-A +A
هيلة المشوح

ما إن دلف وزير التعليم الجديد أحمد العيسى مكتبه، وقبل أن يعدل جلسته على كرسي الوزارة أصدر حزمة قرارات أهمها -حسب ملامستها للمجتمع- لا تعليق للدراسة إلا للضرورة القصوى، مؤكدا على أهمية تعويض الطلبة عن ساعات الدراسة في حال التعليق!

ما سبق يشكل صدمة لمجتمع يهوى الكشتات والمخيمات وشاي الفحم والطعوس وقت الأمطار الموسمية التي نالت الحظ الأوفر من إجازات التعليق، فالتعليق له طقوسه التي تبدأ بإطلاق الهاشتاقات التويترية الإيحائية وتنتهي في بطون الأودية وعلى سفوح الهضاب، والقرار لا يصب أبدا لصالح هذا الأكشن الموسمي.

كما أن هذا القرار أتى مخيبا لآمال المتربصين فهم ينتظرون الأهم حتى تبدأ حفلات الردح التحريضية وربط كل قرار بالعداء للدين حتى لو كان استكمالا لقرارات الوزير السابق، المهم أن تأتي الفرصة للهجوم المنتظر.

بعيدا عن الحزبيات وما آل إليه التعليم من شد وجذب وهيمنة، أين نحن من هيبة التعليم والمثابرة ومن جد وجد والعلم نور ولكل مجتهد نصيب... إلخ من تلك المثل التي كنا نسمعها صغارا وكانت تزين جدران مدارسنا فتملأنا إقبالا وحماسا وتنافسا؟

هل تلاشت مع تحول التعليم إلى حالة من الرفاهية والتسيب أكثر منها عملية تعليمية وفترة كفاح تحدد مصائر النشء بل مصير وطن بأكمله!

وكيف أصبح الطالب يخترع إجازاته بنفسه، بل يفرضها دون أي محاسبة أو رادع، فهذه إجازة ما قبل الاختبارات وتلك إجازة ما بعد الإجازة، حتى بات القادم إلى المملكة يتساءل عن عدد أيام الدراسة مقابل الإجازات!

الأمل بعد الله في الوزير د. أحمد العيسى في أن يعيد للتعليم أهميته وهيبته في نفوس الطلاب والمجتمع ككل ووضعه على مساره الصحيح، فالتعليم هو أساس بناء الأوطان وهو اللبنة التي تتشكل بها قوة الأمة أو العكس، ولن تقوم لنا قائمة ونحن نتعاون على تقويض العملية التعليمية مقابل كشتات ومطارد ضب!