-A +A
ياسر أحمدي
السعوديون وضعوا الدول التي تناهض الإرهاب أمام تحد كبير، وهي تستبق العالم كله في تنفيذ أحكام الإعدام بحق 47 من الإرهابيين المدانين في أعمال تفجير وقتل وترويع.
الأقاويل عن إرجاء تنفيذ الأحكام خلق انطباعا لدى البعض أن ثمة ترددا يمنع السلطات من إنفاذ ما قررته المحاكم، لكن ما إن بزغت شمس فجر أمس السبت حتى أدرك الناس أنه لا تردد، والأمر قد قضي، وحكم الله قد نفذ في الإرهابيين المفسدين في الأرض.
لقد أحسنت السعودية صنعا حينما منحت المتهمين مددا طويلة وفرصا كافية للدفاع عن أنفسهم، بل وأعانتهم بمحامين تطوعوا للدفاع عنهم حتى بعد أن أقر بعضهم بالجرم البين الذي تورط فيه.
ليس من أحد يتعاطف مع من طبقت فيهم أحكام الشرع أمس.. إذ وقف الجميع بالصوت والصورة على الدماء التي لطخت أياديهم.. والرؤوس التي انتزعوها من على الأجساد واحتفظوا بها في ثلاجاتهم في مشهد تقشعر منه الأبدان.. هل رأيتم فظائعهم وهم يعبثون بأجساد الأبرياء، ينتهكون كرامة من خرجت روحه من جسده.. ثم تطوعوا بتوثيق سقطاتهم الأخلاقية وجرائمهم النكراء بكاميراتهم الدموية؟
كم من أيتام، خرجوا إلى الدنيا، ولم يجدوا آباءهم، أمهات ملتاعات لم تذق أعينهن طعما للنوم.. والجناة يوثقون تلذذهم بالقتل ولعق الدماء؟
السعودية استبقت الجميع وأعلنت منذ زمن، جديتها في مناهضة الإرهاب الأسود، وقطع رؤوسه وذيوله بلا استثناء.
نفذت الأحكام وطبقت نهجها الشفاف أمام الملأ، وهي تعلن قتل البغاة من دون النظر إلى مذاهبهم وتياراتهم وفرقهم، مطبقة شريعة الله في المفسدين في الأرض.
الإرهاب الأسود لا دين له ولا مذهب له.. والمملكة تقف صامدة في وجه كل متطرف ومفسد.. وللبغاة الخزي في الدنيا وعذاب الآخرة.

ysahmedy@gmail.com