-A +A
محمد أحمد الحساني
في الوقت الذي تصلني فيه شكاوى عديدة من قيام مفتشي شركة المياه بالتدقيق فيما يلاحظونه من بقع بسيطة لمياه متسربة من فناء أو باب عمارة، فيسجلون ما لاحظوه فوراً ويصورون الموقع ويوجهون إنذاراً لصاحب العمارة بمراجعة الإدارة لتسديد المخالفة أو تفصل المياه عن داره، فإن موظفي البلاغات في الشركة لا يبالون أحياناً باتصالات مواطنين أو مقيمين يبلغونهم من خلالها بوجود خط مياه مكسور وقد تحول ما تسرب منه إلى سيل صغير عبر شوارع المخطط أو الحي مع أن كمية المياه المهدرة نتيجة انفجار أو كسر أو تلف خط مياه قد تبلغ آلاف أضعاف ما يسجل من تسرب للمياه من عمارة أو دارة أو متجر، وكان آخر ما وصلني في هذا المجال اتصال من موظف متقاعد صلّى الفجر رأى خط مياه مكسورا فاتصل بعد الفجر مرارا حتى رد عليه أحد موظفي تلقي البلاغات فنقل إليه ما رآه من تدفق للمياه من الخط المكسور فسمع منهم كلاما جميلا على هيئة: أبشر يا عمي سوف نبلغ الصيانة فوراً وهذا رقم البلاغ الذي قدمته، وزودوه -على حد قوله- برقم بلاغ مكون من سبعة أرقام يبدأ من اليسار بالرقم صفر فهو صفر على الشمال!
وبعد ثلاثة أيام ظلت المياه العذبة المهدرة تتدفق ليل نهار عبر الشوارع المحيطة وهو يمني النفس بوصول فرقة الصيانة في أية لحظة، وبعد يأسه من وصولها قرر الاتصال بي هاتفياً لعلي أكتب عن المسألة باعتبارها مسألة عامة لا تخصه ولكنها قد تحصل مع أي بلاغ لا يتم الاهتمام به من قبل جهة الاختصاص، مؤكدا أنه سبق له دفع غرامتين عن تسرب بسيط حصل من شبكة مياهه المنزلية فلم يغضب ولم يتأفف بل أوصى بنيه وحارس عمارته بملاحظة ذلك حفاظا على نعمة الماء باعتباره أعظم نعمة، ولذلك عَزّ عليه ألا يحفل أحد ببلاغه المذكور فنقل إلي ملاحظته باعتبارها ملاحظة عامة لعلها تجد شيئا من الاهتمام في القادم من الأيام!