-A +A
احتارت الكلمات في وصف القدرات القيادية الفذة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسرد صفاته الحميدة، وذكر أعماله الفريدة، وإنجازاته الشامخة، فقد واصل بذل الجهود خلال ما يزيد على نصف قرن من العمل الدؤوب، كان يصل فيه الليل بالنهار، بكل تجرد وإخلاص ونكران ذات، خدمة للدين والوطن والأمة، وسعيا لتحقيق الخير للإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها.
وكما قلت من قبل، تختزن ذاكرة كل واحد منا آلاف الصور التي تجسد وفاء سلمان، وأكتفي هنا بإشارة سريعة لوفائه بتشريفه لإخوته الكبار وزيارته لهم في دارهم، إذ زار خلال أسبوع واحد إخوته الأمراء بندر ومشعل وطلال، وأخواله السدارى، كما زار أيضا الأمير خالد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن؛ ودعا شقيقه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز إلى قصره العامر في عرقة، وأقام له مأدبة عشاء؛ وأفسح له المجال ليجلس على كرسيه في صدر المجلس، ثم يجلس سلمان وهو الملك، إلى يسار أخيه، ويخاطبه بلطف وأدب جم، بل يقف معه كلما وقف الأمير عبدالرحمن لمصافحة من يقدم للسلام عليه، ويقبل يده عند استقباله ووداعه، ثم يودعه حتى باب السيارة بعبارات الحب والصدق والوفاء: شرفتني طال عمرك، فيرد الأمير عبد الرحمن: أكرمكم الله.

ولم يتخل سلمان قط عن دوره الاجتماعي، الذي يرسخ هذا الوفاء المدهش، حتى في قمة زحمة العمل، فقد رأيناه يزور الشيخ ناصر الشثري في المستشفى، ثم في داره ليطمئن عليه بعد مغادرته لها، ويزور مستشاره الخاص سابقا عبدالله البليهد (وكيل إمارة منطقة الرياض سابقا) في المستشفى أيضا، ويقف إلى جوار سريره ممازحا ومحتفيا به، لا جالسا، ويده على سرير البليهد، في لفتة إنسانية لا يجيدها غير سلمان الوفاء، ويفعل الشيء نفسه مع الشيخ محمد بن عودة السعودي، رئيس تعليم البنات سابقا.
حزمه عرفه القاصي والداني، ويبغض الكذب والتملق والنفاق والتردد والخذلان والغدر والخيانة، هذا الرجل الذي لا أعرف له شبيها غير والد الجميع، المؤسس الباني الملك عبد العزيز آل سعود.
اللواء الركن م. الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود