قبل أن أكتب عن هذا الموضوع الشائك، وإلحاقا لمقالي في الأسبوع الماضي (التلصص على عورات المرضى) فقد علمت أن لجنة كبيرة من وزارة الصحة وصلت لجدة قبل أيام وعاينت المستشفى الخاص ودونت عليه ملاحظات جسيمة، وأعتقد أن حجم المخالفات ستجعل وزير الصحة يأمر لا محالة بإغلاقه لفترة من الزمن حتى يتم تصحيح أوضاعه!
بخصوص كارثة جازان التي حلت بهذا المشفى المشؤوم، والذي نومت في غرفة الطوارئ فيه لبضع ساعات قبل أربعة أعوام، ورأيت بعيني منتهى الإهمال الطبي والتمريضي وسمعت شكاوى وعويل المرضى وذويهم، كان من البديهي والمتوقع أن تحدث فيه عدة كوارث ولربما لو تم مراجعة ملفات المرضى الذين توفوا فيه أو أصيبوا بمضاعفات خطيرة لتجاوز عددهم عدد الشهداء والمصابين بهذا الحريق المحزن!
وفي هذا الحريق بالتحديد، لا تلام وزارة الصحة فقط ولكن الدفاع المدني وجميع الأجهزة الرقابية الذين دونوا ملاحظاتهم عليه ولم تصل تقاريرهم لصانع القرار ليعلم بحجم وخطورة الموقف، والتي تساعده في اتخاذ قرارات سريعة للمحافظة على صحة وسلامة المرضى.
للأسف ليس فقط مستشفى جازان الذي يعاني من بناء وتصميم داخلي ذي خطورة عالية على سلامة المرضى والموظفين ومرتادي المستشفى، ولكن هناك مستشفيات أخرى في مختلف أنحاء المملكة تشاركه هذه الخطورة المرتفعة ومنها مستشفى الولادة والأطفال (المساعدية) بجدة، وبالرغم أن مستشفى جازان لديه ميزة عن هذا الأخير بأن لديه مخارج للطوارئ لكنها أغلقت (بغباء)، أما مستشفى المساعدية فلا توجد مخارج للطوارئ في الجهة الشرقية للمستشفى، ومخارج الطوارئ في الحضانة أبوابها غير مطابقة للمواصفات لقدم المبنى الذي أنشئ قبل أكثر من نصف قرن، ووقوع حريق -لاسمح الله- يشعل قنابل أسطوانات الأكسجين والغازات المتواجدة فيه.
والأخطر أنه حتى آليات الدفاع المدني الكبيرة لن تتمكن من دخول المبنى وإطفاء الحريق، كما أنه لا توجد منظومة إطفاء آلية للحريق في أغلب أرجاء المستشفى!.
هذه المعلومات هي ليست سرا على الكثيرين وهي لدى الدفاع المدني في منطقة مكة ومحافظة جدة ووثقوها بزيارات متعددة خلال أعوام، ولكن لم يستطع أحد اتخاذ أي قرار بنقله من مكانه لأنه لا يوجد البديل كما يتردد!!
تقابلت مع وكيل وزير صحة سابق وقال لي بالحرف الواحد إنه قبل 15 عاما تقريبا أرسل لجنة لتقييم هذا المستشفى وأفادته أنه غير صالح وآمن على المرضى، خمسة عشر عاما ولم يجد أكثر من ثمانية وزراء للصحة حلا نهائيا يحافظ على سلامة الأطفال والنساء في أكبر مستشفى متخصص في منطقة مكة المكرمة، حتى مستشفى شرق جدة الذي استغرق بناؤه زهاء عشرة أعوام ولم يشتغل حتى الآن، لن يستطيع استيعاب هذا المستشفى الكبير الذي يغطي منتصف وشمال محافظة جدة، كما أن مستشفى الولادة والأطفال الجديد (البعيد) والذي يبنى في شمال جدة لن ينتهي بناؤه وتجهيزه وتشغيله قبل ثلاثة أعوام في أحسن الظروف.
كثير من أقسام هذا المستشفى عبارة عن (هناجر) غير مطابقة للمواصفات وقابلة للحريق، وأوصى الدفاع المدني أن تزال فورا ولكن لا يوجد البديل!!
في عهد حمد المانع اقترحت الإدارة الهندسية في مستشفى المساعدية مشروع برج طبي حديث (5 طوابق) على أرض الفلل القديمة الملحقة بالمستشفى بعد إزالتها، وبه أغلب الأقسام الطبية الهامة وأكثر من 200 سرير تنويم وحتى وحدة أطفال أنابيب، وتم اعتماد 120 مليون ريال في الميزانية للمشروع، ولكن للأسف تم إيقاف المشروع (بعد الاعتماد) بدون أسباب واضحة!!
نكمل الأسبوع القادم بمشيئة الله..
بخصوص كارثة جازان التي حلت بهذا المشفى المشؤوم، والذي نومت في غرفة الطوارئ فيه لبضع ساعات قبل أربعة أعوام، ورأيت بعيني منتهى الإهمال الطبي والتمريضي وسمعت شكاوى وعويل المرضى وذويهم، كان من البديهي والمتوقع أن تحدث فيه عدة كوارث ولربما لو تم مراجعة ملفات المرضى الذين توفوا فيه أو أصيبوا بمضاعفات خطيرة لتجاوز عددهم عدد الشهداء والمصابين بهذا الحريق المحزن!
وفي هذا الحريق بالتحديد، لا تلام وزارة الصحة فقط ولكن الدفاع المدني وجميع الأجهزة الرقابية الذين دونوا ملاحظاتهم عليه ولم تصل تقاريرهم لصانع القرار ليعلم بحجم وخطورة الموقف، والتي تساعده في اتخاذ قرارات سريعة للمحافظة على صحة وسلامة المرضى.
للأسف ليس فقط مستشفى جازان الذي يعاني من بناء وتصميم داخلي ذي خطورة عالية على سلامة المرضى والموظفين ومرتادي المستشفى، ولكن هناك مستشفيات أخرى في مختلف أنحاء المملكة تشاركه هذه الخطورة المرتفعة ومنها مستشفى الولادة والأطفال (المساعدية) بجدة، وبالرغم أن مستشفى جازان لديه ميزة عن هذا الأخير بأن لديه مخارج للطوارئ لكنها أغلقت (بغباء)، أما مستشفى المساعدية فلا توجد مخارج للطوارئ في الجهة الشرقية للمستشفى، ومخارج الطوارئ في الحضانة أبوابها غير مطابقة للمواصفات لقدم المبنى الذي أنشئ قبل أكثر من نصف قرن، ووقوع حريق -لاسمح الله- يشعل قنابل أسطوانات الأكسجين والغازات المتواجدة فيه.
والأخطر أنه حتى آليات الدفاع المدني الكبيرة لن تتمكن من دخول المبنى وإطفاء الحريق، كما أنه لا توجد منظومة إطفاء آلية للحريق في أغلب أرجاء المستشفى!.
هذه المعلومات هي ليست سرا على الكثيرين وهي لدى الدفاع المدني في منطقة مكة ومحافظة جدة ووثقوها بزيارات متعددة خلال أعوام، ولكن لم يستطع أحد اتخاذ أي قرار بنقله من مكانه لأنه لا يوجد البديل كما يتردد!!
تقابلت مع وكيل وزير صحة سابق وقال لي بالحرف الواحد إنه قبل 15 عاما تقريبا أرسل لجنة لتقييم هذا المستشفى وأفادته أنه غير صالح وآمن على المرضى، خمسة عشر عاما ولم يجد أكثر من ثمانية وزراء للصحة حلا نهائيا يحافظ على سلامة الأطفال والنساء في أكبر مستشفى متخصص في منطقة مكة المكرمة، حتى مستشفى شرق جدة الذي استغرق بناؤه زهاء عشرة أعوام ولم يشتغل حتى الآن، لن يستطيع استيعاب هذا المستشفى الكبير الذي يغطي منتصف وشمال محافظة جدة، كما أن مستشفى الولادة والأطفال الجديد (البعيد) والذي يبنى في شمال جدة لن ينتهي بناؤه وتجهيزه وتشغيله قبل ثلاثة أعوام في أحسن الظروف.
كثير من أقسام هذا المستشفى عبارة عن (هناجر) غير مطابقة للمواصفات وقابلة للحريق، وأوصى الدفاع المدني أن تزال فورا ولكن لا يوجد البديل!!
في عهد حمد المانع اقترحت الإدارة الهندسية في مستشفى المساعدية مشروع برج طبي حديث (5 طوابق) على أرض الفلل القديمة الملحقة بالمستشفى بعد إزالتها، وبه أغلب الأقسام الطبية الهامة وأكثر من 200 سرير تنويم وحتى وحدة أطفال أنابيب، وتم اعتماد 120 مليون ريال في الميزانية للمشروع، ولكن للأسف تم إيقاف المشروع (بعد الاعتماد) بدون أسباب واضحة!!
نكمل الأسبوع القادم بمشيئة الله..