبناء مستقبلها.
هكذا ستظل المملكة قبلة المسلمين في كل أنحاء العالم، فقد عملت القمة على إعادة التأكيد على ضرورة أن يفرق العالم بين الإرهاب وبين تعاليم الدين السمح والتصدي للخلط الذي يتعمده المتطرفون.. فقد تضمن البيان الختامي التأكيد على هذه النقطة المهمة وقد شدد القادة المشاركون في القمة على أن الإرهاب لا يمكن ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو أمة أو حضارة أو جماعة عرقية.. فقد تمكن الأمن السعودي وبجدارة من اختراق الدائرة الداعمة للإرهاب المتمثلة في الممولين للإرهاب ممن يتعاطفون مع المنظمات الإرهابية وقدمت المملكة نموذجا يحتذى به وشهدت بنجاحه الأوساط الدولية والعربية والإسلامية وتدرسه أجهزة المخابرات العالمية في كيفية التعامل مع التنظيمات الإرهابية.

وقدمت مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمة مجموعة العشرين تجربة ناجحة في تقديم الرؤى لضربات استباقية وأكدت المملكة على ضرورة مكافحة الإرهاب مجددا وتكللت جهود المملكة بالنجاح.. فقد أكد البيان الختامي للقمة على التضامن والعزم في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وكانت المملكة أول المتعهدين ومعها باقي الدول العشرين المشاركة في القمة بمواصلة اتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة تمويل الإرهاب وقطع مصادر تمويله.. وذلك بزيادة التعاون بين أجهزة الأمن الدولية وبتبادل المعلومات حول العمليات وتشديد السيطرة على الحدود وتعزيز أمن الطيران في أنحاء العالم.
وقد أتاحت قمة مجموعة العشرين إحراز تقدم دبلوماسي حول سوريا حيث ينشط تنظيم داعش وتم الاتفاق على توحيد الجهود لإلحاق الهزيمة بهذا التنظيم، ولا شك أيضا أن المملكة قد استفادت من هذا المحفل المهم من جوانب كثيرة، ولعل أهمها على الإطلاق تأكيدات الدول الكبرى على تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب.. فقد عانت المملكة من الإرهاب في فترات كثيرة ورغم ضرباتها الناجحة التي حدت كثيرا من أخطار الإرهاب والإرهابيين إلا أن الإرهاب يطل برأسه القبيح بين فترة وأخرى مستهدفا مقدرات الوطن وأبنائه.. لذا اتفق القادة على رؤية المملكة التي طالما عبرت عنها في كل المحافل الدولية وهي أن الأعمال الإرهابية تقوض التدابير الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتهدد الجهود الجارية لتعزيز الاقتصاد العالمي وتحقيق التنمية المستدامة.