الفساد مثله مثل معظم الجرائم، ظاهر وموجود في كل مكان لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات، إلا أن نسب وجوده تتفاوت من مجتمع لآخر، فهناك مجتمعات تغرق لأذنيها في الفساد وهناك مجتمعات تتدنى فيها النسبة حتى لا تكاد تغطي القدمين.
وللأسف أن مجتمعنا من المجتمعات التي فيها نسبة من الفساد، وكان الحق أن يكون غير ذلك، فمجتمعنا يعد من أكثر المجتمعات تدينا، وأبناؤه يعدون عند مقارنتهم بغيرهم من سكان العالم من أكثر الناس تعبدا لله وحرصا على اتباع الحلال واجتناب الحرام، تراهم يحافظون على الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويتسابقون إلى بناء المساجد في كل حي وطريق، يتلقون تعليما تفيض مقرراته بعلوم الدين حتى لتطغى على غيرها من العلوم، ويلتحقون بمدارس لتحفيظ القرآن تزهو بكثرة الحافظين لكتاب الله، وتنهال استفتاءاتهم على الدعاة والمفتين تطلعا إلى معرفة ما يحل وما يحرم.
إلا أنه مع ذلك، لا شيء من هذا استطاع أن يحول دون وقوع الفساد في المجتمع!! فأين ذهب أثر كل ذلك التدين؟!!
إن ما يطوقنا من مظاهر التقوى يجعلنا نتوقع أن يكون ضابط الخوف من الله هو الضابط الأول الذي يسير حركاتنا ويوجهها نحو الطريق المستقيم، لكن التوقع غير الواقع، وعلينا ألا نركن إلى يقظة الضمير الديني وحدها في اتقاء الإصابة بفيروس الفساد؟
فبعد أن أثبتت التجربة الفعلية عجز المعرفة الدينية لوحدها عن إقامة حاجز يفصل بين الناس والوقوع في بؤر الفساد، لم يعد من أمل سوى دعم ما لدينا من الأنظمة والمراقبة الدقيقة والمحاسبة والإيقاع بالمخلين وفضحهم، بصرف النظر عن مكانتهم وفئاتهم، أما إن عجزنا عن فعل ذلك، فإن الركون إلى الأنظمة لن تكون نتيجته مختلفة عن الركون إلى يقظة (الضمير الديني)، وآنذاك علينا أن نقر بهزيمتنا أمام الفساد فنرفع الرايات البيضاء استسلاما.
وللأسف أن مجتمعنا من المجتمعات التي فيها نسبة من الفساد، وكان الحق أن يكون غير ذلك، فمجتمعنا يعد من أكثر المجتمعات تدينا، وأبناؤه يعدون عند مقارنتهم بغيرهم من سكان العالم من أكثر الناس تعبدا لله وحرصا على اتباع الحلال واجتناب الحرام، تراهم يحافظون على الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويتسابقون إلى بناء المساجد في كل حي وطريق، يتلقون تعليما تفيض مقرراته بعلوم الدين حتى لتطغى على غيرها من العلوم، ويلتحقون بمدارس لتحفيظ القرآن تزهو بكثرة الحافظين لكتاب الله، وتنهال استفتاءاتهم على الدعاة والمفتين تطلعا إلى معرفة ما يحل وما يحرم.
إلا أنه مع ذلك، لا شيء من هذا استطاع أن يحول دون وقوع الفساد في المجتمع!! فأين ذهب أثر كل ذلك التدين؟!!
إن ما يطوقنا من مظاهر التقوى يجعلنا نتوقع أن يكون ضابط الخوف من الله هو الضابط الأول الذي يسير حركاتنا ويوجهها نحو الطريق المستقيم، لكن التوقع غير الواقع، وعلينا ألا نركن إلى يقظة الضمير الديني وحدها في اتقاء الإصابة بفيروس الفساد؟
فبعد أن أثبتت التجربة الفعلية عجز المعرفة الدينية لوحدها عن إقامة حاجز يفصل بين الناس والوقوع في بؤر الفساد، لم يعد من أمل سوى دعم ما لدينا من الأنظمة والمراقبة الدقيقة والمحاسبة والإيقاع بالمخلين وفضحهم، بصرف النظر عن مكانتهم وفئاتهم، أما إن عجزنا عن فعل ذلك، فإن الركون إلى الأنظمة لن تكون نتيجته مختلفة عن الركون إلى يقظة (الضمير الديني)، وآنذاك علينا أن نقر بهزيمتنا أمام الفساد فنرفع الرايات البيضاء استسلاما.