-A +A
كتب: خالد سيف

عكس خطاب «أبو بكر البغدادي» القائد المزعوم لتنظيم داعش تراجعا ضمنيا عن شعاره الشهير «باقية وتتمدد» ومؤشرا يدل على أنها «بالكاد باقية» ولم تعد تتمدد.

ومع غياب شعارات النصر «باقية وتتمدد» رفع الخطاب شعارات فلسطين مقرونة بالنصر أو الشهادة في دليل على إفلاس التنظيم وانهياره.

وفي التسجيل المنسوب للبغدادي ظهر واضحا استعانة «الخليفة» المزعوم في محاولة لرفع الروح المعنوية لدى ميليشياته وتغطية للخسائر الفادحة التي مني بها تنظيمه في الآونة الأخيرة.. واصفا تسارع الأحداث وانتفاضة العالم ضد الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام بأنه «ابتلاء».

وفي تراجع ملحوظ افتقر الخطاب إلى الوعود التي كان يطلقها بأن النصر قادم، مخيرا مقاتليه بين إحدى الحسنيين على حد زعمه.

وبعد أن أدرك العالم الإسلامي أن دولة «الخلافة» المزعومة التي نادى بها التنظيم كانت على حساب دماء المسلمين وغيرهم من الآمنين والسعي في الأرض خرابا وتشريد الملايين من أوطانهم منهم أضعاف ما شرد اليهود من أبناء الشعب الفلسطيني.

وبعد أن تزعزعت أركان الخلافة فجأة تذكر البغدادي القضية الفلسطينية وأطلق تهديداته للإسرائيليين، وبرزت شعارات القدس وتحريرها.. بحثا عن تعاطف يلفت الأنظار عن الانهزام والجرائم.. واستمر تهديد القائد المزعوم للعالم بدفع الثمن غافلا عن ذكر التطرف الإيراني والتدخلاف العبثية لدولة الملالي في شؤون العرب والمسلمين.. وسياستها في زرع بذور الفتنة في كل بقاع الأرض.. و «داعش» الفصيل الجديد الذي خرج من رحم الإرهاب.. أمعن قتلا في سوريا والعراق وجيش عملاءه في عدد من عواصم العالم ليعيثوا فسادا في الأرض، ما زاد من ارتفاع وتيرة الغضب بين شعوب الأرض وزاد من عزلته مع اشتداد الحملات والتحالفات الدولية ضد جرائمه وانحسار مشروعه الدموي.. وأصبحت دولة الخلافة المزعومة عرضة للانهيار.. الأمر الذي دفع البغدادي للظهور وتسريب تسجيل صوتي فقط بعد غياب وصل إلى نحو سبعة أشهر عن «رعيته».

وحمل التسجيل إقرارا للبغدادي بانحسار رقعة دولته المزعومة بخسائر على الرغم من محاولاته التقليل من حجمها.. زاعما أن تنظيمه صمد في وجه العالم مواجها توحد العالم ضد إرهابه ما يعطي صورة واضحة عن انحدار الأوضاع القتالية للتنظيم من سيئ إلى أسوأ.

فأوضاع «دولة الخلافة» اليوم من سيئ إلى أسوأ، وانتهاء الظاهرة الغريبة عن الإسلام وإغلاق ملف تسبب في انتشار الفوضى والاضطراب بين البشرية.. وتفرغ المجتمعات إلى بناء دول عصرية بعيدا عن المغالاة والتطرف وتحقق التنمية، بات قريبا.