التقاليد في الوادي دقيقة وصارمة، فتقديم الكبير وشكر المضيف على إكرامه بصوت مرتفع، كل تلك التفاصيل كانت غائبة عن الأمريكي الذي قدم إلى الوادي، لذا استعان بخالد (شاب من سكان الوادي) ليرشده للتفاصيل الدقيقة، فالمرأة لا تتعامل مع الرجل بشكل مباشر، كما كان الحال في السابق.
عندما قدم نيل ستاكمان من ولاية الـ10 آلاف بحيرة «مينيسوتا» في الشمال الأمريكي، إلى وادي البيضاء، استقبله شاب لم يتجاوز حينها الـ18 عاما، وكان رفيقه ومعلمه أحيانا، إذ احتاج الأمريكي لسلسلة من تعاليم البرتوكول عند السكان المحليين.
ويقول ستاكمان إنه احتاج أن يرجع لخالد الذي رافقه طوال فترة مكوثه في الوادي في تفاصيل دقيقة نظرا للتقاليد الصارمة في الوادي والتي تهتم بتفاصيل التفاصيل، مشيرا إلى أنه أتقن اللهجة البدوية بعدما احتك بالسكان المحليين.
ويوضح أنه درس اللغة العربية في الاسكندرية شمال مصر، وأنه عرف العربية عبر اللهجة المصرية، بيد أن عيشه منذ 2009 في الصحراء والاحتكاك اليومي مع السكان المحليين أكسبه اللكنة البدوية، مشيرا إلى المركز الحكومي الحديث ليقول «قضيت في هذا المكان 14 شهرا متواصلة عندما وصلت للمرة الأولى، الناس هنا ودودون».
وشكل ستاكمان وخالد العدواني ثنائيا بات معدوما منذ خمسينيات القرن الماضي، إذ عرف عن الرحالة المستشرقين استعانتهم بصغار السن لإرشادهم في الصحراء خوفا من التيه، بيد أن خالد جاء مندفعا لخدمة الأمريكي الذي قدم من بلاد لا يعرف عنها الكثير.
ويؤكد ستاكمان والذي درس في الجامعة دراسات الشرق الأوسط واللغة العربية أن السكان لم يعتادوا على الغرباء وأنه الشخص المسيحي الوحيد الذي التقوه، مشيرا إلى أنهم منفتحون ومرحبون بالضيف، «بتنا أسرة واحدة نظرا لوجود هدف واحد».
ويقول عبدالرزاق العدواني إن «الخواجة» رجل طيب، وبات من أهل الوادي، «بيد أنه بودي أن يسلم، كما أسلم فلبيني آخر، حول اسمه من جيمي إلى عبدالرحمن، ويوجد أمريكي آخر أسلم ويصلي معنا الصلوات الخمس في المسجد».
ويبين العدواني والذي يعمل في تحضير العمال في السجلات اليومية، أنه يسكن إسكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيري، فيما يؤكد أن جزء من تكلفة الكهرباء يدفعها عنه «الضمان الاجتماعي»، «لقد شعرت بالفرق بين سكنى البيت الحديث، وبين الصنادق، لقد سكنت قبل ثلاثة أعوام، بيتي السابق دون كهرباء، وكان عبارة عن صفائح من حديد وخيام».