تشهد المقاهي حراكا بين الشباب عندما يجتمعون على إحدى طاولاتها المستديرة.. عادة ما تكون نقاشاتهم في مجال كرة القدم، ومواقع التواصل الاجتماعي والجديد فيها من: «تويتر، واتس آب، سناب شاب، وغيرها».. إلا أن هناك طاولة في أحد المقاهي -وفي زاويته- اختلفت في طرحها للمواضيع.. فكثرة الأوراق كانت حاضرة عليها أكثر من المشروبات.. وكذلك كانت أغلب مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة وبقوة وباهتمام شديد منهم.. حتى العم «جوجل» كان موجودا. جميع من في المقهى -وأنا منهم- اعتقد أن على هذه الطاولة -من كثرة الأوراق- ستعقد صفقة تجارية كبرى ومشروعات الأحلام العصرية.. فالمقاهي في الآونة الأخيرة من أجمل الأماكن لمثل هذه الأمور.. ولكن الأمر كان مغايرا تماما في هذه الطاولة.. تعالت أصواتهم، وبدا البعض يلتفت إليهم -فضولا- لمعرفة ما يدور فيها.. والمفاجأة أن هذه الأوراق كانت مليئة بأرقام «خطابات»، وكل واحد يستعرض ورقته بطريقته الخاصة أمام الآخرين، حتى يتم اختيار الخطابة المناسبة التي تلبي جميع المواصفات التي يريدونها.. كل من في المقهى اتجهوا بفضول نحو طاولة الصفقات العجيبة تلك، بعدها قال أحدهم «درعم ونحن بعدك».. فإن ضبطت الأمور فمن المؤكد أن البقية سيحذون حذو الأخ المدرعم.
توقفت قليلا.. وقلت في نفسي هل بالفعل هذا هو المكان المناسب لاختيار شريكة الحياة سواء كان الزواج سرا أو علنا؟.. وهل كل ما يتعلق بالزواج من أوله إلى آخره يتم طرحه على طاولة مقهى ومع وريقات بها أرقام خطابات؟. هل نحن بحاجة فعلا لزيادة نسبة الطلاق في مجتمعنا من خلال هرطقات المقاهي؟.
في اعتقادي أن من هم حول هذه الطاولة المستديرة، والذين يخططون للزواج في المقهى، لا يعلمون أن المحاكم سجلت أربع حالات طلاق مقابل عشر حالات زواج حسب إحصائية وزارة العدل عام 2014 الماضي.
الطلاق قضية اجتماعية كبرى، المتضرر الأول والأخير فيها المرأة، وفي كل الأحوال هي الخاسرة بكل المقاييس.. والرجل هو الرابح.. لأنه سيعود إلى طاولته في المقهى ذاته، ويعقد صفقة زواج أخرى جديدة، وتتكرر المأساة.
نايف الحزنوي
توقفت قليلا.. وقلت في نفسي هل بالفعل هذا هو المكان المناسب لاختيار شريكة الحياة سواء كان الزواج سرا أو علنا؟.. وهل كل ما يتعلق بالزواج من أوله إلى آخره يتم طرحه على طاولة مقهى ومع وريقات بها أرقام خطابات؟. هل نحن بحاجة فعلا لزيادة نسبة الطلاق في مجتمعنا من خلال هرطقات المقاهي؟.
في اعتقادي أن من هم حول هذه الطاولة المستديرة، والذين يخططون للزواج في المقهى، لا يعلمون أن المحاكم سجلت أربع حالات طلاق مقابل عشر حالات زواج حسب إحصائية وزارة العدل عام 2014 الماضي.
الطلاق قضية اجتماعية كبرى، المتضرر الأول والأخير فيها المرأة، وفي كل الأحوال هي الخاسرة بكل المقاييس.. والرجل هو الرابح.. لأنه سيعود إلى طاولته في المقهى ذاته، ويعقد صفقة زواج أخرى جديدة، وتتكرر المأساة.
نايف الحزنوي
أخبار ذات صلة