-A +A
عبدالقوي المنصري
جمعت مشترياتي من السوبرماركت، ووقفت أمام الصندوق، والسعادة قد ارتسمت على محياي، فالطوابير الأخرى بدت كثعابين طويلة بينما لم يكن أمامي سوى شخصين، انصرف الجميع وأنا لا أزال واقفا مع حظي السيئ الذي يرافقني أينما ذهبت، يقترب أكثر في نقاط تفتيش المرور، وانتظار الجوازات، ولا ينساني في مسابقات الحظ التي لم أفز بإحداها في يوم من الأيام. فتساءلت، هل هناك فعلا ما يسمى بالحظ السيئ؟
يتطير العرب من سماع نعيق البوم ورؤية الغراب الأسود، بينما يرى الغربيون أن الرقم ثلاثة عشر نذير شؤم، خاصة إن صادف يوم جمعة، أما اليابانيون فيعتقدون أن رؤية قطة سوداء تجلب الشرور مثل الرقم أربعة الذي يدل على الموت، مما يعني أن أسطورة الفأل السيئ تغطي خريطة العالم لتشمل الدول المتقدمة وتلك التي لم تتطور.

بدأ البريطانيون في التحقق من هذه المعلومات، فنشرت المجلة الطبية البريطانية دراسة استنتجت أن اليوم المنحوس وهو الجمعة التي توافق الثالث عشر من الشهر كان أقل الأيام في نسبة الحوادث لمدة ثلاثة عشر شهرا، بينما توصلت دراستان أخريان تابعتا الكثير من المؤمنين بحظهم الحسن أو السيئ لسنوات طويلة إلى أن البعض كان أكثر انتهازا للفرص بينما الآخرون يتبعون نفس الروتين ويخشون تغيير نمط حياتهم وكما يقول المثل الهندي (فاقد الجرأة لا يشتكي حظه).
أما الأمريكيون فقد صاغوا ذلك بقانون ميرفي Murphy>s Law الذي ينص بأنه إذا كان من الممكن لأي شيء أن يسير بشكل خاطئ فسيحصل ذلك (مثل وقوفي في الطابور الخطأ دائما)، وقد استفادت الشركات الكبرى من هذا القانون، حتى إن وكالة ناسا لعلوم الفضاء تقوم بتجربة الأخطاء المحتملة قبل تسيير رحلاتها.
فليس الحظ إذا سوى فكرة نغرسها في أنفسنا، ثم نسقيها بما يلائمها من أحداث يومية، لتثمر أعذارا وردية اللون، نعزي بها أنفسنا عند الفشل.
(سوء الحظ عقدة نفسية) علي الوردي.