-A +A

الأسر: أبناؤنا تحت «خط الإهمال»

عدنان الشبراوي (جدة)
يجمع عدد من أسر الأطفال التوحديين، على أن أبناءهم لديهم الكثير من القدرات والإمكانيات، التي إن استثمرت أفرزت الكثير من الإبداعات، لاسيما أن هذه الفئة مميزة وموهوبة، ولا تنتظر سوى الفرصة الغائبة.
وتتفق الكثير من الأسر على أن شح المواد ونقص الخدمات لفئة التوحد، ينعكس سلبا على حياة الأسر «ويجب تخصيص مراكز تعليمية تربوية صحية تقدم الرعاية لفئة التوحد بحيث يتم إيجاد للخدمات اللغوية والتدريب على المهارات الأكاديمية وتعديل السلوك، والعلاج الوظيفي والفحوصات الإكلينيكية، والعلاج الطبيعي وعلاج هذه الفئات». وتؤكد أم خالد والدة طفل توحدي عمره 12 سنة: «طفلي تائه بين مدارس التعليم العام ومدارس التربية الفكرية»، واصفة الأطفال التوحديين بأنها فئة مهمشة ومنسية.
وتجزم والدة طفل توحدي، أن ابنها مهند، والذي حقق المركز الأول في مسابقة للفن التشكيلي، قادر على الإبداع، متسائلة: «من يعتني به؟». وأكدت والدة طفل توحدي آخر، أن ابنها بارع في الرسم «وفاز بمراكز متقدمة في مسابقات عدة، ولا نجد سوى مركز جدة للتوحد لتنمية المهارات، وهذا يعد عيبا في حد ذاته، إذ يجب التعدد في هذه الرعاية».
وترى أم عبدالرحمن، أن التوحديين ضحية غياب الاهتمام «هم يحتاجون إلى وقفة من المختصين في الشأن التربوي والاجتماعي».
وتعترف والدة توحدي أن ابنها كان سعيد الحظ لأنه وجد ضالته في مركز جدة للتوحد، لصقل موهبته، لكن ماذا عن الآخرين، لافتة إلى غياب الاهتمام الإعلامي بهذه الفئة.
وتعترف مديرة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية فوزية الطاسان، بنقص الخدمات لحالات التوحد، الأمر الذي يضطر الكثيرين للسفر إلى الخارج، مضيفة «المؤسسات المتخصصة بتقديم الرعاية لأطفال التوحـد لا تفي بالغرض المطلوب حتى الآن، إضافة إلى ندرة المتخصصين، وعدم إيجاد بيئة مناسبة في المجتمع، كما أن المعونات التي يتم تقديمها لأسر التوحديين لا تكفي»، مشددة على أن الجهود المبذولة في مكافحة التوحد والوقاية منه لا توازي المشكلة نفسها؛ كون الخدمات المقدمة لا تخدم سوى1 في المئة.