-A +A
تقرير: خالد الجارالله

أظهر حصاد عامنا الميلادي الذي يوشك على طي صفحته الأخيرة، تطورا ملحوظا لقطاع الرياضة على مستوى الأندية والمنتخب الوطني عبر المستويات الفنية الجيدة والصفقات المميزة التي ساهمت في تحريك عجلة الكرة السعودية بعد فترة من الجمود والتراجع، وإذا ما كانت الرعاية الملكية الأولى للملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم لختام الموسم الماضي هي الحدث الأغلى على قلوب السعوديين، فإن الظهور الجيد للأخضر وتعافيه في التصفيات الآسيوية المونديالية المزدوجة والأرقام الجماهيرية في مدرجات المسابقات السعودية، مؤشرات مهمة تبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل للرياضة إجمالا وكرة القدم على نحو خاص قد تعيدنا إلى واجهة المشهد الآسيوي بعد سنوات من الغياب.

«الأخضر» يتقدم 22 مركزا
تحركت عجلة المنتخب السعودي هذا العام بعد سنوات من التراجع وتقدم خلال هذا العام 22 مركزا وحل في الترتيب الثمانين بعد أن كان أول العام في المركز 102، وعد الحدث الأبرز تعيين مارفيك بديلا عن فيصل البدين المؤقت، حيث بدأ العام مخيبا للسعوديين بخروج قاس في يناير 2015 من كأس أمم آسيا ومودعا البطولة من دورها الأول بعدما حل ثالثا في مجموعته الثانية، لكنه عاد وتعافى بشكل جيد من خلال مواجهات المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المونديالية المزدوجة بفوزه على فلسطين في مواجهة وتعادله في الأخرى، وفوزه على تيمور الشرقية في مواجهتين وماليزيا والإمارات.


الهلال .. كأس سلمان وسوبر لندن
موسم الهلال الماضي الممتد من منتصف عام 2014 حتى 2015، حمل وجهين متضادين، أحدهما مخيب للآمال انقضى بنهاية العام السابق، فيما الجانب الجميل كان في القسم الأول من عام 2015 الذي استعاد فيه الفريق الأزرق عافيته، بعد التشافي من جراح السقوط الآسيوي المخيب أمام سيدني، وخسارة كأس ولي العهد على يد الأهلي أواخر العام الماضي، واستقالة الرئيس السابق عبدالرحمن بن مساعد بعد ذلك، أعقبه رحيل ريجي وقدوم دونيس بديلا عنه، وهو ما اعتبر منعطفا مهما أعاد الأزرق للواجهة.
خلال هذا العام كانت حصيلة الهلال بطولتين، هما كأس خادم الحرمين الشريفين التي توج بها من يد الملك سلمان، ثم تتويجه بالسوبر السعودي الذي أقيم لأول مرة في لندن، وحل وصيفا لكأس ولي العهد، وثالثا في الدوري، وضمن الأربعة الكبار في آسيا، وكلتا البطولتين على حساب الغريم النصر، وشهد رحيل محترفيه الأجنبيين تياغو نيفيز وسامراس وقدوم كل من إدواردو وإلتون ألميدا.

النصر.. دوري و«تراجع صادم»
شهد مستوى النصر في هذا العام تراجعا واضحا عن العام الذي سبقه، وكانت حصيلته فوزا بلقب الدوري بعد منافسة قوية مع الأهلي الذي أخرجه بداية العام الماضي من كأس ولي العهد من دور الأربعة، وخسر الفريق لقبين، هما كأس الملك والسوبر في العام الماضي، فيما خرج من دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا، وغادر كأس ولي العهد مبكرا هذا العام لحساب الشباب، ويحتل حاليا الترتيب الثامن في سلم الدوري، وبداية هذا العام وقع مع المدرب ديسلفا ثم أقاله في آخره، ليحل بديلا عنه الإيطالي كانافارو، وأبرز صفقاته التوقيع مع اللاعب نايف هزازي بصفقة وصفت بالأضخم بمبلغ تخطى 50 مليون ريـال، وفي ذات الوقت نالتها الانتقادات، إذ اعتبرت وفق مردودها وعوائدها الأسوأ.

الأهلي.. كأس مقرن ورقم قياسي
يعد العام 2015 واحدا من أهم أعوام الأهلي في السنوات الأخيرة، وعلى أنه لم يحقق أيا من هدفيه المعلنين آسيا والدوري، إلا أنه كان أقرب ما يكون إليهما في هذه السنة، فالفريق حسابيا ووفق الأنظمة لم يخسر طيلة هذا العام، وخرج من كأس الملك بعد تعادله مع القادسية وترجح كفة الأخير بالركلات الترجيحية، فيما توج بلقب كأس الأمير مقرن على حساب الهلال، وفقد الدوري في الرمق الأخير، وخرج من دور الستة عشر الآسيوي بصعوبة، لكنه هذا العام نصب نفسه بطلا للشتاء وفق ما أعلنته رابطة المحترفين السعودية، وحقق رقما قياسيا لم يبلغه أحد سابقا على مستوى الدوري، فيما لم يخسر طيلة هذا العام، وحقق لاعبه عمر السومة لقب هداف الدوري، وكان أبرز النجوم المحترفين. وكانت أكثر الأمور قسوة على الأهلاويين رحيل الرمز واستقالة الأمير فهد بن خالد، الذي ترك رئاسة النادي لمساعد الزويهري.