-A +A
حاوره: إبراهيم الموسى
من الفئات السنية في نادي النصر انطلق نجمه، وصولا إلى الفريق الأول الذي أطلق العنان الواسع لنجوميته وجماهيريته، ومن خلال الفريق النصراوي أخذ الضوء الأخضر في المشاركة مع المنتخب الوطني.
إبراهيم ماطر الحربي المولود في 1973 في العاصمة الرياض والذي وثق اسمه في الخارطة الصفراء بعد أن مثل جميع الفئات وكان أحد أهم نجوم الوسط السعودي حتى ترك الكرة 1426، في نهاية فرضتها سياسة الإحلال، فلم يكن التقدير حاضرا من وجهة نظر اللاعب.
في ثنايا حوار ماطر مع “عكاظ” دافع نجم الوسط عن النصر الحالي، وانتقد تغيير كارينيو، مؤكدا أنه كان يفضل على أصعب الأحوال الإبقاء على كانيدا.
ورفض التقليل مما يقدمه الاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد، مشيدا بالمستوى الذي ظهر به المنتخب أخيرا.

 • بداية، نود أن نتذكر معك قصة إبعادك مع مجموعة من لاعبي النصر بعد معسكر برشلونة الشهير، والتي كررت الحديث عنها في أكثر من مناسبة، وهل ترى أنه كان يفترض تكريمك خاصة أنك من لاعبي الجيل الذهبي للنصر؟
•• نعم هي حقيقة مؤلمة، فقد كنا كبش فداء لامتصاص غضب الجماهير في تلك الفترة وكم كنت أتمنى ان يكون إبعادي مع البقية بطريقة لائقة بما قدمناه للنصر طوال تواجدنا، أما التكريم فهو من المسائل التي تبقى مرتبطة بعلاقة اللاعب مع الإدارة وأعضاء الشرف المؤثرين الذين بيدهم فرض التكريم من عدمه.
• وما تقييمك لما قدمه الأمير فيصل خلال المرحلة السابقة؟
•• مما لا شك فيه أن الأمير فيصل قدم عملا كبيرا من أجل عودة النصر بعد أن اكتسب الخبرة التي كان يفتقدها في بداية عمله والذي تسبب بمستوى لا يرتقي لطموح الجماهير النصراوية لظروف مختلفة، منها ما يخص آلية عمله ومنها ما يدخل ضمن عوامل أخرى وقفت في طريقه، ومع مرور الوقت اكتسب سموه الخبرة، فكان من نتائج عمله أنه أوجد فريقا قويا نجح من خلاله بتحقيق ثلاثة ألقاب بعد طول غياب من خلال إصراره وعمله المتواصل الذي مكنه من تخطي كل العقبات لينجح بإعادة النصر لقوته بعد أن خلق فريقا يعد من أقوى المجموعات التي مثلت النصر في العقود الأخيرة.
 • وكيف نجح بإيجاد فريق يعد من أقوى المجموعات التي مثلت النصر وهو الفريق الذي خرج من مسابقة كاس سمو ولي العهد وفقد المنافسة على الدوري في هذا الموسم؟
•• نعم هي حقيقة لا تقبل الشك.. الأمير فيصل نجح بإيجاد مجموعة من اللاعبين تعد من الفرق الأقوى التي مرت في تاريخ النصر بدليل تحقيق النصر لثلاث بطولات والتي لا يلغي سوء النتائج في الفترة الحالية دوره ودور اللاعبين فيما تحقق من عودة، ولكن ربما حدثت متغيرات أدت لخروج النصر بهذا الوضع في هذا الموسم ولو كنت قريبا من البيت النصراوي لظهرت لي بوضوح ولملكت الإجابة القاطعة عليها.
 • كمتابع أين ترى مكامن الخلل التي قادت النصر لما وصل إليه؟
•• من وجهة نظر خاصة، إن ما حدث جاء كنتيجة طبيعية لنجاح حققه الإعلام المضاد لنادي النصر دعمه في ذلك ثلة من الإعلاميين المحسوبين على النصر وإدارته، استطاعوا من خلاله جر المنافسة إلى خارج المستطيل الأخضر ما أدى لانشغال الإدارة واللاعبين بتلك الأجواء ليجدوا أنفسهم خارج منافسات هذا الموسم.
 •  ومن هم هؤلاء الإعلاميون المحسوبون على النصر؟
•• أسمح لي عن ذكر أسماء محددة، فالجماهير النصراوية واعية وتعرفهم بالاسم وكل متابع لما يدور في الساحة الرياضية يعرفهم من خلال أطروحاتهم ومساهمتهم بجر الفريق إلى خارج المنافسة وكفى.
 • إبراهيم، لم أفهم كيف بإعلام نصراوي تكون له يد في حال النصر الحالية، فهل من توضيح لذلك؟
•• أعتقد أن مثلك لبيب ويفهم، ولكن ربما من حقك كإعلامي تجاوز مرحلة الفهم إلى ما هو أكبر وسأحاول أن انقاد خلفك وأوضح بعض الأمور بعيدا عن مسميات أشخاص بعينها ولكن هي رغبة مني من خلالها إلى أن تنتبه الإدارة النصراوية ومعها الجماهير المحبة لما يحاك ضد فريقها من إعلام لا يرغب بعودة النصر وأسهم فيها بعض الإعلاميين النصراويين بقصد أو بدونه، ومن ذلك ما حدث بعد نهائي كأس الملك بخسارة النصر ونجاح الإعلام بوضع هدف محمد جحفلي كنقطة مؤثرة تحولت فيما بعد إلى عقدة للاعبي النصر أثرت عليهم من الناحية المعنوية واستفادت منها الفرق الأخرى وامتد تأثيره على الفريق النصراوي في هذا الموسم، ليظهر بشكل مخيف أقلق كل محب له،  فبعد أن كان بطلا في الموسمين السابقين أصبح الآن يعاني من احتلال مركز متأخر في سلم الترتيب العام برغم عدم تدخل تغييرات جذرية على تشكيلته، أضف لذلك إشعال بعض الإعلاميين النصراويين حماس الفرق الأخرى ضد فريقها بإطلاق بعض العبارات من خلال أطروحات لهم والتي حولت عطاء تلك الفرق إلى قوة إضافية ذهب بسببها الفريق النصراوي باعتبار أن ما وجه إليهم يعد إساءة في حقهم.
•  ما مدى تأثير تغيير الأجهزة الفنية في النصر ودورها في ابتعاده؟
•• تغيير الأجهزة الفنية لا شك أنه من العوامل المؤثرة على أي فريق، فالمنطق يقول إن النجاح الذي حققه كارينيو مع اللاعبين يفرض التجديد معه والذي لو حدث لما وصل حال النصر لما وصل إليه على المستوى الفني، ولو فرت الإدارة أموالا صرفت على أجهزة فنية بعده لم تحقق النجاح المنتظر منها، ولحققت بذلك الاستقرار الفني للفريق ولكن كل ذلك حدث لمكابرة غالبية إدارات الأندية وعدم منحها فرصة لأبنائها القدامى للعمل في لجنة فنية تقييم أعمال الأجهزة الفنية وعطاءات اللاعبين الأجانب وترفع توصياتها للإدارة التي تتخذ القرار المناسب بحسب جلسة تشاوريه تنظر للصالح العام.
• وكيف ترى عمل المدربين من بعده كانيدا وداسيلفا وأخيرا كانافارو؟
•• من الصعب على شخص مثلي تقييم عطاء مدربين بقيمة هذه الأسماء المطروحة ولكن لو كان الأمر بيدي لأبقيت على كانيدا الذي ظهرت نتائج عمله على مستوى الفريق سواء في النواحي الدفاعية أو الهجومية. أما داسيلفا فقد قدم لفريق متصدر أكمل نتائج عمل من سبقه ليخفق في فترة الإعداد تحت أنظار الإدارة التي باركت له برنامج إعداده المتأخر، وأرى أن قرار إقالته قد تأخر كثيرا، وكانافارو جاء في مرحلة حرجة يمر بها الفريق ولم يكن أمامه متسعا من الوقت ليبلور فكره والذي جعل الحكم عليه ظالما في ظل قصر الفترة وتعرض الفريق لهزات أفقدته مكانته، وإن كنت أرى أن قلة خبرته التدريبية لا تتوافق مع قيادة فريق بحجم النصر فما قدمه في الفترة السابقة لا ينبئ بنجاحه في الفترة القادمة، وليس كل لاعب ناجح سيتفوق في المجال الفني والعكس صحيح. 
• إبراهيم إجابتك تقودني للسؤال عن المدرب الوطني سامي الجابر الذي قد يتفق نوعا ما مع سيرة كانافارو التدريبية .. فهل نجح سامي في المجال الفني من خلال عمله في فريق الهلال؟
•• نعم، قياسا بالفترة التي قضاها سامي مع الفريق الهلالي وما حققه من نتائج بالأرقام فقد نجح في مسيرته التدريبية، ولكن المشكلة في سامي وغيره أنه مدرب وطني ومزمار الحي عادة لا يطرب، وعقدة الأجنبي تسير في دماء المجتمع والعاملين فيه. ومن وجهة نظري أنه لو قاد النصر مدرب وطني بعد رحيل داسيلفا لحقق نتائج جيدة وأصبح حاله أفضل مما هي عليه الآن.
 •  لماذا غالبية نجوم النصر مبتعدون عن خدمته بعد ابتعادهم؟ وهل سنراك داخل أسواره؟
•• أخالفك الرأي، فهناك لاعبون كانت لديهم الرغبة بالعمل فوجدوا الفرصة في نادي النصر أمثال ماجد عبد الله ويوسف خميس وصالح المطلق ومحيسن الجمعان وإبراهيم العيسى وبدر الحقباني وناصر الجوهر وعلي كميخ وخالد الهزاع وغيرهم، ولكن بالنسبة لي فقد هجرت الكرة وكل ما يتعلق بالأندية إلى الأبد لأني باختصار لا أهوى العمل الإداري ولا أجد نفسي في العمل الفني.
• بعد 20 عاما قضيتها في الملاعب.. ماذا استفدت من الكرة؟
•• إن كنت تقصد النواحي المادية فلم تكن فائدة اللاعبين الأوائل وأنا واحد منهم مثل ما يحصل عليه لاعبو هذا الجيل اللهم لا حسد، لتبقى الفائدة الحقيقية هي محبة الجماهير التي أعدها كنزا ثمينا حققته في حياتي.


الأخضر بخير

أنا ضد المقولة التي تتردد بين وقت وآخر، بأن نجوم الكرة السعودية لم يعودوا كالسابق فلاعبو الجيل الحالي لا تنقصهم الإمكانيات الفنية التي كانت متواجدة في الأجيال السابقة، ولكن ضخامة العقود التي ينالونها تسببت بقتل الطموح لديهم فهم يرون أن الشهرة والأموال هي نهاية المطاف في عالم الكرة، وهذا ما جعل طموحاتهم تقف عند حدود معينة.
كما أن هناك عملا جبارا ومتواصلا من الاتحاد السعودي لكرة القدم لإعادة الأخضر إلى توهجه وما تزعمه لمجموعته في التصفيات الآسيوية المشتركة إلا دليل على نجاح العمل وقرب قطف الثمار، وهذا ما يجعلنا ننظر للقادم بعين متفائلة.
وأخيراً فإن المتابع يدرك أن العاملين في الاتحاد السعودي لكرة القدم هم أبناء الملعب ويدركون حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وهذا ما عمل أحمد عيد ورفاقه على تحقيقه في الفترة السابقة، بيد أن أحمد عيد خذل من بعض لجانه والعاملين معه، ما تسبب في كثرة الأخذ والرد حول ذلك الاتحاد المنتخب، ولكن كل ذلك لا يعني فشلهم خاصة وهم يعملون في أول اتحاد منتخب وربما يكفي منهم وضعهم الخطوط العريضة التي ستسهم في نجاح الاتحاد القادم.