-A +A
محمد أحمد الحساني
الزائر للمسجد النبوي الشريف، تكون من ضمن زيارته صلاة ركعتين في الروضة الشريفة إن لم يتمكن من أداء صلاة فرض فيها لتسابق غيره عليها، فإذا تنفل بالركعتين قام وسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم انصرف لشأنه أو بقي في المسجد انتظارا لأداء الصلاة التالية.
وكنت عندما أزور المسجد النبوي الشريف أفعل ذلك ولو لمرة واحدة خلال الزيارة، ولكنني في زياراتي الأخيرة لاحظت أن بعض المصلين يحتلون الروضة من قبل صلاة العصر حتى بعد صلاة العشاء فلا يدعون مجالا لمن يريد أداء ركعتين خفيفتين فيها، وقد صليت ذات يوم صلاة المغرب في التوسعة، ثم صليت النافلة ركعتين لأتقدم بعد ذلك نحو الروضة في طريقي للسلام على الرسول وصاحبيه فوجدت الروضة مكتظة بما لا يدع مجالا لمن أراد المرور منها إلى المواجهة الشريفة، بل إن بعض من فيها أخذوا يواصلون صلاة النافلة ركعتين بعد ركعتين وأنا أعلم أن الإخوة الأحناف يصلون راتبة المغرب ثماني ركعات ولكنهم في العادة يصلونها خفيفة أما جماعة الروضة فإنهم يطيلون ويمططون في الصلاة وكأنهم يريدون حرمان غيرهم من إمكانية مشاركتهم في الروضة بأداء ركعتين فيها قبل أو بعد التوجه للسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الأكرمين، وقد اضطر بعض المتوجهين للسلام إلى تخطي رقاب الجالسين والمواصلين لأداء السنن بلا انقطاع لأن رجوع المارين إلى الخلف صعب وتقدمهم بلا تخط غير ممكن ما دام محتجزو الروضة لا يبرحونها لحظة واحدة ويقرأون أن من كمال أخلاق المؤمن أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولكنهم لا يطبقون ذلك في تعاملهم، ويظنون أنهم وحدهم المستحقون للصلاة في الروضة الشريفة، وذلك لا يحصل في حجر إسماعيل في المسجد الحرام لأن الحجر جزء من الكعبة ولا يصلى فيه الفرض وإنما السنة فقط ومساحته أقل بكثير من مساحة الروضة، ولكن لأن الناس على كثرتهم يتنفلون فيه ثم ينصرفون فإنه يستوعب الجميع.. ولله في خلقه شؤون !