-A +A
عبدالاله الهوساوي
في يوم الثلاثاء الخامس من صفر، 1437، غرقت جدة (من جديد! فيما يُعرف بسيول جدة رقم 3) بعد هطول أمطار غزيرة (ربما بمعاييرنا، فقط 22 ملم مقارنة بمعدلات جدا عالية في دول العالم في الشرق والغرب قد تصل إلى أكثر من 100 ملم في اليوم، من دون حصول فيضانات) ولست هنا بصدد الحديث عن الطقس والأحوال الجوية (مع اهتمامي بأن يناقش الخبراء والمسؤولون هذا الملف ويضعوا له الحلول الناجعة، قبل أن نفاجأ بسيول جدة رقم 4، 5، ...الخ) ولكني أردت الحديث عن جاهزية مستشفيات مدينة جدة خلال وبعد هطول المطر لإسعاف المرضى والتعامل مع حالات الطوارئ المتوقع حصولها مع الفيضانات والسيول!
هذه بعض الأمثلة:

مستشفى (أ): مع أن هذا المستشفى، هو أحد أحدث المستشفيات في مدينة جدة إلا أن غرفة الطوارئ (التي من المفترض أن تكون مستعدة لإعانة المرضى)، غرقت في «شبر مويه» وانطبق عليها قول القائل: جيتك يا عبدالمعين تعين، لقيتك يا عبدالمعين تتعان!
مستشفى (ب): امتلأت بعض عياداتها بالماء....
والله أعلم ماذا حصل في مستشفى (ج) و(د)....و ....و!
يطالب خبراء منظمة الصحة العالمية القطاعات الصحية بأمرين مهمين ومرتبطين ارتباطا رئيسيا بسيول جدة (رقم 3)، هما كما يلي:
1- استراتيجية إدارة المخاطر (Risk Management).
2- إدارة المرافق والمباني (Facility Management & Safety: FMS).
تحدثت في مقالات سابقة عن إدارة المخاطر، وتقتضي هذه الاستراتيجية في حالة معرفتنا لمدة أيام باحتمالية (هطول الأمطار الغزيرة) أن يكون هنالك خطة متكاملة للتنسيق بين: المرور، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، والمستشفيات لضمان التقليل من الحوادث وإسعاف المصابين بشكل سريع. كما تقتضي أن يكون مدير المستشفى وإدارة الصيانة على دراية وعلم بجاهزية مبنى المستشفى للعمل في الأوقات العادية وغير الاعتيادية (فمن غير المقبول أن يفاجأ مدير المستشفى بعدم جاهزية جهاز التوليد الكهربائي الاحتياطي عندما تنطفئ الكهرباء أو أن غرف الطوارئ قد غرقت (في شبر مويه) في الوقت الذي تتجه فيه سيارة الإسعاف إلى مستشفاه!).
ماذا عن استراتيجية إدارة المرافق والمباني الصحية؟
تهتم هذه الاستراتيجية بالمناطق التالية في المستشفى:
- إدارة الأمن والسلامة.
- ضمان جاهزية وصيانة المباني بالمستشفى.
- صيانة المعدات والأدوات الطبية.
- التعامل مع المواد الخطيرة (HAZMAT): مثل المواد المشعة، المواد الكيميائية، ...الخ.
- السلامة من الحريق.
- التعامل مع الكوارث الداخلية (مثل غرق بعض الأقسام بسبب سيول جدة!) أو الخارجية (مثل غرق بعض الناس بسبب سيول جدة!).
مع الأسف، لا تزال إدارة المرافق والمباني الصحية (FMS) من أضعف المناطق في قطاعنا الصحي، وما الأمثلة التي رأيناها في (سيول جدة رقم 1، 2، و3) إلا دليل على هذا الضعف، خصوصا في مستشفيات من المفترض أن تكون مستشفيات ذات مبان جديدة.
ما هو الحل؟
هذه بعض الأسئلة للقائمين على إدارة المرافق والمباني الصحية (FMS) في المملكة، والتي إن وجدت أجوبة واضحة قد تساهم في الحل:
- ما هي خبرة الشركة المنفذة لمشروع بناء المستشفى؟
- ما هي الشروط الجزائية الموجودة في عقد بناء المستشفى؟
-ما هي خبرة الشركة المسؤولة عن صيانة المستشفى؟
- ما هي الشروط الجزائية الموجودة في عقد صيانة المستشفى؟
- ما هي خبرة الموظف المسؤول عن مراقبة العقود لضمان الأداء؟
- ما هي خبرة مدير إدارة السلامة والصيانة في المستشفى؟ وما هو حجم الدعم الذي يتلقاه من إدارة المستشفى؟
- هل وضعت مؤشرات لقياس الأداء (KPIs) في العقود؟
- سؤال محدد لبعض أوضاع سيول جدة: إن حصل وخر السقف أو تحولت العيادة إلى بحيرة، ما العمل؟ ومن هو المسؤول؟!
أتمنى أن تصل هذه الأسئلة لصناع القرار في القطاع الصحي!