تعلق الامير عبدالله الفيصل بالشعر والادب منذ صباه ويذكر الشاعر علي زين العابدين انه كان يستمع الى شعر الامير عبدالله الفيصل في منزله الاميري بمكة في عام 1356. ويذكر السيد هاشم يوسف زواوي وهو من زملائه ان شباب مكة اطلقوا على الراحل لقب «امير الشباب» قبل نصف قرن.
درس عبدالله الفيصل على يدي الشيخ عبدالله عبدالغني خياط ودرس اللغة الانجليزية على يدي سعيد صالح دباغ كما درس على يدي الاستاذة حامد حابس والمنصوري والمرديني واصبح يقول الشعر الفصيح والنبطي.
والدته
كانت والدته الاميرة سلطانة السديري ترعاه وتراقب حركاته حتى شب عن الطوق. قال عنها: حرصت والدتي رحمها الله على ان تقوم على تربيتي وتنشئتي بنفسها لم تستعن بمربية، لا عربية ولا اجنبية بل ارادت ان تعني بنفسها لمتطلبات الحياة ومتطلبات المراكز التي شغلتها فيما بعد.
والده
ورغم انشغال والده فيصل نائب جلالة الملك على الحجاز بمهام الحكم انذاك فان الفتى عبدالله الفيصل يذكر تأثير والده عليه فيقول «والدي رحمه الله كان مدرسة جامعة وكنت اشعر انه يجب علي ان انهل منها ما استطعت بالاضافة الى المناخ الشعري الذي احاط بوالدي اثر في اكبر الاثر ومن هنا عرفت محبتي للشعر، فوالدي كان هو ايضا شاعرا نبطيا من الطراز الاول وكانت المساجلات الشعرية تقوم انذاك في منزلنا بين شعراء الحجاز وكنت احضر هذه المساجلات.. واراقب عن كثب هذه اللغة العاطفية التي تنساب فتطرب لها الاذان والقلوب.
عينه الملك عبدالعزيز وكيلا لنائبه على الحجاز وفي عام 1370هـ اصبح عبدالله الفيصل وزيرا للداخلية وكان عمره آنذاك 28 عاما وكان ايضا وزيرا للصحة اضافة الى توليه وزارة الداخلية.
ومع انه حصل على الشهادة الابتدائية فقط الا ان هذه الشهادة كانت عالية القيمة في وقتها ذاك وقد عكف الامير الراحل على قراءة وحفظ كثير من عيون الشعر العربي في الجاهلية وصدر الاسلام وعصور الشعر العربي المختلفة، وتأثر بشعراء العصر الحديث ومنهم احمد شوقي وابراهيم ناجي.
ياريم وادي ثقيف
اضافة الى اهتماماته العملية في ارقى مراكز الحكم واهتماماته الادبية، فقد كان يحث الشباب السعودي على الرياضة البدنية وكان يظهر على شاشة التلفزيون اسبوعيا، كما يقول السفير الايراني بالمملكة السابق الاستاذ جعفر رائد، يسدي النصح الى الشباب ويعالج بعض المشكلات الاجتماعية غير ان محطة الاشتهار على مستوى الوطن العربي كانت عندما تحولت قصيدته الخفيفة الى اغنية ياريم وادي ثقيف من الحان وغناء طارق عبدالحكيم:
ياريم وادي ثقيف
لطيف جسمك لطيف
ما شفت انالك وصيف
في الناس شكلك غريب
انت المنى والامل
في مهجتي لك محل
يامن بحسنه اكتمل
لو صاح ماله مجيب
عبدك ضناه الغرام
ساهر وغيره ينام
يازين هذا حرام
من يقصدك ما يخيب
«ثورة الشك»
ولما غنت ام كلثوم ثورة الشك له اصبحت شاعرية الامير معروفة في آفاق الدنيا وبعد ذلك غنت ام كلثوم اغنية «من اجل عينيك» من شعره ولحن رياض السنباطي. وغنى له عبدالحليم حافظ قصيدة «يا مالكا قلبي» ومن اشعاره قصيدة بعنوان الى ابنتي سلطان.. قال فيها:
ان داعبتني يداك
برقة كالملاك
احسست عود شبابي
مجسدا في صباك
وللشاعر الامير ديوان «وحي الحرمان» «1373» وديوان «مشاعري» وبينهما ديوان «حديث قلب» «1403هـ» وديوان «مشاعري» حافل بقصائد نبطية.
لقد كانت وفاة الملك فيصل المباغتة صدمة كبيرة اصابت ولده فقال: لن يخرجني منها الا صدمة اخرى كبيرة اعترف لكم بانني بعد هذه الصدمة اكتب مطلع القصيدة واتبعه ببيت او بيتين ثم يتوقف كل شيء.
شاعر صدمة
وقال «أنا شاعر صدمة.. لقد كنت اكتب ابياتا من الشعر قبل سن الثالثة عشرة لكنها كانت ابياتا بلا توالي. اقعدني مرض خطير لمدة ثلاثة اشهر فتفجرت شاعريتي».
وقال «انا اسوأ من يكتب عن السعادة وربما كنت من خيرة من يكتب عن البؤس هل نسيتم ان اسم ديواني الاول «وحي الحرمان» وان اسمي المستعار هو «محروم».
وبسؤاله في احد اللقاءات الصحفية: هل تعتقد بانها تسمية عادلة ان تكون محروما قال: هذا ما كنت اشعر به طوال الوقت ولطالما تساءلت نفسي ولطالما تساءل الاخرون كيف يمكن ان يكون مثلي محروما، لقد كنت شابا وسيما وابن عائلة مالكة، وكانت لدي ثروة، وكان هناك جاه وسلطان ورفاهية وكنت وزيرا لوزارتين، ولكني لم اتوصل بالضبط الى سبب ذلك الحرمان لعله شيء من عقلي الباطن حيث علق بطفولتي.
نجمة ومحروم
وكان يوقع برسم صغير لنجمة قال كنت لم ازل صغيرا فالشاعر نجمة صغيرة بعيدة وكان بعدها: ان بدأت بتوقيع قصائدي باسم محروم حتى فضح سري احد افراد البعثة السعودية للدراسة في مصر حين كتب خبرا لزيارتي لهم في احدى الصحف معلنا بان الذي يوقع باسم «محروم» ما هو الا عبدالله الفيصل. لكنه لم يكتب في موضوعات سياسية واجتماعية وفي واقع الامر كان يكتب في هذه الموضوعات ولكنه لا ينشرها خوفا من القول بانها رأي الملك فيصل فلقد كان الاب والابن متقاربين فكريا بل لا يفصل بينهما في السن الا ستة عشرة عاما.
سلبيات ثروتنا
وقد صرح ذات مرة بقوله في الجانب الاجتماعي: هناك سلبيات عديدة يضج بها مجتمعنا فهناك التبذير فقيرنا يكتفي بيته بجهاز تلفزيون واحد بينما نلاحظ عندنا ان في كل غرفة تلفزيون وللشاب الواحد اكثر من سيارة والشاب السعودي لم يسخر الثروة للابتكار والابداع بل انه في معظمه سخرها لبذخه ولتبذيره ولكل الاشياء السطحية وهذا ما يؤلمني من سلبيات ثرواتنا.
الشعب الفرنسي
قدمت منيرة العجلاني رسالة لجامعة السوربون عن شخصية عبدالله الفيصل وبذلك لفتت الشعب الفرنسي لشعره.. وقد كرمته فرنسا بمنحه وسام مدينة باريس وقد قال له الملك فهد «يا عبدالله انا اعتز بأن واحدا من عائلتي يقدره الغرب.. وهؤلاء لا نقدر ان نتهمهم بالنفاق او المحاباة».
وقال عبدالله الفيصل ان حظه افضل من حظ حسين سرحان ومحمد حسن فقي وحسن القرشي فهؤلاء اساتذتي كما قال ولكن شعره ترجم ولم تترجم اشعارهم.
الشعر الحر
لقد عاش التاريخ في وجدانه.. فعندما سئل عن فترة تاريخية ذهبية قال: والله طال عمرك ما في شك ان اعظم شخصية بشرية نعتز بها هي كلنا هو محمد صلوات الله وسلامه عليه ثم الخلفاء الراشدين الفترة التي اعتز بها انا هي صدر الاسلام.. وانتشار هذا الدين كنا حفاة رعاة جهلة بلا حضارة نعيش مع بهائمنا ان جاء المطر حيينا وحييت معنا وان ما جاء المطر مثلنا ماتت «عكاظ 30/4/1405هـ لقد هاجم شعراء الحداثة بلا هوادة .. وقال عن شعرهم بانه خروج على نظام الشعر وطرقه المعروفة واني لاعتبره من المظاهر الهدامة من بقايا الحروب الصليبية التي بدأت بالسلاح وانهاها صلاح الدين الايوبي بالسلاح.. وما يسمونه «الشعر الحر» لا اسميه شعرا وانما هي موجات استعمارية طرقت ابوابنا عن طريق الثقافة.
درس عبدالله الفيصل على يدي الشيخ عبدالله عبدالغني خياط ودرس اللغة الانجليزية على يدي سعيد صالح دباغ كما درس على يدي الاستاذة حامد حابس والمنصوري والمرديني واصبح يقول الشعر الفصيح والنبطي.
والدته
كانت والدته الاميرة سلطانة السديري ترعاه وتراقب حركاته حتى شب عن الطوق. قال عنها: حرصت والدتي رحمها الله على ان تقوم على تربيتي وتنشئتي بنفسها لم تستعن بمربية، لا عربية ولا اجنبية بل ارادت ان تعني بنفسها لمتطلبات الحياة ومتطلبات المراكز التي شغلتها فيما بعد.
والده
ورغم انشغال والده فيصل نائب جلالة الملك على الحجاز بمهام الحكم انذاك فان الفتى عبدالله الفيصل يذكر تأثير والده عليه فيقول «والدي رحمه الله كان مدرسة جامعة وكنت اشعر انه يجب علي ان انهل منها ما استطعت بالاضافة الى المناخ الشعري الذي احاط بوالدي اثر في اكبر الاثر ومن هنا عرفت محبتي للشعر، فوالدي كان هو ايضا شاعرا نبطيا من الطراز الاول وكانت المساجلات الشعرية تقوم انذاك في منزلنا بين شعراء الحجاز وكنت احضر هذه المساجلات.. واراقب عن كثب هذه اللغة العاطفية التي تنساب فتطرب لها الاذان والقلوب.
عينه الملك عبدالعزيز وكيلا لنائبه على الحجاز وفي عام 1370هـ اصبح عبدالله الفيصل وزيرا للداخلية وكان عمره آنذاك 28 عاما وكان ايضا وزيرا للصحة اضافة الى توليه وزارة الداخلية.
ومع انه حصل على الشهادة الابتدائية فقط الا ان هذه الشهادة كانت عالية القيمة في وقتها ذاك وقد عكف الامير الراحل على قراءة وحفظ كثير من عيون الشعر العربي في الجاهلية وصدر الاسلام وعصور الشعر العربي المختلفة، وتأثر بشعراء العصر الحديث ومنهم احمد شوقي وابراهيم ناجي.
ياريم وادي ثقيف
اضافة الى اهتماماته العملية في ارقى مراكز الحكم واهتماماته الادبية، فقد كان يحث الشباب السعودي على الرياضة البدنية وكان يظهر على شاشة التلفزيون اسبوعيا، كما يقول السفير الايراني بالمملكة السابق الاستاذ جعفر رائد، يسدي النصح الى الشباب ويعالج بعض المشكلات الاجتماعية غير ان محطة الاشتهار على مستوى الوطن العربي كانت عندما تحولت قصيدته الخفيفة الى اغنية ياريم وادي ثقيف من الحان وغناء طارق عبدالحكيم:
ياريم وادي ثقيف
لطيف جسمك لطيف
ما شفت انالك وصيف
في الناس شكلك غريب
انت المنى والامل
في مهجتي لك محل
يامن بحسنه اكتمل
لو صاح ماله مجيب
عبدك ضناه الغرام
ساهر وغيره ينام
يازين هذا حرام
من يقصدك ما يخيب
«ثورة الشك»
ولما غنت ام كلثوم ثورة الشك له اصبحت شاعرية الامير معروفة في آفاق الدنيا وبعد ذلك غنت ام كلثوم اغنية «من اجل عينيك» من شعره ولحن رياض السنباطي. وغنى له عبدالحليم حافظ قصيدة «يا مالكا قلبي» ومن اشعاره قصيدة بعنوان الى ابنتي سلطان.. قال فيها:
ان داعبتني يداك
برقة كالملاك
احسست عود شبابي
مجسدا في صباك
وللشاعر الامير ديوان «وحي الحرمان» «1373» وديوان «مشاعري» وبينهما ديوان «حديث قلب» «1403هـ» وديوان «مشاعري» حافل بقصائد نبطية.
لقد كانت وفاة الملك فيصل المباغتة صدمة كبيرة اصابت ولده فقال: لن يخرجني منها الا صدمة اخرى كبيرة اعترف لكم بانني بعد هذه الصدمة اكتب مطلع القصيدة واتبعه ببيت او بيتين ثم يتوقف كل شيء.
شاعر صدمة
وقال «أنا شاعر صدمة.. لقد كنت اكتب ابياتا من الشعر قبل سن الثالثة عشرة لكنها كانت ابياتا بلا توالي. اقعدني مرض خطير لمدة ثلاثة اشهر فتفجرت شاعريتي».
وقال «انا اسوأ من يكتب عن السعادة وربما كنت من خيرة من يكتب عن البؤس هل نسيتم ان اسم ديواني الاول «وحي الحرمان» وان اسمي المستعار هو «محروم».
وبسؤاله في احد اللقاءات الصحفية: هل تعتقد بانها تسمية عادلة ان تكون محروما قال: هذا ما كنت اشعر به طوال الوقت ولطالما تساءلت نفسي ولطالما تساءل الاخرون كيف يمكن ان يكون مثلي محروما، لقد كنت شابا وسيما وابن عائلة مالكة، وكانت لدي ثروة، وكان هناك جاه وسلطان ورفاهية وكنت وزيرا لوزارتين، ولكني لم اتوصل بالضبط الى سبب ذلك الحرمان لعله شيء من عقلي الباطن حيث علق بطفولتي.
نجمة ومحروم
وكان يوقع برسم صغير لنجمة قال كنت لم ازل صغيرا فالشاعر نجمة صغيرة بعيدة وكان بعدها: ان بدأت بتوقيع قصائدي باسم محروم حتى فضح سري احد افراد البعثة السعودية للدراسة في مصر حين كتب خبرا لزيارتي لهم في احدى الصحف معلنا بان الذي يوقع باسم «محروم» ما هو الا عبدالله الفيصل. لكنه لم يكتب في موضوعات سياسية واجتماعية وفي واقع الامر كان يكتب في هذه الموضوعات ولكنه لا ينشرها خوفا من القول بانها رأي الملك فيصل فلقد كان الاب والابن متقاربين فكريا بل لا يفصل بينهما في السن الا ستة عشرة عاما.
سلبيات ثروتنا
وقد صرح ذات مرة بقوله في الجانب الاجتماعي: هناك سلبيات عديدة يضج بها مجتمعنا فهناك التبذير فقيرنا يكتفي بيته بجهاز تلفزيون واحد بينما نلاحظ عندنا ان في كل غرفة تلفزيون وللشاب الواحد اكثر من سيارة والشاب السعودي لم يسخر الثروة للابتكار والابداع بل انه في معظمه سخرها لبذخه ولتبذيره ولكل الاشياء السطحية وهذا ما يؤلمني من سلبيات ثرواتنا.
الشعب الفرنسي
قدمت منيرة العجلاني رسالة لجامعة السوربون عن شخصية عبدالله الفيصل وبذلك لفتت الشعب الفرنسي لشعره.. وقد كرمته فرنسا بمنحه وسام مدينة باريس وقد قال له الملك فهد «يا عبدالله انا اعتز بأن واحدا من عائلتي يقدره الغرب.. وهؤلاء لا نقدر ان نتهمهم بالنفاق او المحاباة».
وقال عبدالله الفيصل ان حظه افضل من حظ حسين سرحان ومحمد حسن فقي وحسن القرشي فهؤلاء اساتذتي كما قال ولكن شعره ترجم ولم تترجم اشعارهم.
الشعر الحر
لقد عاش التاريخ في وجدانه.. فعندما سئل عن فترة تاريخية ذهبية قال: والله طال عمرك ما في شك ان اعظم شخصية بشرية نعتز بها هي كلنا هو محمد صلوات الله وسلامه عليه ثم الخلفاء الراشدين الفترة التي اعتز بها انا هي صدر الاسلام.. وانتشار هذا الدين كنا حفاة رعاة جهلة بلا حضارة نعيش مع بهائمنا ان جاء المطر حيينا وحييت معنا وان ما جاء المطر مثلنا ماتت «عكاظ 30/4/1405هـ لقد هاجم شعراء الحداثة بلا هوادة .. وقال عن شعرهم بانه خروج على نظام الشعر وطرقه المعروفة واني لاعتبره من المظاهر الهدامة من بقايا الحروب الصليبية التي بدأت بالسلاح وانهاها صلاح الدين الايوبي بالسلاح.. وما يسمونه «الشعر الحر» لا اسميه شعرا وانما هي موجات استعمارية طرقت ابوابنا عن طريق الثقافة.