-A +A
حاوره: نادر العنزي (تبوك)

رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل المشاري بدد مخاوف الطلاب من اختبارات المركز، خلال حواره مع «عكاظ» مؤكدا أن لا رسوب فيها أو نجاح، ودرجاتها تعد سلما تدرجيا ولا تعني مطلقا انخفاض المستوى. مشيرا في حوار مع «عكاظ» إلى أن اختبارات القياس والتقويم ستبقى حتى لو عادت اختبارات الثانوية العامة إلى النظام المركزي. وزاد الدكتور المشاري أن طبيعة العمل بالقياس ونتائجه قد لا تجد القبول أحيانا، ويعمل المركز على منح الطلاب أكثر من فرصة، مؤكدا عدم تضجر المركز من النقد الموضوعي، فإلى نص الحوار:

• الطلاب وآباؤهم قلقون وغاضبون على اختبارات القياس والتقويم ونتائجها.. كيف تواجهون انتقاداتهم وغضبهم؟

•• في أي عمل لا بد من وجهات نظر متباينة، والطبيعي أن يعبر الجميع عنها كل بطريقته. نحن لا ننزعج من ذلك بل نعده طبيعيا، ولقد مرت دول متقدمة بمثل هذه التجارب وتعاني منها وتواجه النقد.

• واضح أن سهام النقد لنظام القياس تراجعت أخيرا.

•• طبيعة العمل بالقياس ونتائجه قد لا تجد القبول أحيانا بشكل مباشر وتلقائي، ونحن نعمل على تخفيف ذلك بمنح الطلاب أكثر من فرصة لأداء الاختبارات، حتى تكون لديهم القدرة على التعبير عن مهاراتهم بصورة أكثر دقة، وهو الأمر الذي يزيد من مصداقية الاختبارات واكتشاف قدرات الطلاب ومدى تحصيلهم. ونرى أن النقد بدأ في التراجع، فالمجتمع متناغم ومتفاعل مع عملنا، ولدينا ثقافة حاولنا بناءها من خلال الإقناع والتوضيح وبرامج المسؤولية الاجتماعية.

• بعد 15 عاما من إنشاء المركز.. هل حققتم أهدافكم وخططكم التي رسمتموها؟

•• رسالتنا الأساسية تمثلت في خدمة الجامعات في اختبارات القبول، وقد تحققت، ولله الحمد، منذ بدايات التأسيس، واكتملت المنظومة بتقديم اختباري القدرات والتحصيلي، ثم تواصلت المنظومة بتطبيقها على الطلاب والطالبات ومنح فرص لهم للاختبار لأكثر من مرة.

• هل من جهات أخرى يتولى المركز خدمتها بخلاف اختبارات القبول؟

•• المركز طلبت منه عدة خدمات غير القبول، مثل اختبارات اللغة الإنجليزية والقبول في الدراسات العليا، إلى جانب اختبارات مهنية أخرى، وتم إنجازها بصورة طيبة. كما دخل المركز في السنوات الأخيرة إلى مشاريع جديدة تتعلق بقياس مخرجات ونواتج التعليم العالي، وانتهت مرحلتها الأولى. وتشكلت هذه الرؤية الجديدة من خلال خطة استراتيجية أقرها مجلس إدارة المركز قبل عامين، وتمثلت الرسالة في خدمة المؤسسات التعليمية والمهنية والتنمية بشكل عام، ونحن ماضون في عملنا لتحقيق أهدافنا.

• كثر الحديث عن تدني درجات الطلاب والطالبات في اختبارات القياس والتحصيلي.. أين يكمن الخلل؟

•• نحن لا نعتبر ذلك خللا، خصوصا إذا نظرنا بزاوية صحيحة لطبيعة الدرجات، فالمقياس ليس مقياسا مئويا، ولا يمكن المقارنة بينها وبين الدرجات. لا بد أن ينظر إليهما بأنهما مقياسان مختلفان، فاختبارات القبول ليس فيها نجاح أو رسوب، إنما لترتيب الطلاب والطالبات، فمن يحصل على درجة أعلى يكون ترتيبه أفضل من السابق وهكذا، وهذا الأمر يمنح الجامعات القدرة على فرز طلابها بشكل تنافسي صحيح.

• إذا وضعنا فرضية تدني درجة الطالب أو الطالبة في الاعتبار.. أين يكمن الخلل إذن، في المعلم أم في المنهج أم الطالب؟

•• من الطبيعي حدوث تدرج واختلاف في الدرجات، متدنية إلى متوسطة إلى عالية، فالطالب يعمل ويحاول نقل نفسه من شريحة أقل من المتوسط إلى شريحة أعلى، وهذا مطلب جيد، وأؤكد مجددا أن هذه الدرجات هي سلم تدرجي ولا تعني مطلقا انخفاض المستوى.. هو مجرد ترتيب للطلاب، فتحسين الأداء مطلب الجميع.

• عودة الاختبارات المركزية لطلاب المرحلة الثانوية.. هل سيؤدي الى إلغاء اختبارات القياس والتقويم؟

•• لا أعتقد أن ذلك سيحدث، مررنا بهذه المراحل في فترة سابقة، والاختبارات التي كانت تؤدى بالمركز كانت موجودة قبل وبعد الإنشاء، وفلسفة مركزية الاختبارات كانت مختلفة ومنفصلة عن موضوع القبول في الجامعات، لأن الاختبارات التي يقوم بها المركز لها هدف محدد هو وضع معايير للقبول الجامعي، ولا شك أن معدل الثانوية العامة هو أحد معايير القبول الجامعي ولا يزال. وكون الاختبارات المركزية وغيرها لا تؤثر على تلك المعايير. ولا ننسى أن هنالك جامعات كانت تتولى إجراء اختبارات قبول للطلاب والطالبات قبل إنشاء المركز، ووجود المركز سهل عليها وعلى طلابها تسهيل عملية القبول واختيار المسار. هنا نؤكد مجددا أن اختبارات القبول ليست بديلا لاختبارات الثانوية العامة، كما أن اختبارات القبول مجرد تقويم لأداء الطالب في الثانوية العامة وتركز على معايير محددة ومهمة لأداء الطالب، والاختبارات الثانوية النهائية هي نهاية مرحلة. نحن نتحدث عن اختبارات دخول مرحلة جديدة تراعي معايير محددة وتحقق أسس العدالة بين الطلاب.

• تقييم المؤسسات التعليمية، سواء الجامعات أو التعليم العام، هل يقع تحت مسؤولياتكم؟

•• تقييم برامج مؤسسات التعليم العام من مهمة هيئة تقويم التعليم العام، وهي هيئة عمرها أكثر من عامين ولها مسؤوليات ومهام في تقييم التعليم بشكل عام لا الأفراد، وإن رغبت الهيئة في الاستعانة بها فنحن جاهزون. أما الاعتماد الأكاديمي فمن مسؤوليات هيئة الاعتماد الأكاديمي ولها أكثر من 12 عاما تؤدي أدوارا كبيرة في برامج التعليم العالي والاعتماد المؤسسي.. كل هذه الهيئات لها قيمتها في موضوع الاعتماد والتقويم والمركز يقوم بالمساندة • المعلمون والمعلمات، على رأس العمل، هل يتم تقويمهم من مركز القياس؟

•• هذه مهمة هيئة تقويم التعليم العام، وإذا طلبت منا القيام بهذا الدور ميدانيا فالمركز على استعداد.