-A +A
عكاظ (جدة)
فاجأت الثورة السورية في العام 2011 الحسابات الإيرانية التوسعية في المنطقة العربية وخصوصا في سورية ولبنان والعراق، ذلك الهلال التي سعت إليه طهران منذ وصول «شلة» الملالي إلى الحكم، ومع أهمية سورية في المحيط العربي رفعت إيران أقصى درجات الاستنفار الطائفي.
كل المعلومات الأمنية والسياسية المتعلقة بالأزمة السورية، تشير إلى أن الأشهر الستة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة، قوضت نظام الأسد وأصبح سقوط هذا النظام قاب قوسين أو أدنى بعد أن فقد السيطرة، في هذه اللحظة التي رأت فيه طهران أن الأسد آيل للسقوط دفعت بمليشياتها الطائفية وعملائها في المنطقة إلى الأراضي السورية لتحويل الثورة إلى صراع طائفي واستباحة الدم السوري في كل مكان.

كانت تلك اللحظة – لحظة التدخل الإيراني- لحظة الخراب للسوريين، جلبت أكثر من 40 فصيلا طائفيا من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان ودول أخرى لتصب الزيت على النار وتنفجر أكبر أزمة طائفية في الشرق الأوسط على مدار قرون من الزمن، بفضل الألاعيب الإيرانية الشيطانية.
وحشدت مقاتلي حزب الله اللبناني أيضا ليكون الجيش الطائفي الأول في سوريا، ومع اتساع الأزمة السورية واشتداد الصراع ضخت إيران في العامين الأولين أكثر من 10 مليارات دولار إلى نظام الأسد الذي في كل يوم يزداد ترنحا، وارتفع عدد القتلى الإيرانيين في سوريا ليصل في نهاية العام 2015 إلى 400 قتيل وأكثر من 15 قيادياً من الحرس الثوري الإيراني.
وكما الحال في العراق، دفع فاتورة هذا التدخل الشعب السوري، الذي خسر أكثر من 600 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ومهاجر عن أرضه، ومازالت الفاتورة مفتوحة بفضل المليشيات الإيرانية المنتشرة على كل الأرض السورية.
جرائم إيران في سورية لا تحصى ولا تعد، بدءا من حصار الجوع في 15 منطقة في سورية إلى القتل الطائفي.. ومازال الحقد مستمرا.. وتشهد المدن السورية (القصير- حمص – إدلب وغيرها) على هذا الحقد.
تدخلات إيران في سورية، على أساس القتال حتى الموت من أجل الحفاظ على المشروع الطائفي في المنطقة، وفي كل يوم تكتشف أن المعركة طويلة وثمنها الدم إلا أنها تصر على السياسة الطائفية التي نهشت التعايش السلمي في المنطقة.. لم يعرف الشرق الأوسط حالات الاضطراب الداخلي العنف الطائفي إلا منذ وصول حكم الملالي الحكم في إيران. تلك السياسة التي تعتاش على إثرها إيران في خاصرة الجسد العربي.