في أحيان تتمنى لو أنك قادر على كسر النظام.
داهمتني هذه الرغبة مع إعلان نتائج مهرجان الشباب للأفلام، كنت محشورا بين رغبتي ورغبتي الحكمين الآخرين وهما الدكتور عبدالإله السناني والأستاذة عهد كامل.
ولأن استقبال الفن يعتمد على ذائقتك الخاصة فأنت لا تستطيع تقسيم هذه الرغبة على أطراف متعددة، وإنما تجد الموافقة والاتفاق عندما تتلاقى أو تتواشج المكملات المعرفية لاختيار ما يتفق مع مجاميع الذات، ولأن أفضل والأفضل ليست من قواميس فرض الذائقة المتقدمة معرفيا ومع هذا اليقين إلا أنني وجدت نفسي أنقاد لنظام الأغلبية في ترشيح الأفضل.
وكنت أرى أن فلم عطوى أقرب لأن يحتل موقع جائزة أفضل فيلم روائي قصير، فمعطيات الفلم استطاعت إيقاظ حواس المشاهد في كل جزئية من الجزئيات المتتابعة بإحداث تقاطع زمني والتحام بين الأسطورة والواقع وبين الحلم واليقظة وبين الدهشة والتقويض، وقد جاءت الحكاية متشظية كما يكون حال تشظي الأشياء في مخيلاتنا، وليس كما هي في الواقع، ومع استبعاد فلم عطوى كنت أرى أن فلم صراع يحقق جماليات القص السينمائي من خلال السيناريو والتصوير، فقد اعتمد الفلم على استنهاض المخيلة لبناء أحداث الفلم إذ لم يغب الحوار الشفوي وحضرت لغة السينما من خلال الصورة وحدث ذلك منذ البدء، منذ أول لقطة على وقع الأثر وانتهاء بالردم لكل الجمال الذي نبت في الصحراء القاحلة ومع المشهدية السنيمائية الرائعة وقف التصويت حائلا بين تقديم هذا الفلم أيضا..
وخلال التصويت على جميع الجوائز كانت لدي رغبة في كسر نظام التصويت، لكن الرغبة غير كافية البتة في نظام ارتضى به الجميع للخروج من مآزق الاختيار الواحد.
ولو عدت إلى أفلام الشباب في هذا المهرجان فأقول صدقا أن ما تم مشاهدته من أفلام كان حافلا بالمتعة والتسابق لتجويد اللغة السينمائية محليا، وكانت رغبة التجاوز لدى أولئك الشباب حاضرة إلا أن الإمكانات المحدودة جعلت البعض منهم يتعامل وفق ظروف الإنتاج..
والمفرح أيضا أن الممثلين -في الأغلب - كانوا على براعة متقدمة في الأداء المتقن، وإن كانت هناك من إشارة لبعض الأفلام التي لم تجد الفرصة لأن تتقدم أو تحصل على أي جائزة فهناك أفلام لم يكن بنا الاستهانة بأفكارها كما حدث مع فلم (شيخة) حين قام السيناريو على استنطاق الساكن أو الجماد من خلال سيرة كنبة، أو ما حدث في فلم (طُقطيقة) حين يتحول الصوت إلى كاسر لزمن لكي تنتقل الأحداث بسرعة قصوى كاشفا تقطيع الإنسان مع الواقع يجاوره في ذلك تقطيع الزمن وتقاطعه مع المعاش...وفلم حوار وطني وقف على حالة إنسانية شديدة البوح من خلال حوار داخلي (منولوج) يشبع الأذن والسمع في لغة سينمائية حقة ..المهرجان رائع والروعة كانت للشباب وللأسف ضاقت المساحة لأن أقول الشيء الكثير... فشكرا لجميع الشباب وشكرا محدد للمخرج ممدوح سالم الذي وقف خلف نجاح هذا المهرجان.
داهمتني هذه الرغبة مع إعلان نتائج مهرجان الشباب للأفلام، كنت محشورا بين رغبتي ورغبتي الحكمين الآخرين وهما الدكتور عبدالإله السناني والأستاذة عهد كامل.
ولأن استقبال الفن يعتمد على ذائقتك الخاصة فأنت لا تستطيع تقسيم هذه الرغبة على أطراف متعددة، وإنما تجد الموافقة والاتفاق عندما تتلاقى أو تتواشج المكملات المعرفية لاختيار ما يتفق مع مجاميع الذات، ولأن أفضل والأفضل ليست من قواميس فرض الذائقة المتقدمة معرفيا ومع هذا اليقين إلا أنني وجدت نفسي أنقاد لنظام الأغلبية في ترشيح الأفضل.
وكنت أرى أن فلم عطوى أقرب لأن يحتل موقع جائزة أفضل فيلم روائي قصير، فمعطيات الفلم استطاعت إيقاظ حواس المشاهد في كل جزئية من الجزئيات المتتابعة بإحداث تقاطع زمني والتحام بين الأسطورة والواقع وبين الحلم واليقظة وبين الدهشة والتقويض، وقد جاءت الحكاية متشظية كما يكون حال تشظي الأشياء في مخيلاتنا، وليس كما هي في الواقع، ومع استبعاد فلم عطوى كنت أرى أن فلم صراع يحقق جماليات القص السينمائي من خلال السيناريو والتصوير، فقد اعتمد الفلم على استنهاض المخيلة لبناء أحداث الفلم إذ لم يغب الحوار الشفوي وحضرت لغة السينما من خلال الصورة وحدث ذلك منذ البدء، منذ أول لقطة على وقع الأثر وانتهاء بالردم لكل الجمال الذي نبت في الصحراء القاحلة ومع المشهدية السنيمائية الرائعة وقف التصويت حائلا بين تقديم هذا الفلم أيضا..
وخلال التصويت على جميع الجوائز كانت لدي رغبة في كسر نظام التصويت، لكن الرغبة غير كافية البتة في نظام ارتضى به الجميع للخروج من مآزق الاختيار الواحد.
ولو عدت إلى أفلام الشباب في هذا المهرجان فأقول صدقا أن ما تم مشاهدته من أفلام كان حافلا بالمتعة والتسابق لتجويد اللغة السينمائية محليا، وكانت رغبة التجاوز لدى أولئك الشباب حاضرة إلا أن الإمكانات المحدودة جعلت البعض منهم يتعامل وفق ظروف الإنتاج..
والمفرح أيضا أن الممثلين -في الأغلب - كانوا على براعة متقدمة في الأداء المتقن، وإن كانت هناك من إشارة لبعض الأفلام التي لم تجد الفرصة لأن تتقدم أو تحصل على أي جائزة فهناك أفلام لم يكن بنا الاستهانة بأفكارها كما حدث مع فلم (شيخة) حين قام السيناريو على استنطاق الساكن أو الجماد من خلال سيرة كنبة، أو ما حدث في فلم (طُقطيقة) حين يتحول الصوت إلى كاسر لزمن لكي تنتقل الأحداث بسرعة قصوى كاشفا تقطيع الإنسان مع الواقع يجاوره في ذلك تقطيع الزمن وتقاطعه مع المعاش...وفلم حوار وطني وقف على حالة إنسانية شديدة البوح من خلال حوار داخلي (منولوج) يشبع الأذن والسمع في لغة سينمائية حقة ..المهرجان رائع والروعة كانت للشباب وللأسف ضاقت المساحة لأن أقول الشيء الكثير... فشكرا لجميع الشباب وشكرا محدد للمخرج ممدوح سالم الذي وقف خلف نجاح هذا المهرجان.