-A +A
عكاظ (جدة)
قبل 100 عام، اشتهر الضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس، بلباس الزي العربي المعروف، عندما كان يقف مع القوات العربية خلال مقاومتها الإمبراطورية العثمانية، عبر انخراطه في حياة أهل الجزيرة العربية، وعرف حينها بـ«لورنس العرب»، وذاع صيته لقوة حضوره وتمسكه باللباس العربي في رحلاته. هذا يقود إلى أن الاقتراب من ثقافة الآخر حتى في اللباس التقليدي، في حد ذاته، فن سياسي يحتاج إلى مهارة، في التوقيت وطريقة الحضور، وعادة ما تكون ردود الأفعال إيجابية على مستوى العلاقات بين البلدان. نائب رئيس وزراء موريشيوس شوكت علي سودهن، طبق قاعدة ثقافة اللباس، وشخص بالثوب والشماغ والعقال والمشلح، عندما التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقر الوزارة بالرياض أمس.
موريشيوس، جزر صغيرة في وسط المحيط الهندي تبعد عن ملاجاش (مدغشقر) حوالي 860 كيلومترا، وتحوي ثقافات وديانات مختلفة، ويبدو أن ذلك التنوع الاجتماعي، انعكس على سودهن في اتخاذ قراره بأن يلتقي مسؤولا سعوديا بالزي العربي «الثوب والعقال والمشلح».

وبالرغم من أن موريشيوس والسعودية تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عام 1978، إلا أن هذه الدولة بدأت خلال الأعوام القليلة الماضية بالتحرك فعليا نحو تعزيز العلاقات الثقافية وتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، حيث أعلنت حكومة موريشيوس في 15 مارس من العام الماضي، عن قرب افتتاح بعثة دبلوماسية لدى السعودية، في خطوة لترقية التمثيل الدبلوماسي لها في منطقة الخليج العربي.