جريئة في طرحها.. لا تحابي ــ كما عرف عنها ــ في ما يخص مصلحة الوطن، تبذل كل جهد في سبيل حصول المرأة على حقوقها في المجتمع.. هكذا هي الدكتورة هتون أجواد الفاسي، التي جاءت آراؤها ساخنة بخصوص مشاركة النساء في الانتخابات البلدية، قائلة: «مشاركة المرأة في الانتخابات لم ترق إلى التطلعات»، منتقدة ضعف تعيين الكادر النسائي في المجالس البلدية، مؤكدة في حوارها مع «عكاظ» أن تعيينهن لا يتعدى نسبة 0.2 في المئة.
• د. هتون اهتمت بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية من خلال «مبادرة بلدي»، ما هو الدور الذي لعبته هذه المبادرة ؟
•• المبادرة منذ تأسيسها عام 2010 على يد الزميلة العزيزة فوزية الهاني، وهي تعمل على تعزيز دور المرأة للمشاركة في الشأن العام ابتداء من المجالس البلدية. ونحن سعيدات بوصولنا اليوم إلى هذه المرحلة من نجاح عملنا التطوعي النسائي المتنوع مناطقيا، وبمساعدة شركائنا الذين آمنوا بنا، ومنهم المعهد العربي لإنماء المدن ومؤسسة الوليد للإنسانية، والذي استطاع أن ينشر على قدر المستطاع ثقافة كانت غريبة على مجتمعنا سواء النسائي أو الرجالي لتحقيق المشاركة في بناء المجتمع واتخاذ قراراته.
تعيين ضعيف
• عينت وزارة الشؤون البلدية والقروية 17 سيدة أضفن إلى 21 منتخبة، ليصبحن 38 سيدة في المجالس، كيف تقيمين هذا التعيين ؟
•• أراه عددا لا يتناسب مع المأمول والمتوقع وفق مناداة الوزارة واللجنة العامة للانتخابات الدءوب وحرصها على المساواة في فرص الوصول إلى المجالس البلدية، وجاء التعيين بما نسبته 0.2 في المئة فقط، وذلك من واقع تعيين 17 امرأة مقابل 1035 رجلا. وهذا يدل على أن المعينات كن «تكملة نصاب» لمن انتخبت حتى لا تصبح لوحدها في المجلس، بينما هناك مجالس في مدن كبيرة لم تعين فيها نساء مثل: نجران، الباحة، أبها، حائل، تبوك، القريات، عرعر، بريدة، عنيزة، الطائف وينبع، ولا شك أن ذلك لا يصب في مصلحة التجربة البلدية، ولن يعكس قدرات النساء ويمنحهن فرصة إحداث التغيير المأمول.
• من واقع هذه النسبة، هل يمكن القول بأن الوزارة أحبطت مسعاكن لدفع تنمية البلد ؟
•• لا أستطيع القول بأن هناك إحباطا لمساعي مبادرتنا بالتعيين المحدود الذي انتهجته الوزارة، ولكنه تفويت للفرصة، فالوزارة حجمت مشاركة المرأة وجعلتها شكلية قدر الإمكان من ناحية، ومرضية من ناحية أخرى لفئات تعمل على مجاملتها وإرضائها.
التطوير تضامني
• ما الذي يمكن أن تقدمه النساء من تطوير خلال عملهن في المجالس البلدية ؟
•• هذا السؤال يطرح على الرجال كما النساء لأن العملية تكاملية، وبالتالي فهو أمر نسبي يتعلق بكل امرأة ممن انتخبن وما لديها من برامج لتقدمها ولتلتزم بها، فهناك من دخلت المجلس لتجرب شيئا جديدا دون هدف، وأخريات دخلن مع سبق إصرار وعزم وتاريخ طويل من العمل التطوعي والمدني لتنمية مجتمعاتهن ولديهن رؤية طويلة المدى ورسالة محددة الأهداف لكيفية تطوير بيئاتهن المحلية، ومراقبة أداء البلدية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والفوقية، ومحاسبة كل مقصر ومسؤول، وتحويل حياة الإنسان وما يحيط بها إلى بيئة كريمة العيش، آمنة، نظيفة، مريحة، صديقة للمرأة والرجل، للصغير والكبير، لذوي الاحتياجات الخاصة وكافة فئات المجتمع، وللبيئة والطبيعة.
نجاح بمؤهلات
• الأسماء النسائية المنتخبة، هل هي قادرة على إيصال صوت المرأة ؟
•• الانتخابات تجربة جديدة وتحد للنساء، فوزارة الشؤون البلدية لم تكن مستعدة لتهيئتهن وتمكينهن تدريبيا كمرشحات أو من يساندهن من مديرات حملاتهن، واقتصرت على التهيئة العامة والإلكترونية وشيء من الورش التثقيفية التي لجأت إليها متأخرة جدا وبعد بدء التسجيل بمراحل، كما مرت فترة التجهيز للانتخابات، وتسجيل القيد والمرشحات ومن ثم الحملات بأشكال لا تحصى من المعوقات والتحديات التي كانت تضعف كثيرا من قدرة النساء على الصمود والوصول إلى الناخبين والناخبات، ما كان له أثر في عدم نجاح بعضهن.
ومن جهة أخرى نرى أن الكثيرات لم يستسلمن لهذه التحديات واستمررن في ترشحهن، فكما نعرف أن عدد من ترشحن بلغ 1071 سيدة، انسحبت منهن 100 في نهاية الشوط، ليصل العدد إلى 979 سيدة. وهو عدد، لعمري، كبير في ظل ما سبق، ويحمل الكثير من الدلالات التي ترد على من يهون من شأن نسائنا وقدرتهن على الصمود والمقاومة، وكل سيدة نجحت بقدراتها ومؤهلات بيئتها المحلية وعوامل كثيرة تخص كل منطقة على حدة، وما كان ملفتا هو أن أغلب المنتخبات الـ 21 لم يكن من المدن الكبرى، والتي لم ينجح منها سوى عضوتي مجلس جدة البلدي، رشا حفظي ود. لمى السليمان، وعضوات مجلس الرياض البلدي الثلاث، هدى الجريسي، جواهر الصالح وعلياء الرويلي، بينما أتت 16 سيدة من مدن أصغر، كالأحساء وجازان والقطيف وسكاكا، والبقية من محافظات وبلدات صغيرة مثل مدركة ضمن منطقة مكة المكرمة، أو العشاش في منطقة المدينة المنورة، أو الواديين بعسير، أو الشملي بحائل، أو البدع وقليبة بتبوك، أو القليب في النعيرية من الشرقية، أو البطين في القصيم، أو ثادق والهياثم في منطقة الرياض، وهذا يعني أن النساء في مناطق الأطراف استطعن تكوين قاعدة اجتماعية ربما تربوية وربما تطوعية جعلت أسماءهن ذات قابلية لدى الناخبات والناخبين.
خطط متفاوتة
• كيف ترين قوة خطط المنتخبات مقابل خطط الرجال ؟
•• الخطط متفاوتة ما بين المنتخبات ولكن بصورة عامة لا يمكن الحكم على برامجهن مقابل برامج الرجال في ظل عدم إمكانية وصولنا إلى أي منها، حيث إن الوزارة لم تجعل هناك أي آلية يمكننا من خلالها الوصول إلى برامج المرشحين والاطلاع عليها قبل انتخابهم، والآن الصورة أكثر قتامة. وفي كل الأحوال النساء في أنحاء المملكة أصبح لهن حق في كل مجلس بلدي سواء دخلته المرأة أم لم تدخل، ولهن الحق في حضور جلساته العامة الشهرية، ولهن الحق في متابعة شؤونه وأدائه ومدى مراقبته لأداء البلدية ومدى تحقيقه واستجابته لمطالبهن.
تحديات قائمة
• ما هي تحديات النساء ما بعد الانتخاب ودخول المجالس البلدية ؟
•• عقدت في الأسابيع الماضية أول الجلسات للدورة الثالثة للانتخابات البلدية على مستوى كافة المناطق لاختيار رؤساء المجالس ونوابهم، وكانت الفرصة لأول عملية تطبيق على أرض الواقع لعملية المشاركة وآليتها، والتي كتبت عنها في إحدى المرات بأنها تشكل إحدى التحديات أمام النساء، لأنه سوف تخلق لهن مبررات طويلة لكي ينأى بهن مكانيا ومن ثم قراريا. وهو ما شاهدناه من خلال إجبار البعض على الجلوس في قاعات جانبية أو بناء غرف زجاجية لهن. وقد كانت نتيجة تجربة النساء في أول اجتماع مثيرة للجدل لتنوعها واختلافها من مكان إلى آخر، ففي حين اجتمع مجلس بلدي القطيف بكل أعضائه وعضواته المنتخبين والمعينين في قاعة واحدة على نسق مجلس الشورى، فإن بلدي جدة جهز غرفة زجاجية مثلجة لعضوتيه المنتخبتين واللتين رفضتا التنازل عن حقهما في الجلوس على طاولة اتخاذ القرار، بينما خير بلدي جازان عضواته ما بين الجلوس على نفس الطاولة أو على طاولة أخرى في غرفة ثانية فاخترن القاعة الثانية. ومن غير تخيير كانت تجربة غالب بقية المناطق مع التفاوت في تجهيزات الغرف ما بين تجهيزات صوتية فحسب أو صوتية وتلفزيونية.
ويطرح السؤال الكبير نفسه، ما إن كنا سنبقى في مربع الانشغال بحالات وأشكال مشاركة النساء في هذا الفضاء الذي كان محرماً عليهن، أم سوف نعطى الفرصة لكي نعامل كمواطنات إنسان وليس كإناث.
• د. هتون اهتمت بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية من خلال «مبادرة بلدي»، ما هو الدور الذي لعبته هذه المبادرة ؟
•• المبادرة منذ تأسيسها عام 2010 على يد الزميلة العزيزة فوزية الهاني، وهي تعمل على تعزيز دور المرأة للمشاركة في الشأن العام ابتداء من المجالس البلدية. ونحن سعيدات بوصولنا اليوم إلى هذه المرحلة من نجاح عملنا التطوعي النسائي المتنوع مناطقيا، وبمساعدة شركائنا الذين آمنوا بنا، ومنهم المعهد العربي لإنماء المدن ومؤسسة الوليد للإنسانية، والذي استطاع أن ينشر على قدر المستطاع ثقافة كانت غريبة على مجتمعنا سواء النسائي أو الرجالي لتحقيق المشاركة في بناء المجتمع واتخاذ قراراته.
تعيين ضعيف
• عينت وزارة الشؤون البلدية والقروية 17 سيدة أضفن إلى 21 منتخبة، ليصبحن 38 سيدة في المجالس، كيف تقيمين هذا التعيين ؟
•• أراه عددا لا يتناسب مع المأمول والمتوقع وفق مناداة الوزارة واللجنة العامة للانتخابات الدءوب وحرصها على المساواة في فرص الوصول إلى المجالس البلدية، وجاء التعيين بما نسبته 0.2 في المئة فقط، وذلك من واقع تعيين 17 امرأة مقابل 1035 رجلا. وهذا يدل على أن المعينات كن «تكملة نصاب» لمن انتخبت حتى لا تصبح لوحدها في المجلس، بينما هناك مجالس في مدن كبيرة لم تعين فيها نساء مثل: نجران، الباحة، أبها، حائل، تبوك، القريات، عرعر، بريدة، عنيزة، الطائف وينبع، ولا شك أن ذلك لا يصب في مصلحة التجربة البلدية، ولن يعكس قدرات النساء ويمنحهن فرصة إحداث التغيير المأمول.
• من واقع هذه النسبة، هل يمكن القول بأن الوزارة أحبطت مسعاكن لدفع تنمية البلد ؟
•• لا أستطيع القول بأن هناك إحباطا لمساعي مبادرتنا بالتعيين المحدود الذي انتهجته الوزارة، ولكنه تفويت للفرصة، فالوزارة حجمت مشاركة المرأة وجعلتها شكلية قدر الإمكان من ناحية، ومرضية من ناحية أخرى لفئات تعمل على مجاملتها وإرضائها.
التطوير تضامني
• ما الذي يمكن أن تقدمه النساء من تطوير خلال عملهن في المجالس البلدية ؟
•• هذا السؤال يطرح على الرجال كما النساء لأن العملية تكاملية، وبالتالي فهو أمر نسبي يتعلق بكل امرأة ممن انتخبن وما لديها من برامج لتقدمها ولتلتزم بها، فهناك من دخلت المجلس لتجرب شيئا جديدا دون هدف، وأخريات دخلن مع سبق إصرار وعزم وتاريخ طويل من العمل التطوعي والمدني لتنمية مجتمعاتهن ولديهن رؤية طويلة المدى ورسالة محددة الأهداف لكيفية تطوير بيئاتهن المحلية، ومراقبة أداء البلدية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والفوقية، ومحاسبة كل مقصر ومسؤول، وتحويل حياة الإنسان وما يحيط بها إلى بيئة كريمة العيش، آمنة، نظيفة، مريحة، صديقة للمرأة والرجل، للصغير والكبير، لذوي الاحتياجات الخاصة وكافة فئات المجتمع، وللبيئة والطبيعة.
نجاح بمؤهلات
• الأسماء النسائية المنتخبة، هل هي قادرة على إيصال صوت المرأة ؟
•• الانتخابات تجربة جديدة وتحد للنساء، فوزارة الشؤون البلدية لم تكن مستعدة لتهيئتهن وتمكينهن تدريبيا كمرشحات أو من يساندهن من مديرات حملاتهن، واقتصرت على التهيئة العامة والإلكترونية وشيء من الورش التثقيفية التي لجأت إليها متأخرة جدا وبعد بدء التسجيل بمراحل، كما مرت فترة التجهيز للانتخابات، وتسجيل القيد والمرشحات ومن ثم الحملات بأشكال لا تحصى من المعوقات والتحديات التي كانت تضعف كثيرا من قدرة النساء على الصمود والوصول إلى الناخبين والناخبات، ما كان له أثر في عدم نجاح بعضهن.
ومن جهة أخرى نرى أن الكثيرات لم يستسلمن لهذه التحديات واستمررن في ترشحهن، فكما نعرف أن عدد من ترشحن بلغ 1071 سيدة، انسحبت منهن 100 في نهاية الشوط، ليصل العدد إلى 979 سيدة. وهو عدد، لعمري، كبير في ظل ما سبق، ويحمل الكثير من الدلالات التي ترد على من يهون من شأن نسائنا وقدرتهن على الصمود والمقاومة، وكل سيدة نجحت بقدراتها ومؤهلات بيئتها المحلية وعوامل كثيرة تخص كل منطقة على حدة، وما كان ملفتا هو أن أغلب المنتخبات الـ 21 لم يكن من المدن الكبرى، والتي لم ينجح منها سوى عضوتي مجلس جدة البلدي، رشا حفظي ود. لمى السليمان، وعضوات مجلس الرياض البلدي الثلاث، هدى الجريسي، جواهر الصالح وعلياء الرويلي، بينما أتت 16 سيدة من مدن أصغر، كالأحساء وجازان والقطيف وسكاكا، والبقية من محافظات وبلدات صغيرة مثل مدركة ضمن منطقة مكة المكرمة، أو العشاش في منطقة المدينة المنورة، أو الواديين بعسير، أو الشملي بحائل، أو البدع وقليبة بتبوك، أو القليب في النعيرية من الشرقية، أو البطين في القصيم، أو ثادق والهياثم في منطقة الرياض، وهذا يعني أن النساء في مناطق الأطراف استطعن تكوين قاعدة اجتماعية ربما تربوية وربما تطوعية جعلت أسماءهن ذات قابلية لدى الناخبات والناخبين.
خطط متفاوتة
• كيف ترين قوة خطط المنتخبات مقابل خطط الرجال ؟
•• الخطط متفاوتة ما بين المنتخبات ولكن بصورة عامة لا يمكن الحكم على برامجهن مقابل برامج الرجال في ظل عدم إمكانية وصولنا إلى أي منها، حيث إن الوزارة لم تجعل هناك أي آلية يمكننا من خلالها الوصول إلى برامج المرشحين والاطلاع عليها قبل انتخابهم، والآن الصورة أكثر قتامة. وفي كل الأحوال النساء في أنحاء المملكة أصبح لهن حق في كل مجلس بلدي سواء دخلته المرأة أم لم تدخل، ولهن الحق في حضور جلساته العامة الشهرية، ولهن الحق في متابعة شؤونه وأدائه ومدى مراقبته لأداء البلدية ومدى تحقيقه واستجابته لمطالبهن.
تحديات قائمة
• ما هي تحديات النساء ما بعد الانتخاب ودخول المجالس البلدية ؟
•• عقدت في الأسابيع الماضية أول الجلسات للدورة الثالثة للانتخابات البلدية على مستوى كافة المناطق لاختيار رؤساء المجالس ونوابهم، وكانت الفرصة لأول عملية تطبيق على أرض الواقع لعملية المشاركة وآليتها، والتي كتبت عنها في إحدى المرات بأنها تشكل إحدى التحديات أمام النساء، لأنه سوف تخلق لهن مبررات طويلة لكي ينأى بهن مكانيا ومن ثم قراريا. وهو ما شاهدناه من خلال إجبار البعض على الجلوس في قاعات جانبية أو بناء غرف زجاجية لهن. وقد كانت نتيجة تجربة النساء في أول اجتماع مثيرة للجدل لتنوعها واختلافها من مكان إلى آخر، ففي حين اجتمع مجلس بلدي القطيف بكل أعضائه وعضواته المنتخبين والمعينين في قاعة واحدة على نسق مجلس الشورى، فإن بلدي جدة جهز غرفة زجاجية مثلجة لعضوتيه المنتخبتين واللتين رفضتا التنازل عن حقهما في الجلوس على طاولة اتخاذ القرار، بينما خير بلدي جازان عضواته ما بين الجلوس على نفس الطاولة أو على طاولة أخرى في غرفة ثانية فاخترن القاعة الثانية. ومن غير تخيير كانت تجربة غالب بقية المناطق مع التفاوت في تجهيزات الغرف ما بين تجهيزات صوتية فحسب أو صوتية وتلفزيونية.
ويطرح السؤال الكبير نفسه، ما إن كنا سنبقى في مربع الانشغال بحالات وأشكال مشاركة النساء في هذا الفضاء الذي كان محرماً عليهن، أم سوف نعطى الفرصة لكي نعامل كمواطنات إنسان وليس كإناث.