-A +A
«عكاظ» (جدة)
اعترافات سجلوها بألسنتهم، قدموا فيها تفاصيل دقيقة عما اقترفت أياديهم الآثمة في حق الأبرياء والمستأمنين، أرادوا به تشويه وجه الإسلام وسماحته، غير أن محاولاتهم ارتدت إلى نحورهم، بعد أن تكشفت كل مخططاتهم وألاعيبهم. إرهابيون تورطوا في عدة عمليات رووا حقائق مثيرة عن ضياعهم، وتخطيطاتهم لاستهداف العشرات من المواطنين والمقيمين ورجال الأمن. ولم تكن هذه الاعترافات لتأتي لولا حنكة الأجهزة ومهارتها ومهنيتها العالية في استقصاء الحقائق وتمليكها للناس حتى يعتبر الجميع من المعلومات الوفيرة التي قد تعين وتساعد في كشف المخططات الآثمة والقبض على منفذيها وتقديمهم إلى يد العدالة.

خدعوا مالك البناية بـ«عريس جديد»
«إرهابيو الخالدية» يدخلون الشقة بملابس نسائية


تحفظ الذاكرة كثيرا من العمليات الإجرامية وأعمال التقتيل والترويع والتفخيخ وإطلاق النار بلا هوادة على العائلات والأسر واتخاذهم دروعا بشرية، ولن تنسى ذاكرة المكاويين حادث شقة الخالدية، التي تحصن فيها تكفيريون بغرض إزهاق الأرواح واتخاذ الوحدات السكنية العائلية مضادات ومنصات ودروع، حيث لجأ عليان معيض الصبيحي، عامر الصاعدي، خالد الفراج، زياد سعيفان، خالد علي طاهر، علي عيسى عمر، ومحمد فتحي السيد إلى الشقة، والتقوا أحمد الدخيل قائد إحدى المجموعات، واستهدفت خطتهم الهجوم على سجن الرويس في جدة. وصل عليان معيض الصبيحي إلى مكة المكرمة وطلب من أحد الأشخاص تمكينه من استئجار شقة في مكة لاستضافة أناس قدموا إليه من منطقة «هدى الشام».
ويصف الأحوال في الشقة بأنها كانت مريبة. أما عامر الصاعدي فقال في اعترافاته إن أحد أعوانهم قدم لهم دروسا عن التكفير، مقدما الأدلة.
وأضاف: «كنا ننصت ولا نجادل.. رأيت معهم أسلحة وقنابل.. حاولت الخروج من الشقة ومنعني أحدهم، وعندما سألني عن سبب المغادرة قلت له أريد أن أسلم نفسي لقوات الأمن». وبعد أن نظر إليه بدأ يتلو آية قرآنية. وجاء في اعترافات الصبيحي: «رأيت أدوات يتم حشوها ببارود أسود، وعرفت أنهم يستخدمونها في إحراق السيارات». أما شريك شقة الخالدية التشادي خالد علي طاهر فقال في اعترافاته إن أفراد الخلية أقنعوه بالجهاد في العراق.
كيف استأجر الإرهابيون شقة الخالدية؟ يجيب على ذلك مالك البناية في حديث نشر في وقت سابق ويقول إن الرجل الذي قدم للاستئجار كذب عليه وقال إنه عريس جديد، «لكننا لم نكن نعلم ماذا يحدث في الداخل». ويعلق على ذلك أحد الجيران: «بعض قاطني شقة الخالدية يدخلون وهم يرتدون ملابس نسائية.
لم تنطل حيلة الإرهابيين على رجال الأمن الذين دهموا الموقع ودخلوا في مواجهة مع الخلية. وعن ذلك يسجل محمد فتحي السيد - مصري الجنسية - اعترافاته، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أصلا أن تكتشف أجهزة الأمن سر الشقة. وقال: «وحين اقتربت لحظة المواجهة وزعنا الأسلحة وبدأنا في إطلاق النار». أما خالد علي طاهر - تشادي - فاحتوت اعترافاته على إصابته في المواجهة وإسعافه مع رفاقه إلى المستشفى.

ضبط واستجلاب «المغسل»
كشف حقيقة «المحرضين»


كشفت عملية ناجحة قادتها الأجهزة الأمنية لضبط واستجلاب أحمد المغسل المتورط الرئيسي في تفجيرات الخبر في العام 1996، عن الأيادي الخارجية المحرضة للإرهاب الأعمى في البلاد، حيث هرب المتهم الرئيسي إلى خارج البلاد قبل أن يتم القبض عليه في بيروت ثم استجلابه إلى المملكة. العملية الباهرة في ضبط الإرهابي المغسل - الذي قيل إنه زعيم خلية تتبع إيران - جاءت بعد معلومات ووثائق هامة حصلت عليها الأجهزة التي ظلت تلاحقه لفترة طويلة، قبل أن تظفر بالصيد الثمين الذي تورط في العملية الإرهابية. واعتبر مراقبون وقتذاك ضبط واستجلاب المغسل إنجازا أمنيا كبيرا، إذ ظل المتهم متخفيا عن الأنظار برعاية من طهران، التي ظلت تنكر على الدوام أية صلة لها بالأعمال الإرهابية التي وقعت في السعودية.

محتالون يأكلون أموال
التبرعات ولا يحسنون دفن قتلاهم

بث التلفزيون السعودي في وقت سابق اعترافات مثيرة للإرهابيين خالد الفراج وعبدالرحمن الرشود، وكشفت الاعترافات عن سقوط أصحاب الفكر الضال في مستنقعات الكذب والاحتيال والتنازل عن كل شيء في سبيل خدمة مصالحهم الذاتية.. وروى الإرهابيان تفاصيل استهداف مقر الإدارة العامة للمرور في الرياض، وكشفت الاعترافات المسجلة لخالد الفراج تزوير التنظيم الإرهابي للهويات وجمع التبرعات سرا، كما تحدثا في اعترافاتهما عن رحيل الإرهابي عامر الشهري.. والطريقة غير الإنسانية التي تعاملوا بها معه، إذ رفضوا تقديم العلاج له أو إسعافه إلى المستشفى والطريقة البشعة التي تعامل بها قادة التنظيم معه قبيل وفاته، حيث رفضوا تقديم العلاج له، أو تسليمه إلى المستشفى، خوفا من أن يدلي بمعلومات عنهم.
عبدالرحمن الرشود قال في اعترافاته المسجلة إنهم كانوا يسرفون في الإنفاق من أموال التبرعات ومشاريع إفطار الصائم، وأقر الفراج بأن كل التبرعات كانت تجمع بطرق ملتوية.. وعاد الرشود معترفا بأنهم استهدفوا سيارات المواطنين وسلبها بالقوة بغرض الهروب بها بعد إشهار السلاح في وجوههم أو استخدام بطاقات المواطنين في استئجار السيارات والمنازل ما يعود بالضرر على الأبرياء.
وفي اعتراف آخر قال الفراج إن معظم الخلايا تعاني من جهل مركب في مسائل العقيدة، حيث كفروا العلماء والمشايخ، مستغربا إنكار التنظيم الإرهابي عن تفجير مبنى قيادة الطوارئ في الرياض. وروى خالد الفراج في اعترافاته ما حدث لعامر الشهري الذي أصيب في حادث السويدي ونقل إلى غرفة أطلقوا عليها «العيادة».. وكان المصاب يتألم ويصرخ وأمضى نحو شهرين على هذه الحال، مع أن بطنه كانت مفتوحة من أثر الإصابة وظل يعيش على المغذي، يغمى عليه ويستيقظ، وكانت الروائح الكريهة تخرج من موقع إصابته وظل يتوسل للإرهابيين لإسعافه وإنقاذه. وترك على هذه الحال حتى مات.. ودفن في مكان بعيد عن الناس ولم يتفضل أحد من الإرهابيين بإبلاغ أهله.

مصور مواجهة بقيق حاول التراجع .. فمنعوه


سجل أحد مستهدفي مصفاة بقيق النفطية اعترافات تفصيلية بمشاركته في الجريمة بالتوثيق والتصوير. وأعلن المتهم ندمه بعد تنفيذ الجريمة، ليس تراجعا عن فكره الإرهابي، بل ندما لعدم مشاركته في الجريمة، خصوصا أنه وقف شخصيا على عملية تفخيخ سيارتي الهجوم على المنشأة. وقال في اعترافاته إن شقيق زوجته حرضه على المشاركة في عملية انتحارية، فسافر من جدة إلى الرياض، والتقى بعدد من الإرهابيين في إحدى الاستراحات، حيث تجرى عمليات تفخيخ السيارتين.
وجاء في اعترافاته أنه حاول التراجع عن المشاركة بدافع الخوف، غير أن طلبه قوبل بالرفض التام، وتم تكليفه بالتصوير. ويضيف المتهم: «بعد دقائق من مغادرة الموقع تصاعد اللهب في السماء، ثم هتفنا: الله أكبر». وسأل قاضي المحكمة المتهم هل شارك في إطلاق النار وعن نوع السلاح الذي استخدمه، فأجاب: «لم أطلق النار لأنني لا أجيد ذلك، ولا أعرف نوع السلاح الذي كنت أحمله».