فوجئت برسالة على الإيميل من أمريكي اشتركت معه في حوار إنترنتي، يقول إنه وجد عنصرية مضادة في حديثي عن الغرب بتحميله وزر توليد الإرهاب الإسلامي وعدم تفريقي بين الشعب والساسة. أجبت ليس هناك إرهاب إسلامي لأن الإسلام دين سلام، إنما هناك إسلام سياسي، يستغل المنتسبون إليه ثغرات وجدت في التراث كانت مهملة على مر السنين، وجدوا - وهذا ليس تبريرا لأفعالهم - تبنيا له من الغرب في أوج الصراع الأيديولوجي مع الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ولعلك تذكر رونالد ريجان وحرب النجوم والشيطان الأحمر واستقباله للمجاهدين وتهليل الصحف الغربية لفكرة الجهاد، وبقية القصة معروفة عندما تنكر الغرب وأمريكا للمجاهدين وحاربتهم فظهرت القاعدة وكانت موقعة سبتمبر المحزنة، ثم حرب أمريكا في أفغانستان وتنامي قوة القاعدة. الأمر ذاته تكرر في الشام مع تنظيم داعش.
أما عن التفريق بين الساسة والشعب، فهذه حقيقة عشتها إبان إقامتي الطويلة بأمريكا، عاصرت عهد الإعلام النزيه الذي كان بإمكانه إسقاط الرؤساء، عشت عهد التلفازي وولتر كرونكايت الذي كان بكلمة منه يغير الرأي العام الأمريكي، ثم جاء جرونيتش و«القرن الأمريكي الجديد» والادعاء بقيادة العالم بعد سقوط السوفييت، فسقط الاقتصاد الأمريكي، ولعلك تذكر مفردة «ريجانوميست» إشارة لكلفة برامج ريجان العسكرية درجة بداية العجز وتنامي الدين العام، حتى غدت أمريكا أكبر دولة مدينة في العالم، ولأنها تملك أقوى جيش في العالم اعتبرت إنفاقها العسكري استثمارا يجب أن يكون له مردود فمضت تستخدمه - واسمح لي بالمفردة - لفرض إتاوة، تماما كما يفعل البلطجية، على من تدعي حمايته، وهو بالمناسبة أكثر الجيوش انتشارا على الكرة الأرضية. هؤلاء هم الساسة، أما الشعب، فبعد تداعي الاقتصاد وتنامي أرقام العاطلين عن العمل، بدأ الشعب يصغي لمن يعده بوظيفة توفرها الإتاوات المتجمعة لإعادة تحريك الاقتصاد، وبدأ يعيد انتخاب الساسة الفاسدين، وهؤلاء يستغلون الآن الهجمة الشرسة على الإسلام لدغدغة مشاعر العامة، وهذا ما يبرر صعود اليمين العنصري مثل لوبان في فرنسا وترامب في أمريكا، ليس الإسلامفوبيا بل الإسلاميوتولايزم، أي استخدام الإسلام.
أجابني برسالة مطولة أن ما يهمه هو تبرئة الشعب من طغمة الساسة، واستشهد بمحاولة مختل عقائديا طعن رجل بمحطة قطارات ببريطانيا باسم الإسلام، فلاحقه رجل شاهد ما يحدث وصاح به «أنت لست مسلما» فصارت «وسما» على تويتر كتب فيه آلاف البريطانيين مدافعين عن الإسلام، وأشار للاستنكار العالمي لدعوة ترامب ودعاوى لوبان، وأن هذا يفند دعواي.
أما عن التفريق بين الساسة والشعب، فهذه حقيقة عشتها إبان إقامتي الطويلة بأمريكا، عاصرت عهد الإعلام النزيه الذي كان بإمكانه إسقاط الرؤساء، عشت عهد التلفازي وولتر كرونكايت الذي كان بكلمة منه يغير الرأي العام الأمريكي، ثم جاء جرونيتش و«القرن الأمريكي الجديد» والادعاء بقيادة العالم بعد سقوط السوفييت، فسقط الاقتصاد الأمريكي، ولعلك تذكر مفردة «ريجانوميست» إشارة لكلفة برامج ريجان العسكرية درجة بداية العجز وتنامي الدين العام، حتى غدت أمريكا أكبر دولة مدينة في العالم، ولأنها تملك أقوى جيش في العالم اعتبرت إنفاقها العسكري استثمارا يجب أن يكون له مردود فمضت تستخدمه - واسمح لي بالمفردة - لفرض إتاوة، تماما كما يفعل البلطجية، على من تدعي حمايته، وهو بالمناسبة أكثر الجيوش انتشارا على الكرة الأرضية. هؤلاء هم الساسة، أما الشعب، فبعد تداعي الاقتصاد وتنامي أرقام العاطلين عن العمل، بدأ الشعب يصغي لمن يعده بوظيفة توفرها الإتاوات المتجمعة لإعادة تحريك الاقتصاد، وبدأ يعيد انتخاب الساسة الفاسدين، وهؤلاء يستغلون الآن الهجمة الشرسة على الإسلام لدغدغة مشاعر العامة، وهذا ما يبرر صعود اليمين العنصري مثل لوبان في فرنسا وترامب في أمريكا، ليس الإسلامفوبيا بل الإسلاميوتولايزم، أي استخدام الإسلام.
أجابني برسالة مطولة أن ما يهمه هو تبرئة الشعب من طغمة الساسة، واستشهد بمحاولة مختل عقائديا طعن رجل بمحطة قطارات ببريطانيا باسم الإسلام، فلاحقه رجل شاهد ما يحدث وصاح به «أنت لست مسلما» فصارت «وسما» على تويتر كتب فيه آلاف البريطانيين مدافعين عن الإسلام، وأشار للاستنكار العالمي لدعوة ترامب ودعاوى لوبان، وأن هذا يفند دعواي.