بعض من أبسط الأمور تفسر أكثر القضايا تعقيدا. وإليكم بعض الأمثلة: عدد البشر الذين وصلوا إلى القمر 27 رجلا (12 منهم فقط هبطوا على سطح القمر). وذلك في رحلات برنامج «أبولو» وكانت: أبولو 8 و10 و11 و12 و13 و14 و15و16 و17 في الفترة من عام 1969 إلى 1972. وللعلم فرحلة أبولو 8 وصلت لمدار القمر ولكنها لم تهبط على السطح. كانت تلك الرحلة استكشافية للتمهيد لما جاء بعدها. وأما رحلة أبولو 13 فوصلت أيضا لمدار القمر في أبريل عام 1970 ولكنها لم تهبط على سطحه. وكان السبب هو تعرضها لمشكلة فنية كبرى كادت أن تودي بحياة ثلاثة من رواد الفضاء لولا لطف الله، وحسن تصرف الطاقم الهندسي في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». وأما الرحلة الأخيرة فكانت رحلة أبولو 17 وتوجت البرنامج العملاق الذي شارك فيه أربعمائة ألف إنسان على مدى عشر سنوات. وكانت الرحلة فريدة في عدة أوجه ومنها أن أحد رواد الفضاء في تلك الرحلة كان من علماء الجيولوجيا وهو «هاريسون شميدت». وجرت العادة ما قبل هذه الرحلة أن يكون التفضيل لاختيار رواد الفضاء لجميع رحلات الفضاء من الطيارين الحربيين... فقط لا غير. وفي يوم 11 ديسمبر كان العالم الجيولوجي «شميدت» يحفر على سطح القمر في منطقة أخدود «ستينو»، وفجأة أطلق صيحة مشهورة في تاريخ العلوم وهي «برتقالي!!!». ولنتوقف لحظة لشرح أهمية الموضوع. أولا: علماء الجيولوجيا هم الأكثر عشقا للحفر على وجه الأرض والقمر وأي مكان في الكون... ويعشقون الحفر أكثر من مقاولي شركات المياه، والكهرباء، والهاتف في جدة... وسبب الصيحة كانت المفاجأة الكبرى لأن التوقعات آنذاك كانت أن القمر مفروض أن يكون خاليا من الألوان... تماما... وظهور اللون البرتقالي بالذات كان من المؤشرات على وجود الحديد المؤكسد... طيب من أين أتي الحديد... ومن أين أتي الأوكسجين ليؤكسد الحديد ويجعله مشبعا بالصدأ... وماذا عن العناصر الأخرى التي وجدت في «الخلطة» مع الحديد... سليكون، وكالسيوم، وتايتينيوم، وهيليوم، وغيرها... ولماذا كانت هذه الأسرار مدفونة في التربة تحت سطح القمر؟ أسئلة محيرة ومتناقضة تماما مع النظريات التي رأت أن القمر خاليا من كل تلك العناصر.
وأما المفاجأة البرتقالية الثانية فنجدها على الأرض. وبالأصح نلحظها على الأرض، لأنها في السماء... الموضوع باختصار هو أن اللون البرتقالي الجميل وقت الغروب يعكس مقدار التلوث الهوائي... كلما زادت «شعبطة» بعض الملوثات الهوائية على ذرات الأوكسجين والنيتروجين في الهواء، كلما أثر ذلك أثرت على مسار الضوء من الشمس إلى عيوننا... فكر في جمال هذا اللون عندما تتمتع بجمال غروب الشمس، وتذكر أن التلوث الهوائي يضيف إلى هذا الجمال إضافة عجيبة فيجعل اللون أكثر إثارة. وللعلم فمن مفاجآت اللون التاريخية أن مصدر الصبغة البرتقالية كان عنصر الزرنيخ... وهو السم «الهاري» التاريخي الذي استخدم في تسمم مئات الآلاف من الضحايا... وأخيرا فأحد أسباب عشق الشعب الهولندي للون البرتقالي هو أن العائلة المالكة الهولندية أصلها يعود لآل «بيت البرتقال» House of Orange.
أمنيـــــــة
بالرغم من جمال اللون البرتقالي، إلا أنني أجد فيه ما يحبطني بشدة: كلما رأيت صهريجا مائيا متحركا، الشهير باسم «الوايت»، كلما شعرت بالإحباط، وبالذات لو كان لونه برتقاليا فمعنى ذلك أن محتواه أعزكم الله لا يوصف على صفحات جريدة محترمة كهذه. ولكن الإحباط الأكبر هو أن اللون يذكرني بمأساة فلسطين الشقيقة. وهنا سأذكركم بأن أجمل البرتقال شكلا، ونكهة، وطعما في العالم هو البرتقال الفلسطيني، وبالذات من تربة يافا... ولكن حتى البرتقال سرقه الصهاينة فهو يسوق عالميا على أنه برتقال «جافا» الإسرائيلي... أتمنى أن لا ننسى هذا... وحسبنا الله ونعم الوكيل
وهو من وراء القصد.
وأما المفاجأة البرتقالية الثانية فنجدها على الأرض. وبالأصح نلحظها على الأرض، لأنها في السماء... الموضوع باختصار هو أن اللون البرتقالي الجميل وقت الغروب يعكس مقدار التلوث الهوائي... كلما زادت «شعبطة» بعض الملوثات الهوائية على ذرات الأوكسجين والنيتروجين في الهواء، كلما أثر ذلك أثرت على مسار الضوء من الشمس إلى عيوننا... فكر في جمال هذا اللون عندما تتمتع بجمال غروب الشمس، وتذكر أن التلوث الهوائي يضيف إلى هذا الجمال إضافة عجيبة فيجعل اللون أكثر إثارة. وللعلم فمن مفاجآت اللون التاريخية أن مصدر الصبغة البرتقالية كان عنصر الزرنيخ... وهو السم «الهاري» التاريخي الذي استخدم في تسمم مئات الآلاف من الضحايا... وأخيرا فأحد أسباب عشق الشعب الهولندي للون البرتقالي هو أن العائلة المالكة الهولندية أصلها يعود لآل «بيت البرتقال» House of Orange.
أمنيـــــــة
بالرغم من جمال اللون البرتقالي، إلا أنني أجد فيه ما يحبطني بشدة: كلما رأيت صهريجا مائيا متحركا، الشهير باسم «الوايت»، كلما شعرت بالإحباط، وبالذات لو كان لونه برتقاليا فمعنى ذلك أن محتواه أعزكم الله لا يوصف على صفحات جريدة محترمة كهذه. ولكن الإحباط الأكبر هو أن اللون يذكرني بمأساة فلسطين الشقيقة. وهنا سأذكركم بأن أجمل البرتقال شكلا، ونكهة، وطعما في العالم هو البرتقال الفلسطيني، وبالذات من تربة يافا... ولكن حتى البرتقال سرقه الصهاينة فهو يسوق عالميا على أنه برتقال «جافا» الإسرائيلي... أتمنى أن لا ننسى هذا... وحسبنا الله ونعم الوكيل
وهو من وراء القصد.