تظهر في كل حقبة تاريخية نماذح اجتماعية ترى نفسها قائدة للمجتمع بحكم مكوناتها ومرجعيتها الفكرية والثقافية، وترمز بشكل من الأشكال إلى هذه الحقبة، وعرفت المجتمعات في العصر الكلاسيكي صورة الإنسان الشريف، ونبيل البلاط، وفيلسوف الأنوار. كما عرفت المجتمعات العربية والإسلامية الداعية والواعظ والخطيب كرموز دينية ضمن رموز المجتمع المتعدد الأطياف.
وبما أن المثقف يعد اليوم من رموز عصرنا ومجتمعنا فمن الطبيعي أن يوقعه الترميز في صراع مع مرمزين آخرين. ولكون المثقف حالة خاصة فمن الطبيعي أن تقع له إشكالات مع رموز الخطابات المجاورة ومنها منظومة الخطاب الديني.
يؤكد الناقد الأكاديمي الدكتور شوكت المصري أن كتاب (سوسيولوجيا المثقفين) للمؤلف الفرنسي جيرار ليكلرك تناول إشكالات توصيف المثقف، إذ لا يمكن اعتبار المثقفين يمثلون طبقة اجتماعية، ولا ينتمون لمهنة كون الثقافة ليست مهنة، ولا يرتبطون بعالم الأعمال الذي ينتمي له المزارعون والعمال، ولا لعالم الوظائف الذي ينتمي له الأطباء والمحامون والصحافيون، مشيرا إلى أن علماء الاجتماع يرون أن من العلامات الميزة للمثقف القدرة على إنتاج أثر جديد، وليس مجرد إعادة إنتاج أو استهلاك أثر ما، مع إقراره بأنه من الضرورة أن يكون المثقف مستهلكا لإنتاج سابق أو مقلدا له ليمكنه لاحقا التعبير عن فكرته بأدوات وآليات جديدة، لافتا إلى أن علاقة المثقف بالآيديولوجيا ليست كعلاقة رجل الدين بالدين، فالأخير يجعل مكان إقامته داخل المؤسسة الدينية ويلوذ بها، بينما المثقف لا يوجد لديه في علاقته مع الآيديولوجيا -ظاهريا على الأقل- أي نوع من التعالي.
فيما يذهب الروائي عمرو العامري إلى أن رجل الدين يرى في المثقف مزاحما له ولخطابه كون المثقف ينتج خطابا شاملا يتناول العالم والمجتمع من خلال رؤية شاملة عامة ما يؤدي إلى الحد من احتكار الخطاب التقليدي لخطاب الدين والحياة والمجتمع، مشيرا إلى أن كون المثقف من طبقات شعبية نجده منحازا للشأن العام بشكل جماعي أو فردي، وناقدا لجهات العمل الرسمية المتمثلة في المؤسسات، ويقع في صراع حاد مع الطبقة المسيطرة في المجال الاقتصادي. ويذهب إلى أن شعبية المثقفين تفرض عليهم الأخذ بزمام التعبير عن المتعبين والمعذبين في الأرض دون تطاول أو تجاوز على الأشخاص، مضيفا أن من حق المثقف أن يتناول الظواهر. ويؤكد الشاعر اللبناني وديع سعادة أن ثمة شعراء وأدباء وروائيين وفنانين ومثقفين حين يبلغون الشهرة، أو بعضها، يتعالون على الآخرين، مؤكدا أن الشهرة أحيانا، بل غالبا، تقتل الثقافة وتقتل الإنسانية، فيما استعاد الكاتب العراقي عباس داخل حسن قول الشاعر «تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة، فإن رفيع القوم من يتواضع». وأضاف: التجربة مع عمالقة الأدب والفن والسياسة لم تذكر الصنف المتعالي من المشاهير وربما رفعوا على الرفوف بمجرد موتهم، مؤكدا أن المثقف المتواضع المهموم بشأن الناس يحفر اسمه في وجدان وقلوب البشرية.
من جهته، أوضح مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد البرقي أن اعتدال المثقف ووسطية الداعية تحجم المسافة بين الطرفين وتعزز مفهوم المواطنة باعتباره قاسما مشتركا بين جميع أطياف ومكونات المجتمع، محملا التطرف من المثقف ومن الداعية والواعظ والخطيب مسؤولية ما يقع من صراعات ونزاعات وخلافات لا مبرر لها كما يرى، لأن لكل دوره في خدمة المجتمع ولا يمكن لشريحة أن تنافس شريحة إلا بحسن أدائها وكسبها ثقة الناس، مضيفا أن الدولة مظلة للجميع ولن ينتزع أي طيف حق أطياف أخرى تشاركه مساحة الوطن وتتربع جغرافيته وتنتمي لتاريخه، مؤملا أن ننبذ التعصف لفكرة أو مذهب أو توجه ونجعل من صدق الانتماء لوطننا منهجا لكل أعمالنا ومشاريعنا وخطاباتنا لأن كل رمز دعوي أو ثقافي يمثل قدوة لأفراد المجتمع كما يرى.
وبما أن المثقف يعد اليوم من رموز عصرنا ومجتمعنا فمن الطبيعي أن يوقعه الترميز في صراع مع مرمزين آخرين. ولكون المثقف حالة خاصة فمن الطبيعي أن تقع له إشكالات مع رموز الخطابات المجاورة ومنها منظومة الخطاب الديني.
يؤكد الناقد الأكاديمي الدكتور شوكت المصري أن كتاب (سوسيولوجيا المثقفين) للمؤلف الفرنسي جيرار ليكلرك تناول إشكالات توصيف المثقف، إذ لا يمكن اعتبار المثقفين يمثلون طبقة اجتماعية، ولا ينتمون لمهنة كون الثقافة ليست مهنة، ولا يرتبطون بعالم الأعمال الذي ينتمي له المزارعون والعمال، ولا لعالم الوظائف الذي ينتمي له الأطباء والمحامون والصحافيون، مشيرا إلى أن علماء الاجتماع يرون أن من العلامات الميزة للمثقف القدرة على إنتاج أثر جديد، وليس مجرد إعادة إنتاج أو استهلاك أثر ما، مع إقراره بأنه من الضرورة أن يكون المثقف مستهلكا لإنتاج سابق أو مقلدا له ليمكنه لاحقا التعبير عن فكرته بأدوات وآليات جديدة، لافتا إلى أن علاقة المثقف بالآيديولوجيا ليست كعلاقة رجل الدين بالدين، فالأخير يجعل مكان إقامته داخل المؤسسة الدينية ويلوذ بها، بينما المثقف لا يوجد لديه في علاقته مع الآيديولوجيا -ظاهريا على الأقل- أي نوع من التعالي.
فيما يذهب الروائي عمرو العامري إلى أن رجل الدين يرى في المثقف مزاحما له ولخطابه كون المثقف ينتج خطابا شاملا يتناول العالم والمجتمع من خلال رؤية شاملة عامة ما يؤدي إلى الحد من احتكار الخطاب التقليدي لخطاب الدين والحياة والمجتمع، مشيرا إلى أن كون المثقف من طبقات شعبية نجده منحازا للشأن العام بشكل جماعي أو فردي، وناقدا لجهات العمل الرسمية المتمثلة في المؤسسات، ويقع في صراع حاد مع الطبقة المسيطرة في المجال الاقتصادي. ويذهب إلى أن شعبية المثقفين تفرض عليهم الأخذ بزمام التعبير عن المتعبين والمعذبين في الأرض دون تطاول أو تجاوز على الأشخاص، مضيفا أن من حق المثقف أن يتناول الظواهر. ويؤكد الشاعر اللبناني وديع سعادة أن ثمة شعراء وأدباء وروائيين وفنانين ومثقفين حين يبلغون الشهرة، أو بعضها، يتعالون على الآخرين، مؤكدا أن الشهرة أحيانا، بل غالبا، تقتل الثقافة وتقتل الإنسانية، فيما استعاد الكاتب العراقي عباس داخل حسن قول الشاعر «تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة، فإن رفيع القوم من يتواضع». وأضاف: التجربة مع عمالقة الأدب والفن والسياسة لم تذكر الصنف المتعالي من المشاهير وربما رفعوا على الرفوف بمجرد موتهم، مؤكدا أن المثقف المتواضع المهموم بشأن الناس يحفر اسمه في وجدان وقلوب البشرية.
من جهته، أوضح مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد البرقي أن اعتدال المثقف ووسطية الداعية تحجم المسافة بين الطرفين وتعزز مفهوم المواطنة باعتباره قاسما مشتركا بين جميع أطياف ومكونات المجتمع، محملا التطرف من المثقف ومن الداعية والواعظ والخطيب مسؤولية ما يقع من صراعات ونزاعات وخلافات لا مبرر لها كما يرى، لأن لكل دوره في خدمة المجتمع ولا يمكن لشريحة أن تنافس شريحة إلا بحسن أدائها وكسبها ثقة الناس، مضيفا أن الدولة مظلة للجميع ولن ينتزع أي طيف حق أطياف أخرى تشاركه مساحة الوطن وتتربع جغرافيته وتنتمي لتاريخه، مؤملا أن ننبذ التعصف لفكرة أو مذهب أو توجه ونجعل من صدق الانتماء لوطننا منهجا لكل أعمالنا ومشاريعنا وخطاباتنا لأن كل رمز دعوي أو ثقافي يمثل قدوة لأفراد المجتمع كما يرى.