والشرارة هنا ترمز إلى ما يجلب الوقائع أو النتائج غير المرغوبة بشكل أو آخر.. وسبحان الله فهناك تفسيرات وجوانب إيجابية لهذا المفهوم مهما تعددت جوانب «الحواديت» السلبية.. ومن اجمل القصص في هذا الشأن نجد تجربة الشاب الياباني «تسوتومو ياماجوتشي» الذي كان مهندسا في شركة ميتسوبيشي العملاقة. وتدور أحداث قصته الأغرب من الخيال في صباح 8 أغسطس 1945. كان فرحا في ذلك الصباح بالذات لأنه أنجز عمله كاملا بعد مشقة دامت لفترة طويلة في تصميم جزء من باخرة شحن عملاقة. وكان متلهفا للعودة إلى داره الذي كان يقع في مدينة أخرى على بعد 421 كيلو مترا من موقع فرع الشركة. الرجل كانت أولوياته في الحياة مثل أولوياتنا كأزواج وآباء: نريد أن نكون مع من نحب.. زوجاتنا وأبنائنا. ولكن في ذلك اليوم التاريخي.. وتحديدا في الساعة الثامنة والربع صباحا رأى طائرة حربية وحيدة تحلق في السماء على ارتفاع شاهق جدا.. الغريب في الموضوع أن الغارات الجوية على المدن اليابانية طوال فترة الحرب كانت تقوم بها أفواج تصل إلى مئات الطائرات.. ولكن هذه كانت طائرة وحيدة... وجرت العادة أن تلقي تلك الطائرات الأعداد الكبيرة من القنابل، والغريب أن هذه الطائرة ألقت قنبلة واحدة ضخمة.. قنبلة «دبدوبة» إن صح التعبير لأن شكلها كان كأنها «دبه» وسميت Fat Boy.. كان طولها ما يعادل ثلاث أرباع طول «اللاند كروزر»، وأما وزنها فكان يعادل حوالي ضعف وزن تلك السيارة والاهم من كل هذا كان المحتوى: إلى تلك اللحظة في تاريخ البشرية كان جوهر عمل القنابل هو التفاعلات الكيميائية.. وأما هذه القنبلة فكان قلبها هو مادة اليورانيوم المشعة.. ومحركها هو القوة الذرية. وكانت نتاج عمل اذكى عقول علم الفيزياء في العالم التي تجمعت في منطقة «لوس الاموس» في صحراء ولاية «اريزونا» في اكبر مشروع عسكري في العالم.. هبطت القنبلة الكبيرة بهدوء وبدون أي دراما لمدة حوالي 43 ثانية إلى أن وصلت الى ارتفاع حوالي 600 متر فوق سطح الأرض. وعند ذلك الارتفاع، بدأت منظومة «مضاربة كبرى» بداخل ذرات عنصر اليورانيوم المشع.. جرت تفاعلات فيزيائية عنيفة بسبب الضرب المبرح لذرات العنصر المشع في بعضها. واستمر ذلك الضرب العنيف إلى أن تولدت طاقة رهيبة رفعت حرارة القنبلة إلى ما يعادل درجة حرارة سطح الشمس تقريبا.. وتولدت منظومة دمار لم يعرفها او يتخيلها البشر.. وعندئذ تغير العالم بأكمله... المدينة كانت «هيروشيما». وتسبب انفجار تلك القنبلة في قتل وجرح اكثر من مائتي الف إنسان وتدمير المدينة بأكملها.. وكل هذا خلال فترة زمنية اقصر من فترة قراءتك لهذه الجملة.. ولكن قصتنا لا تنتهي هنا. بطل قصتنا المهندس «ياماجوتشي» لم يصب إلا إصابات بسيطة ولكن إصاباته النفسية كانت هائلة. ركض للحاق بوسيلة مواصلات للوصول إلى أسرته.. ومشى فوق جثث الضحايا وأنقاض المدينة التي تحولت من احدى اهم المراكز الحضارية والاقتصادية في اليابان الى أكوام من الرماد والأنقاض. وأخيرا وبعد ساعات من الركض وركوب وسائل النقل المختلفة استطاع «ياماجوتشي» أن يصل إلى بلدته.. ونجح في هدفه فوصل الى منزله في صباح يوم 11 أغسطس. والمفاجأة الكبرى كانت عندما وصل الى مدينته في الصباح الباكر، سمع صوت طائرة عملاقة تحلق في الأجواء العليا.. وتكررت المأساة عندما ألقت قاذفة القنابل الأمريكية من طراز بوينج بي 29 القنبلة الذرية الثانية على مدينة «ناجازاكي».
أمنيــــة
البعض سينظر إلى قصة المهندس «ياموجتشي» كتجسيد لمفهوم «الشرارة» لان في تاريخ البشرية من الصعب أن نجد من البشر ممن كانوا في موقع انفجار القنبلتين الذريتين. ولكن النظرة الإيجابية تتغلب هنا فقد أكرم الله عز وجل هذا الرجل بالإفلات من شر قنبلتين ذريتين دفعة واحدة. وللعلم، فلم تستخدم القنابل الذرية في تاريخ البشرية إلا ضد مدينتي هيروشيما في شمال شرق اليابان وناجازاكي في جنوب غربها. أتمنى أن نتذكر ألطاف الله ونعمه وننظر إلى الأمور من زواياها الإيجابية بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.
أمنيــــة
البعض سينظر إلى قصة المهندس «ياموجتشي» كتجسيد لمفهوم «الشرارة» لان في تاريخ البشرية من الصعب أن نجد من البشر ممن كانوا في موقع انفجار القنبلتين الذريتين. ولكن النظرة الإيجابية تتغلب هنا فقد أكرم الله عز وجل هذا الرجل بالإفلات من شر قنبلتين ذريتين دفعة واحدة. وللعلم، فلم تستخدم القنابل الذرية في تاريخ البشرية إلا ضد مدينتي هيروشيما في شمال شرق اليابان وناجازاكي في جنوب غربها. أتمنى أن نتذكر ألطاف الله ونعمه وننظر إلى الأمور من زواياها الإيجابية بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.