يبدأ العام الجديد وعنوانه الأبرز في الشرق الأوسط «هل ستتغير إيران ؟»، المشاريع في الشرق الأوسط أصبحت أوضح من ذي قبل، حيث مشروع التقسيم أو سايس بيكو جديد يتشكل، أول الدول التي أصابها التقسيم كانت السودان، مع الخشية من دعوات لتقسيم المقسم لتصبح السودان ثلاث أو أربع دول.
أدوات هذا التقسيم هي الإرهاب أولا، حيث لا يستوعب عقل أن تقوم كل هذه الدول العظمى بقصف «داعش»، ويبقى هذا التنظيم وأخواته في التمدد والانتشار، بل إن نشأة داعش دون دعم أجهزة استخبارية مستحيل، وبأعلى درجات حسن الظن فإن غض الطرف عن تمددها وتمويلها وبيعها للنفط مريب للغاية.
لكن الخط الأبرز في الإرهاب هو وجود منظمات لا تملك الولاء للدولة الوطنية، مع ما يشترطه ذلك من قتل وإلغاء لكل مختلف طائفيا وعرقيا، والأرضية الطائفية مهدت لنشوء الإرهاب عبر حكم المالكي في العراق، والإبقاء على بشار الأسد حتى اللحظة رغم كل جرائم الحرب التي اقترفها، وتستمر إيران في الاستفادة من وجود هذه التنظيمات لتحقيق أهدافها في التمدد.
المصالح المشتركة بين داعش وإيران جلية، عبر تجنب التنظيمات الإرهابية القيام بأعمال تضر المصالح الإيرانية، كما أن وجود داعش سمح لإيران أيضا باستخدام حركات إرهابية شيعية، على رأسها حزب الله الذي يقاتل الشعب السوري، والحشد الشعبي الذي يقوم بممارسات طائفية وقتل وتهجير ضد السنة، خصوصا في منطقة «ديالى» التي يسكنها غالبية سنية.
ديالى والمقدادية وبعقوبة وباقي المناطق الشرقية في العراق، تملك أهمية لإيران حيث إنها مناطق على الحدود مع إيران، وتمثل المنطقة الفاصلة بين الحدود الإيرانية العراقية والعاصمة بغداد، مع أنباء عن دخول مئات الآلاف من الإيرانيين بلا هوية عبر الحدود خلال الأشهر الماضية، يبدو أن أولى المكاسب التي تريد تحقيقها إيران بعد الاتفاق النووي، هو تغيير ديموغرافي في العراق، هذا التغيير لا ينتهي عند تغيير هوية العراق فقط، بل يهدف بالأساس لتهديد حدود المملكة على المدى المتوسط، خصوصا مع الخسائر المتتالية لإيران عبر تراجع قدرات الحوثيين كخطر كبير على الحدود الجنوبية للمملكة.
لبنانيا يبقى الشغور الرئاسي الورقة السهلة في يد إيران، حيث يجثم «حزب الله» استثمار إيران البارز على صدور اللبنانيين، كما وأن المزاج الإيراني لا يبدو حريصا على الحل اللبناني بشكل منفصل عن ترتيب أوراق سوريا المستقبل، وإن كانت هناك فرص للحل خلال زيارة الرئيس روحاني المرتقبة للفاتيكان وفرنسا، والتي من المتوقع أن يكون لبنان البند الأول في هذين اللقاءين.
بل يبدو أن لبنان قدمت لإيران أكثر مما تريد، فمن سخرية القدر أن التنافس اليوم بين مرشحين من 8 آذار وهو الفريق الموالي لها بزعامة حزب الله، فرغبة الحريري وجنبلاط في اختراق الملف المعطل عبر حل لبناني لم تنجح، بل قابلها اختراق أغرب عبر ترشيح جعجع لخصمه التاريخي ميشيل عون، والذي يمثل براغماتية سياسية من جهة، لا تخلو من دهاء «الحكيم» جعجع وسعيه لوراثة عون ليصبح الزعيم الأوحد للمسيحيين بعد رحيل عون.
أما في سوريا فالمتحكم الرئيسي روسيا وليست إيران، حيث استفادت روسيا من حادثة تفجير طائرتها المدنية في شرم الشيخ، ثم إسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية، وأخيرا أحداث باريس الإرهابية، فشكلت الحوادث الثلاث فرصة لروسيا في إقصاء تركيا وإبعاد فكرة منطقة حظر الطيران في شمال سوريا التي كانت تنادي بها، والهدف الثاني كان تليين موقف فرنسا حول الأسد.
روسيا في سعيها لتعطيل الحل في سوريا ، لم تسع فقط لإبقاء الأسد، بل سعت للقفز على مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، والذي نجح في جمع أوسع طيف من المعارضة السورية المعتدلة، حيث تصر روسيا على تشكيل معارضة «صورية» إما كجزء من وفد المعارضة، أو كوفد ثالث في المفاوضات.
فالروس يشترطون شخصيات تابعة لهم، كقدري جميل وصالح مسلم وهيثم مناع الذي حاول إفساد مؤتمر الرياض، وهي شخصيات من المنطقي أن تكون جزءا من وفد النظام لا وفد المعارضة، كما أن تسريب روسيا لاتفاقيتها مع بشار الأسد، والتي تبقي القوات الروسية دون قيد أو سقف زمني في سوريا، كرسالة لجميع الأطراف ذات العلاقة بسوريا.
روسيا تطبخ الملف السوري كشوربة البورش الحاضرة دائما في المطبخ الروسي، والتي يميزها لونها الأحمر لوجود الشمندر « البنجر»، فهي تقتل بلا رحمة وتستهدف إقصاء كل المعارضة العسكرية المعتدلة، وهذا بشهادة وزير الدفاع الفرنسي الذي أكد أن الروسيين ما زالوا يتجنبون قصف داعش، وعوضا عن ذلك تقصف المعارضة المعتدلة.
وكما أن الشوربة الروسية تعود أصولها لأوكرانيا، فإن روسيا أيضا تتصرف كصاحبة اليد الطولى في سوريا، وبالتالي يحق لها مع المزاج الغربي والأمريكي تحديدا والراغب في تجنب التدخل البري المباشر، أن تخرج بحل شامل يحقق لها مصالحها في سوريا وأوكرانيا، وبالتالي ليست مضطرة للخروج من سوريا بحل سياسي، إلا إذا رفعت العقوبات الغربية وحققت أغلب أهدافها.
أدوات هذا التقسيم هي الإرهاب أولا، حيث لا يستوعب عقل أن تقوم كل هذه الدول العظمى بقصف «داعش»، ويبقى هذا التنظيم وأخواته في التمدد والانتشار، بل إن نشأة داعش دون دعم أجهزة استخبارية مستحيل، وبأعلى درجات حسن الظن فإن غض الطرف عن تمددها وتمويلها وبيعها للنفط مريب للغاية.
لكن الخط الأبرز في الإرهاب هو وجود منظمات لا تملك الولاء للدولة الوطنية، مع ما يشترطه ذلك من قتل وإلغاء لكل مختلف طائفيا وعرقيا، والأرضية الطائفية مهدت لنشوء الإرهاب عبر حكم المالكي في العراق، والإبقاء على بشار الأسد حتى اللحظة رغم كل جرائم الحرب التي اقترفها، وتستمر إيران في الاستفادة من وجود هذه التنظيمات لتحقيق أهدافها في التمدد.
المصالح المشتركة بين داعش وإيران جلية، عبر تجنب التنظيمات الإرهابية القيام بأعمال تضر المصالح الإيرانية، كما أن وجود داعش سمح لإيران أيضا باستخدام حركات إرهابية شيعية، على رأسها حزب الله الذي يقاتل الشعب السوري، والحشد الشعبي الذي يقوم بممارسات طائفية وقتل وتهجير ضد السنة، خصوصا في منطقة «ديالى» التي يسكنها غالبية سنية.
ديالى والمقدادية وبعقوبة وباقي المناطق الشرقية في العراق، تملك أهمية لإيران حيث إنها مناطق على الحدود مع إيران، وتمثل المنطقة الفاصلة بين الحدود الإيرانية العراقية والعاصمة بغداد، مع أنباء عن دخول مئات الآلاف من الإيرانيين بلا هوية عبر الحدود خلال الأشهر الماضية، يبدو أن أولى المكاسب التي تريد تحقيقها إيران بعد الاتفاق النووي، هو تغيير ديموغرافي في العراق، هذا التغيير لا ينتهي عند تغيير هوية العراق فقط، بل يهدف بالأساس لتهديد حدود المملكة على المدى المتوسط، خصوصا مع الخسائر المتتالية لإيران عبر تراجع قدرات الحوثيين كخطر كبير على الحدود الجنوبية للمملكة.
لبنانيا يبقى الشغور الرئاسي الورقة السهلة في يد إيران، حيث يجثم «حزب الله» استثمار إيران البارز على صدور اللبنانيين، كما وأن المزاج الإيراني لا يبدو حريصا على الحل اللبناني بشكل منفصل عن ترتيب أوراق سوريا المستقبل، وإن كانت هناك فرص للحل خلال زيارة الرئيس روحاني المرتقبة للفاتيكان وفرنسا، والتي من المتوقع أن يكون لبنان البند الأول في هذين اللقاءين.
بل يبدو أن لبنان قدمت لإيران أكثر مما تريد، فمن سخرية القدر أن التنافس اليوم بين مرشحين من 8 آذار وهو الفريق الموالي لها بزعامة حزب الله، فرغبة الحريري وجنبلاط في اختراق الملف المعطل عبر حل لبناني لم تنجح، بل قابلها اختراق أغرب عبر ترشيح جعجع لخصمه التاريخي ميشيل عون، والذي يمثل براغماتية سياسية من جهة، لا تخلو من دهاء «الحكيم» جعجع وسعيه لوراثة عون ليصبح الزعيم الأوحد للمسيحيين بعد رحيل عون.
أما في سوريا فالمتحكم الرئيسي روسيا وليست إيران، حيث استفادت روسيا من حادثة تفجير طائرتها المدنية في شرم الشيخ، ثم إسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية، وأخيرا أحداث باريس الإرهابية، فشكلت الحوادث الثلاث فرصة لروسيا في إقصاء تركيا وإبعاد فكرة منطقة حظر الطيران في شمال سوريا التي كانت تنادي بها، والهدف الثاني كان تليين موقف فرنسا حول الأسد.
روسيا في سعيها لتعطيل الحل في سوريا ، لم تسع فقط لإبقاء الأسد، بل سعت للقفز على مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، والذي نجح في جمع أوسع طيف من المعارضة السورية المعتدلة، حيث تصر روسيا على تشكيل معارضة «صورية» إما كجزء من وفد المعارضة، أو كوفد ثالث في المفاوضات.
فالروس يشترطون شخصيات تابعة لهم، كقدري جميل وصالح مسلم وهيثم مناع الذي حاول إفساد مؤتمر الرياض، وهي شخصيات من المنطقي أن تكون جزءا من وفد النظام لا وفد المعارضة، كما أن تسريب روسيا لاتفاقيتها مع بشار الأسد، والتي تبقي القوات الروسية دون قيد أو سقف زمني في سوريا، كرسالة لجميع الأطراف ذات العلاقة بسوريا.
روسيا تطبخ الملف السوري كشوربة البورش الحاضرة دائما في المطبخ الروسي، والتي يميزها لونها الأحمر لوجود الشمندر « البنجر»، فهي تقتل بلا رحمة وتستهدف إقصاء كل المعارضة العسكرية المعتدلة، وهذا بشهادة وزير الدفاع الفرنسي الذي أكد أن الروسيين ما زالوا يتجنبون قصف داعش، وعوضا عن ذلك تقصف المعارضة المعتدلة.
وكما أن الشوربة الروسية تعود أصولها لأوكرانيا، فإن روسيا أيضا تتصرف كصاحبة اليد الطولى في سوريا، وبالتالي يحق لها مع المزاج الغربي والأمريكي تحديدا والراغب في تجنب التدخل البري المباشر، أن تخرج بحل شامل يحقق لها مصالحها في سوريا وأوكرانيا، وبالتالي ليست مضطرة للخروج من سوريا بحل سياسي، إلا إذا رفعت العقوبات الغربية وحققت أغلب أهدافها.