-A +A
ياسر أحمدي
لمّا اكتشف أنصار النادي الأهلي أن صاحبي الذي يتوسط مدرجهم يشجع الاتحاد كادوا أن يفتكوا به ويلقنوه درسا تاريخيا لا ينساه. لم يكن صاحبي، سبق أن دخل ملاعب الكرة، أو حصيفا بالقدر الكافي، لكنه دخل سهوا إلى مدرجات القلعة فاستتابوه حتى يعود إلى رشده!
يقول صاحبي إنه عنيد والحقيقة أنه مهايطي بحسب معرفتي به، لقد رد التحية بألف منها حين هاجم اتحاديون، أهلاويا، قالوا إنه تجرأ ومدح أمامهم نجمهم الكبير.

الأمر ليس حكرا على المدرجات إذ انتقل التعصب إلى الشاشات بفضل فاشلين يسوّقون الوهم على المدرجات وعصافير تويتر.
قال أحدهم عن نفسه إنه أخصائي تحليل، وكنت أتوقع أنه من البارعين في علوم المختبرات واستكشاف المخاطر النووية، وإذا برهط من محبيه يكشفون عن تخصصه في الضربات الركنية بشهادة الابتدائية فقط. تماما مثل ذلك المدير، الذي تقدم لخطبة فتاة واتضح لاحقا أنه مدير قروب في وتساب. أضحك الله ضروسه.
عشرات الشاشات تفتح عدساتها لأنصاف المثقفين ممن يوزعون الجهل على عشاق المستديرة تحت أوهام التخصص في التحليل، متعصبون عتاولة، من فرط حدتهم ورغبتهم في الشعبوية، يقذفون مشاهديهم بمياه أفواههم حتى نستحق من يعطف علينا بماسحات زجاج. فتأمل رعاك الله، حالنا وهؤلاء في كل فضائية يهيمون ويقدحون ويصدحون ويزبدون وليتهم يعلمون!
يروي صديق آخر لي، أن رئيس ناد مرّ بشاحنة يعتليها عامل يلقي الحبحب على رفيقه فيتلقفها ببراعة ثم يلقي بها إلى ونيت.. فقرر تسجيله حارس مرمى في فريقه. وفي إحدى المباريات نجح عامل الحبحب في التقاط أخطر كرة ثم ألقى بها في الشباك مستعينا بخبرته التراكمية في سوق الخضار.
أيها المحللون، ارحمونا من رذاذ تعصبكم.. وأفواهكم ونعيقكم الممل!