-A +A
عكاظ (جدة)
طرح ترشيح سمير جعجع لخصمه التاريخي وحليف «حزب الله» العماد ميشال عون لرئاسة لبنان، العديد من علامات الاستفهام، لكن السؤال الأبرز تمحور حول: ما إذا كان الإعلان المفاجئ قد «عبد» الطريق أمام حدوث انفراج في أزمة الفراغ الرئاسي أم زادها تعقيدا؟.. كثيرون توقعوا انفراج الأزمة في أعقاب ترشيح جعجع لعون، واقتراب معركة الرئاسة من الحسم الانتخابي في غضون أسابيع قليلة داخل البرلمان، وتصور هؤلاء أن العماد عون بات على مسافة قريبة من كرسي رئاسة لبنان، وقد بنيت هذه التصورات على انسحاب الوزير سليمان فرنجية لمصلحة عون.
بيد أن ما جرى بعد ذلك، كشف أن الجمود بات سيد الموقف، وأن «الصدمة» التي قلبت الطاولة في الوسط السياسي اللبناني، دفعت الجميع إلى «التمترس» خلف مواقفه، فرئيس البرلمان نبيه بري لا يزال على موقفه بتأييد ترشيح فرنجية، بينما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلته يؤيدون هنري حلو، ولم يصدر عن حزب الله أي موقف جديد، فإنه لا يزال على دعمه لعون.

.. وهكذا تبدو فرص ملء الفراغ الرئاسي الشاغر منذ مايو 2014، بانتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، في جلسة الثامن من فبراير المقبل ضعيفة حتى الآن، إذ إن انتخاب الرئيس يتطلب الحصول على أصوات 65 نائبا - أي الأكثرية زائد واحد- وهو أمر يبدو غير وارد، ما لم تحدث مفاجأة ربع الساعة الأخيرة..
وهكذا أدخلت مفاجأة جعجع الملف الرئاسي في «ثلاجة الانتظار» مجددا، بعدما بدا أن هذا التوافق الطارئ ليس قادرا على إنتاج الرئيس المنتظر، على خلفية إخفاقهما في إقناع حلفائهما حتى اللحظة.