-A +A
عهود مكرم (بون)
أكد وزير خارجية النمسا زباستيان كورتس على حرص بلاده في تعزيز العلاقات مع المملكة باعتبارها دولة رائدة وحريصة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال كورتس الذي يصل غداً الى المملكة في حوار لـ «عكاظ» إن الأزمة السورية تتطلب حلا سياسيا، لافتا الى مشاركة الرياض في اجتماعات فيينا. وأوضح أن الحرب ضد الإرهاب مسؤولية الجميع، مؤكدا أن إرهاب داعش يتطلب تضافر الجميع لاجتثاثه من جذوره. وأكد على ضرورة حل الأزمة اليمنية بناء على القرار الأممي 2216، مؤكدا أن المسلمين في بلاده يعتبرون جزءا لا يتجزأ من النمسا. وإلى نص الحوار:

• تبدأون غداً أول زيارة لكم للمملكة. ما هي الملفات التي ستبحثونها مع كبار المسؤولين السعوديين؟
•• أشير بداية إلى أن العلاقات الثنائية بين بلدينا تعود إلى نصف قرن، ونحن حريصون على تعزيز العلاقات مع الرياض باعتبارها دولة رائدة في المنطقة وسيكون ملف الإرهاب والتطرف ضمن مشاوراتنا ومشكلة اللاجئين التي تشغلنا بوجه خاص بالاضافة الى سبل حل الأزمة السورية. وتربطنا بالمملكة علاقات دبلوماسية وطيدة ومستديمة ومستقرة.
• كيف تنظرون لحل الأزمة السورية ورؤيتكم للتعاون مع الرياض حيال الإرهاب؟
•• الأولوية للحل السياسي للأزمة السورية وتواجد المملكة ومشاركتها كدولة كبيرة ومحورية في المنطقة على مائدة الحوار في فيينا أمر هام للتوصل لحل للأزمة.
ونحن نقوم بدعم عمل مجموعة الاتصال لسوريا والتي اجتمعت ثلاث مرات في فيينا حيث أبدت المجموعة إصرارا تاما للتوصل الى وقف اطلاق النار في سوريا.
ونحن نهتم كثيرا بتجربة المملكة في التعامل مع الإرهاب في إطار برامج المناصحة ونحن لدينا في النمسا أيضا شباب عائد من مناطق الحروب ولذلك نهتم بالوقاية والعمل على عدم ظهور التطرف في مجتمعاتنا، وبعد العملية الإرهابية في كل من باريس وبيروت نحن أمام تحرك دولي شامل ضد الإرهاب والتطرف، فالحرب ضد الإرهاب الدولي وداعش والقاعدة لا يمكن لدولة واحدة أن تقوم بها والمطلوب عمل جماعي.
• كيف تكون العملية السياسية الانتقالية برأيكم.. مع الأسد أو بدونه؟
•• اجتماعات فيينا التزمت بأهمية التوصل إلى عملية سياسية في سوريا بناء على مقررات جنيف ومع توافق جميع الأطراف لتشكيل حكومة انتقالية. هذا هو مفتاح الحل ومسؤولية الجماعات المعنية بالقتال والحرب الأهلية في سوريا.
• كيف ترون فرصة السلام في الشرق الأوسط؟
•• نأسف لأن الآمال لا تبدو جيدة. ولا يوجد بديل مقبول لخيار الدولتين كنتاج لمفاوضات بين الجانبين ولذلك نقوم بدورنا على المستوى الثنائي وفي اطار السياسة الخارجية المشتركة للاتحاد الأوروبي لكي تستأنف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين مرة أخرى.
• كيف تتابعون الوضع في اليمن والحل بناء على قرار 2216؟
•• نرى أن الأولوية تتعلق بالأوضاع الإنسانية مما يتطلب معونات إنسانية عاجلة ثم العودة الى عملية السياسي وفق 2216 وتفاهم داخل الأطراف اليمنية وهو التفاهم الذي ترعاه دول مجلس التعاون أو المجتمع الدولي.
• بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني تطالب دول الجوار إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية ماهو تعليقكم؟
•• نطالب بتفعيل جميع اتفاقات فيينا والتي تطالب بدور إيراني يسعى لسياسة التهدئة في المنطقة لا سيما في الأزمة السورية والتي بحاجة الى حل سريع كذلك لكل أزمات المنطقة.
• ماهي أوضاع المسلمين في النمسا؟
•• نحن نؤيد مبدأ التعايش سويا والإسلام جزء من النمسا.. نحن لدينا وضع خاص وذات أولوية اذا ما قارناه مع دول الاتحاد الأوروبي.. فالنمسا دولة سباقة لعلاقتها مع المسلمين في بلادنا ويعود ذلك الى قانون إسلامي يعتبر الوحيد في أوروبا منذ عام 1912 وقمنا بتطويره أخيرا. ومن هنا نرى أن الإسلام المتعايش في أوروبا يشكل واقعية نراها في الجيل الثاني والثالث من المسلمين في النمسا. هذا التطور نسعى لدعمه من خلال تأسيس كرسي لتدريس الدين الإسلامي في النمسا وهو خطوة أساسية لنا .
• هل تتوقعون حلا سريعا لأزمة اللاجئين؟
•• النمسا ليست دولة عبور باتجاه ألمانيا أو السويد فقط بل هي دولة يسعى اليها اللاجئون. فنحن نستقبل يوميا 500 طلب لجوء ونعتقد أنه الى نهاية العام ستصل طلبات اللجوء الى 90 ألف طلب وبذلك نكون قد سبقنا ألمانيا في هذا الشأن. وعلى هذا الأساس فإن أهم خطوة تنطوي على تأمين حدود دول الاتحاد الأوروبي الخارجية حتى لا يدخل اللاجئون بدون تسجيل الى وسط أوروبا ولوقف هذا التدفق واحتوائه.