.. في السنوات الأخيرة من الثمانينيات هجرية قرأت مقالا بقلم معالي الأستاذ الكبير عبد العزيز الرفاعي رحمه الله بجريدة البلاد السعودية تحدث فيه عن الشعر والشعراء ثم أورد بيتين من الشعر قال إنهما منسوبين لعنترة وهما:
إذا لاح الجمــــــال وضعت كفي
على قلبي مخــــافة أن يذوبــا
رحمت قلوب من عشقوا جميعا
ومن عرف الهوى رحم القلوبا
ثم علق قائلا: هل صحيح أنهما لعنترة فإن فيهما من الرقة ما يجعلني أكاد أشك أنهما من شعر عنترة!!
ومن تلك الأعوام وأنا أردد وأكتب إذا اقتضت المناسبة البيتين وأنهما لعنترة.. ولم يصحح، أو يكشف أحد من الأدباء أنهما لشاعر آخر غير عنترة!!
وعندما كتبت الاسبوع الماضي عن «حبيب الغبرة» الأستاذ مشعل السديري ذيلت المقال بالبيتين فهاتفني الأستاذ مشعل معجبا بالبيتين ومتسائلا في الوقت نفسه: هل هما «لعنترة»؟ فرويت له حكايتهما! فكان أن عقب قائلا: جائز لأن لعنترة بعض الأشعار الرقيقة.
وكانت المفاجأة عندما هاتفني في اليوم التالي أخي سعادة الدكتور عبد الله المعطاني، وأعلمني بأن البيتين من قصيدة للشاعر المصري محمد الأسمر، ولما كان الديوان بمكتبتي فقد رجعت إليه على الفور حيث تأكد كلام الدكتور المعطاني وهو أديب وناقد كبير. الغريب في الأمر أن سكرتير مكتبي قام خلال مطالعتي للديوان فسأل العم «جوجل» الذي وجد فيه قصة القصيدة وأنها من أغاني «سمير الوادي» و«هيام يونس»، ونصها:
مغن من ذوات الريش غنى
على فنن بروضته طروبا
تخير أنظر الأغصان منها
وقام على ذؤابته خطيبا
وغرد فوقه فسمعت قلبي
يردد ما يغرده وجيبا
شجاني شدوه فظللت أصغي
إليه أسمع النغم العجيبا
وقلت له أتنظمها لحونا
على أغصان روضك أم نسيبا
فقال نظمت في الإثنين روحي
أناجي في الرياض بها الحبيبا
وقال ألم تحب فقلت أهوى
كما تهوى فلست معي غريبا
ولكني ولا أخفيك سري
كتمت هواي في صدري لهيبا
وأنت أرحت نفسك بالتغني
فناجيت الحبيب أو الطبيبا
ولو تشدو على فنن بحبي
لأحرق شدوك الفنن الرطيبا
إذا لاح الجمال وضعت كفي
على قلبي مخافة أن يذوبا
رحمت قلوب من عشقوا جميعا
ومن عرف الهوى رحم القلوبا
شكرا للدكتور المعطاني الذي كشف عن اسم الشاعر بعد أكثر من نصف قرن.
السطر الأخير:
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
إذا لاح الجمــــــال وضعت كفي
على قلبي مخــــافة أن يذوبــا
رحمت قلوب من عشقوا جميعا
ومن عرف الهوى رحم القلوبا
ثم علق قائلا: هل صحيح أنهما لعنترة فإن فيهما من الرقة ما يجعلني أكاد أشك أنهما من شعر عنترة!!
ومن تلك الأعوام وأنا أردد وأكتب إذا اقتضت المناسبة البيتين وأنهما لعنترة.. ولم يصحح، أو يكشف أحد من الأدباء أنهما لشاعر آخر غير عنترة!!
وعندما كتبت الاسبوع الماضي عن «حبيب الغبرة» الأستاذ مشعل السديري ذيلت المقال بالبيتين فهاتفني الأستاذ مشعل معجبا بالبيتين ومتسائلا في الوقت نفسه: هل هما «لعنترة»؟ فرويت له حكايتهما! فكان أن عقب قائلا: جائز لأن لعنترة بعض الأشعار الرقيقة.
وكانت المفاجأة عندما هاتفني في اليوم التالي أخي سعادة الدكتور عبد الله المعطاني، وأعلمني بأن البيتين من قصيدة للشاعر المصري محمد الأسمر، ولما كان الديوان بمكتبتي فقد رجعت إليه على الفور حيث تأكد كلام الدكتور المعطاني وهو أديب وناقد كبير. الغريب في الأمر أن سكرتير مكتبي قام خلال مطالعتي للديوان فسأل العم «جوجل» الذي وجد فيه قصة القصيدة وأنها من أغاني «سمير الوادي» و«هيام يونس»، ونصها:
مغن من ذوات الريش غنى
على فنن بروضته طروبا
تخير أنظر الأغصان منها
وقام على ذؤابته خطيبا
وغرد فوقه فسمعت قلبي
يردد ما يغرده وجيبا
شجاني شدوه فظللت أصغي
إليه أسمع النغم العجيبا
وقلت له أتنظمها لحونا
على أغصان روضك أم نسيبا
فقال نظمت في الإثنين روحي
أناجي في الرياض بها الحبيبا
وقال ألم تحب فقلت أهوى
كما تهوى فلست معي غريبا
ولكني ولا أخفيك سري
كتمت هواي في صدري لهيبا
وأنت أرحت نفسك بالتغني
فناجيت الحبيب أو الطبيبا
ولو تشدو على فنن بحبي
لأحرق شدوك الفنن الرطيبا
إذا لاح الجمال وضعت كفي
على قلبي مخافة أن يذوبا
رحمت قلوب من عشقوا جميعا
ومن عرف الهوى رحم القلوبا
شكرا للدكتور المعطاني الذي كشف عن اسم الشاعر بعد أكثر من نصف قرن.
السطر الأخير:
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.