حسمت إدارة تعليم جدة، أمس مصير مدرسة البحر الأحمر العالمية «الأهلية» التي صدر قرار الوزير بإغلاقها نهائيا، بعدما باشرت برفقة الدوريات الأمنية، قرار الإغلاق بالشمع الأحمر، في وقت كان الدوام الدراسي اعتياديا في كافة مراحل المدرسة، والتي استقبلت منذ الصباح طلابها الذين يزيد عددهم على 1400 طالب وطالبة.
وفيما تسربت أنباء (لم يؤكدها أي مصدر رسمي) باختفاء المشرف التعليمي بالمدرسة (تحتفظ «عكاظ» باسمه)، شاع أنه غادر إلى خارج المملكة قبل ساعات من إعلان إغلاقها من قبل وزير التعليم.
وارتسمت الكثير من علامات الاستفهام على أولياء الأمور، الذين تزاحموا مبكرا لأخذ أبنائهم من المدرسة، لكن وكيلة مالكة المدرسة نورة المالكي دعت عبر «عكاظ» إلى عدم استباق الأحداث بشأن قرار الإغلاق، لافتة إلى أهمية انتظار قرار اللجنة المشكلة من التعليم.
وفي وقت رفضت الوكيلة الاسترسال في الحديث، لتحديد مصير الرسوم الدراسية التي دفعها أولياء الأمور، أطلت أزمة جديدة نتاجا لإغلاق المدارس، حيث أكدت إدارية لها عامان في المدرسة (رفضت ذكر اسمها) أن لهن خمسة أشهر ولم يتسلمن رواتبهن، مضيفة: أنهن يحرجن كثيرا لأن استفسارات من هذا النوع يجب فيها مراجعة القسم الرجالي، مما أفقدهن الكثير من حقوقهن.
إلى ذلك، استغلت بعض المدارس الأهلية الأخرى، أزمة الطلاب والطالبات، لترفع رسوم الدراسة، بمعدل سبعة آلاف ريال لكل طالب، وهو ما اعتبرته كل من سمر السعيد والدكتورة نانسي حسن، استغلالا وجشعا، خاصة أن الزيادة مرتبطة بالتعرف على خطابات النقل من مدرسة البحر الأحمر، داعيات إلى تدخل أي جهة مسؤولة، لأن الضحية هم الطلاب.
وينظر الآخرون من أولياء الأمور ومنهم سعيد عبدالقادر، للمعاناة من زاوية أخرى، «فامتحانات نصف العام على الأبواب، وأبناؤنا استعدوا جيدا لها، لكنهم مضطرون الآن لتغيير البوصلة لمدارس أخرى، ومناهج جديدة، حتى وإن تشابهت، فإن تغيير المدرسة بالنسبة للطلاب يعد انتكاسة لأنهم يحتاجون زمنا للتأقلم مع أي واقع جديد»، مختتما بالقول: ما مصير أبنائنا يا تعليم؟.
وتطارد أم عبدالعزيز، هي الأخرى، الإجابة على هذا السؤال، لأنها وقعت ضحية «حسب قولها» لإدارة هذه المدارس، فابنها الأول يدرس في البحر الأحمر، والثاني في مدرسة أخرى «لم تطلها أي عقوبة» تعود لنفس المالك، لكن منهجها سيئ، «وكان على التعليم أن تراقب المدارس جيدا لتعرف ما تؤديه، وقدرة مناهجها، وأداء إداراتها، لنسلم من أي إشكاليات كهذه».
واكتفى محمد العتيبي (ولي أمر طالب)، بالتأكيد على أنهم ضحية لمدرسة منكوبة.
وفيما نقلت «عكاظ» علامات الاستفهام التي بدت على محيا أولياء الأمور، لمدير تعليم جدة عبدالله الثقفي، بين أنهم وضعوا الكثير من الحلول لها، معلنا في البداية عن اختيار موقع مجاور للمدرسة ليؤدي الطلاب اختبارات الفصل الدراسي الأول، مبينا أن منسوبي ومنسوبات المدرسة أنفسهم «بنين وبنات» سيشرفون على أعمال الاختبارات وإصدار شهادات نهاية الفصل الأول، وذلك حرصا على مصلحة الطلاب.
وفيما يختص بمستقبل الطلاب، أضاف: «زودنا أولياء الأمور بقائمة المدارس العالمية للمنهجين البريطاني والأمريكي، لاختيار ما يناسبهم، وسيتم تسهيل القبول».
ولفت إلى أن حقوق العاملات في المدارس سيتم النظر فيها ومتابعتها.