-A +A
صالح الفهيد
إذن.. وصلنا إلى الحائط المسدود، حيث لا أفق في الأفق، بعد أن دخلت رياضتنا مرحلة انعدام الوزن، وأصبحنا نتلهى بمشكلاتنا «التي تتناسل كالأرانب» على قارعة الاستحقاقات الرياضية والكروية المهمة.
منتخباتنا الكروية تسقط في الجولات الأولى من المعتركات الإقليمية والقارية، وصرنا رقما صغيرا في عداد المتنافسين.

بعضنا يسأل عن آخر بطولة حققتها كرتنا ويكاد لا يتذكر تاريخها، ولا يلام على النسيان فقد مر وقت طويل، وطويل جدا على ذلك، إلى حد أن جيلا جديدا هو الذي يملأ مدرجات الكرة في وقتنا الحاضر لم يجرب ولو لمرة فرحة الإنجازات الكروية الوطنية!
وبعد أن عجزت أقدام لاعبينا أن توصلنا إلى منصات التتويج، امتدت أيادي منتخب اليد لتخطف لنا انتصارا نادرا لا يشفي الغليل.
وما لم تحققه منتخباتنا الكروية، بحثت عنه الجماهير لدى أنديتها لعلها تسد الفجوة التي تركتها منتخباتنا الوطنية، لكن نصيب هذه الأندية لم يكن بأفضل حال من نصيب المنتخبات إن لم يكن أسوأ.
وإداريا كنا ولا نزال في مرتبة لا تليق ببلادنا ومكانتها الإقليمية والدولية، فممثلونا في الاتحادات القارية ولسبب غامض ارتضوا لأنفسهم ولبلادهم أن تكون أدوارهم خفيفة أو عديمة الوزن، وفي ظل هيمنة قيادات من دول أخرى أصبحت تتعاطى معنا باعتبارنا مجرد صوت في القارة، وتتصدق علينا من باب الشفقة بنا وبتاريخنا بمواقع الصف الثاني والثالث!!
أصبحنا مجرد صوت تارة في جيب محمد بن همام، وطورا بجيب سلمان بن آل خليفة، وثالثة في جيب أحمد الفهد.. وهذا يكفي ليعبر عن حجم التراجع الذي نعيشه على الساحة الدولية.
قطر والبحرين مع كامل الاحترام لهما بكل المقاييس هما في حجم ووزن منطقة واحدة من مناطق المملكة المتوسطة ومع هذا نجحتا في تقديم رئيسين للاتحاد الآسيوي، وإذا كان ابن همام قد أقصي بسبب الصراع على كرسي الفيفا، فإن آل خليفة قد يتربع على الكرسي قريبا.
والسؤال هنا هو لماذا لم نستطع طيلة هذه العقود تقديم متنافس على رئاسة اتحاد القارة دعك عن رئاسة فيفا الآن؟
وإذا التفتنا لمشكلاتنا المحلية نجد أن أنديتنا مثلما راكمت الفشل خارجيا تراكم الديون والإخفاقات، وتصبغ أفق ومستقبل الاحتراف بالأسود القاتم.
وأينما يممت وجهك في مشهدنا الرياضي لا تجد ما يبعث على الأمل في الاتحاد السعودي ولجانه التي تتفنن في صنع المشكلات بدلا من حلها، مشكلة تلد أخرى.. وهم لا يحلون شيئا فقط يربطونها بأذناب بعضها البعض حتى تستعصي على الحل.
وفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث كل شيء ملتبس ومرتبك، ولن نتحدث عن بقية الاتحادات الغائبة بشكل مزمن، ويكفي أن الجمهور الرياضي نسيها ولا ينتظر منها شيئا، بعد أن يئس وغسل يديه منها.
ولأن الحيز لا يتسع للتفاصيل فأنا أمر سريعا على العناوين العريضة لمفاصل رياضتنا دون استطرادات فيها ما يبعث على الحزن والألم.
أجل، تراجعنا إلى نقطة الصفر، بل وما دون الصفر.. ورغم التغيير الذي طال المؤسسة الرياضية غير مرة، إلا أننا برهنا على عجزنا عن الحفاظ على ما حققناه في الماضي من مكانة ومكتسبات، دعك من البناء عليها وتحقيق المزيد منها.
وهنا أتساءل: هل من الضرورة أن يكون رئيس النادي، أو الرئيس العام، أو رئيس الاتحاد الكروي من أبناء الوسط الرياضي؟
تساءلت، وسأجيب بـ«لا».. وهذا يقودني للقول: آن الأوان أن نستعين بقياديين من خارج الوسط الرياضي لعلهم ينتشلون رياضتنا مما هي فيه من مأزق.. فنحن فشلنا.