في الصف الرابع. عمره الغض ما زال يعانق العاشرة، لكن عقله تجاوزها بكثير. هذا الصبي القادم من أقاصي جنوب الوطن، كان ممكنا أن يستمر في تعليم تقليدي ينحدر إلى الأسوأ بشكل مفجع لو هو الآن في إحدى مدارس الوطن، وأرجو ألا يقول أحد إن هذه مبالغة وإن بإمكانه أن يكون مبدعا حتى لو كان في مدرسة مستأجرة في مدينته أو قريته، هنا نحن نتحدث عن الطفرات العقلية الفردية الاستثنائية التي يمكن أن تحدث في أي مكان وحتى في أسوأ الظروف، وليس عن البيئة التعليمية المكتملة من ألفها إلى يائها التي تطور الموهبة الفطرية وتصقلها وتجعل من العادي استثنائيا في تفكيره وفهمه للحياة.
«هاشم» ابن الصديق العزيز والإعلامي المعروف هادي الفقيه يدرس في إحدى المدارس العامة في منطقة واشنطن العاصمة بحكم وجود والده هناك. جمعتنا طاولة غداء عائلية وكان هاشم نجمها. تحدث عن صداقاته وعن منهج المدرسة وكيف يتعامل مع مدرسيه ومدرساته، كيف يجيب عن الأسئلة الشائكة لأنه يحرص على البحث عن المعلومة التي تساعده أن يكون متزنا ومعقولا في إجابته. حدثني عن فيلم تلفزيوني وثائقي عن إحدى العواصم الراقية وكيف تفجرت في ذهنه الأسئلة لماذا لا يشاهد مدينة مثلها عندما يعود إلى الوطن. ناقشني باستفاضة عندما سألته ماذا يريد أن يصبح مستقبلا وأي مهنة يحلم بها، رأى أن سؤالا كهذا فيه قدر من السذاجة والطرح غير العلمي. بلعت خجلي منه ليفاجئني بموضوع آخر كان قمة الإثارة فقد حدثني عن كيف يفكر من معه ومن حوله في المرحلة المقبلة لأمريكا بعد حمى الانتخابات، هاشم كان يتحدث عن ترامب والحزب الجمهوري وغريمهم الحزب الديموقراطي وماذا سمعه عن وعودهم الانتخابية.
أنا لا أتحدث عن خرافة أو أسطورة لا وجود لها، وإنما عن طفل جعلت منه الحضارة وبيئتها التعليمية مخلوقا مختلفا. وكان حزني العميق واضحا في نبراتي وملامحي عندما تخيلت كيف سيعود هاشم إلى مدارسنا عندما تعود عائلته.
«هاشم» ابن الصديق العزيز والإعلامي المعروف هادي الفقيه يدرس في إحدى المدارس العامة في منطقة واشنطن العاصمة بحكم وجود والده هناك. جمعتنا طاولة غداء عائلية وكان هاشم نجمها. تحدث عن صداقاته وعن منهج المدرسة وكيف يتعامل مع مدرسيه ومدرساته، كيف يجيب عن الأسئلة الشائكة لأنه يحرص على البحث عن المعلومة التي تساعده أن يكون متزنا ومعقولا في إجابته. حدثني عن فيلم تلفزيوني وثائقي عن إحدى العواصم الراقية وكيف تفجرت في ذهنه الأسئلة لماذا لا يشاهد مدينة مثلها عندما يعود إلى الوطن. ناقشني باستفاضة عندما سألته ماذا يريد أن يصبح مستقبلا وأي مهنة يحلم بها، رأى أن سؤالا كهذا فيه قدر من السذاجة والطرح غير العلمي. بلعت خجلي منه ليفاجئني بموضوع آخر كان قمة الإثارة فقد حدثني عن كيف يفكر من معه ومن حوله في المرحلة المقبلة لأمريكا بعد حمى الانتخابات، هاشم كان يتحدث عن ترامب والحزب الجمهوري وغريمهم الحزب الديموقراطي وماذا سمعه عن وعودهم الانتخابية.
أنا لا أتحدث عن خرافة أو أسطورة لا وجود لها، وإنما عن طفل جعلت منه الحضارة وبيئتها التعليمية مخلوقا مختلفا. وكان حزني العميق واضحا في نبراتي وملامحي عندما تخيلت كيف سيعود هاشم إلى مدارسنا عندما تعود عائلته.