-A +A
حوار:نصير المغامسي
كان لقاء العميد محمد علي عسيري قائد حرس الحدود في منطقة الحدود الشمالية، ثريا بالمعلومات المهمة، والمطمئنة أيضا. منها تأكيده على تراجع معدلات التهريب إلى الرقم «صفر»، ومضاعفة العقوبة بحق أي منتسب لقطاع سلاح الحدود يقوم بتهريب ثمرة الكمأة «أو الفقع» من داخل الشريط الحدودي مع الجانب العراقي، الذي يحظر اجتيازه. عسيري أكد أيضا في لقائه مع «عكاظ» أن الحد الشمالي أصبح تحت المراقبة الكاملة بعد تدشين مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود. مشيدا بالتعاون القائم مع الجانب العراقي ممثلا في ضابط الارتباط، وبتجاوب المواطنين مع التحذيرات التي وجهتها قيادة حرس الحدود بالابتعاد عن المناطق الحدودية.

• كم تبلغ منطقة حرم الحدود في منطقة الحدود الشمالية؟
•• منطقة حرم الحدود في منطقة الحدود الشمالية عشرون كيلومترا وذلك وفقا لقرار سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يحفظه الله والمشار فيه إلى اللائحة التنفيذية لنظام أمن الحدود، حيث تمت زيادة عمق منطقة الحدود البرية لتصبح عشرين كيلومترا من خط الحدود ويراعى في هذه المنطقة جميع ما يراعى في منطقة الحدود من الأحكام الواردة في نظام أمن الحدود ولائحته التنفيذية وذلك لتحقيق السيطرة الأمنية وتكون مسرحا لعمليات حرس الحدود ليخدم بذلك تأمين الحدود بشكل أفضل.


نقلة نوعية
• ضم مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود ستة قطاعات في كل من حفر الباطن، الشعبة، رفحاء، العويقيلة، عرعر، طريف، كيف تقيمون المشروع بشكل عام، وما الذي أضافه لحماية أمن الحدود؟
•• يعتبر مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود الشمالية نقلة نوعية حيث يعتمد على منظومة متكاملة وقد أضاف هذا المشروع حماية للحدود وفرضا للسيطرة الأمنية على كامل المسؤولية. وكان له الأثر البالغ في رفع الروح المعنوية للعاملين بما وفره من منشآت تعليمية وسكنية وترفيهية.
• وماهي مكونات المشروع؟
•• إن مشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود الشمالية يعتمد على منظومة متكاملة من المراقبة الإلكترونية والرادارية والاتصالات المدعمة بالحواجز الصناعية (ساترين ترابيين وسياج كونسرتينا وسياج الألفا وسياج برافو) وتمتد على طول حدود المملكة مع جمهورية العراق وجزء من المملكة الأردنية الهاشمية التي تزيد على ثمانمائة كيلومتر وذلك للحيلولة دون أي تجاوز أو تهريب، ويتم اكتشاف أي هدف يقترب من الحدود مع آلية تضمن سرعة الاستجابة متصلة بغرفة القيادة والسيطرة (C2) بقيادة القطاعات والتي ترتبط بدورها بمركز القيادة والسيطرة بقيادة المنطقة (عرعر) والتي تمتلك قدرة عالية على الاكتشاف المبكر والمتابعة من خلال مراكز الاستجابة والتدخل السريع (RRS) المنتشرة على طول الشريط الحدودي والهدف الأسمى منها يكمن في حماية حدود الوطن واستباق المخاطر الأمنية قبل وقوعها وبفضل الله المشروع ناجح ويحقق أهدافه بكل المقاييس ولله الحمد.
• ماذا عن التقنيات المتطورة المستخدمة في رصد الحدود، وهل يمكن أن تتأثر بالتقلبات الجوية بالأعمال التخريبية؟
•• يعتمد مشروع خادم الحرمين على منظومة متكاملة من المراقبة الإلكترونية والرادارية والاتصالات... وحول تأثرها بالأحوال الجوية شيء طبيعي ولكنه لا يؤثر على أدائها لعملها إلا بنسبة بسيطة وفي حالة تعرض المنطقة لسوء أحوال جوية قد تؤثر بشكل طفيف على مدى الرؤية الأفقية فإنه يطبق خطط عمليات فورية مستخدمة ما لدى قيادة المنطقة والقطاعات من ترسانة جاهزة من عربات المراقبة والاستطلاع المتحركة والتي تحتوي بدورها على أنظمة مراقبة متحركة عالية الجودة والجاهزية للمراقبة والاستطلاع متى ما دعت الحاجة لذلك.
• هل أصبح الاعتماد على التقنية سببا في عدم مشاهدة الدوريات الأمنية على طول الحدود الشمالية؟
•• كما ذكرت لك من قبل، نعم يعتمد على التقنية والمنطقة مقسمة بشكل مدروس لسرعة انتقال فرق الاستجابة بأسرع وقت لتغطي حدود المسؤولية إضافة إلى أن هناك خطط عمليات وفرضيات مستمرة لقياس قدرة وجاهزية العاملين والأنظمة.

تطبيق النظام
• هل سجلت حالات تيه لمواطنين خرجوا للصيد أو بحثا عن الفقع، وكم وصل عددها، وهل هناك عقوبات لعدم تكرارها بشكل معتمد؟
•• لايوجد حالات تيه لمواطنين داخل منطقة الحدود، والأسباب تكمن في أن نهاية الحدود من الداخل يوجد بها ساتر ترابي على طول الحدود يمنع التجاوز بالإضافة إلى لوحات إرشادية توضح أنها منطقة حدودية ممنوع الاقتراب منها وهناك رسائل نصية توعوية وتحذيرية ترسل للمواطنين والمقيمين في الداخل وكذا في حال الاقتراب من منطقة الحدود يتم التعامل معه حسب الموقف ويطبق عليه النظام.
• كيف تتعاملون مع موسم الفقع «الكمأ»؟
•• بالنسبة لرجال حرس الحدود هم دائما جاهزون في أي وقت ويمارسون عملهم بشكل يومي وبالنسبة لكيفية التعامل مع موسم الفقع «الكمأ» فتوضع خطط طارئة للدوريات المتحركة في المواسم المختلفة وعموما من تجاوز منطقة حرم الحدود المحددة بعشرين كيلومترا والمحصورة جنوبا بساتر ترابي تحذيري وعلامات إرشادية تحذيرية فيتم تطبيق النظام بحقه وفقا لنظام أمن الحدود ولائحته التنفيذية بعد التحقيق معه وإحالته للجنة الإدارية بالمنطقة. وقد تم حتى الآن القبض على 121 شخصا بتهمة تجاوز الحدود بحثا عن ثمرة الكمأة «الفقع».
• طول الحدود السعودية - العراقية نحو 814 كيلومترا تقريبا، ألا يمكن لأي متسلل اجتيازها، لاسيما أنها أرض منبسطة؟
•• ليس الأمر كذلك، فالطبيعة الجغرافية للحدود مع العراق تساعد وبشكل كبير للقضاء على أي محاولات للتسلل وذلك بفضل الله ثم بفضل مشروع خادم الحرمين الشريفين والذي يساعد على اكتشاف ورصد الأهداف المحتملة قبل اقترابها من الحدود.
• كم عدد حالات التهريب التي أحبطها رجال حرس الحدود.. وماهي أبرزها؟
•• بفضل من الله منذ تفعيل مشروع خادم الحرمين الشريفين لم تسجل أي حالات تهريب في المنطقة المشمولة بالنظام.
• وكم عدد المهربين الذين تم القبض عليهم، وهل بينهم إرهابيون؟
•• لم تسجل لدينا أي حالات تهريب كما ذكرت لك في المنطقة المشمولة بالنظام، وفيما يخص الإرهابيين سبق أن تم رصد أربعة إرهابيين على حدود المملكة قادمين من الأراضي العراقية في حدود مسؤولية مركز سويف، وبتوفيق من الله تم القضاء عليهم قبل تحقيق مآربهم وأهدافهم واستشهد في هذه الحادثة قائد المنطقة السابق اللواء عودة البلوي وفردان معه رحمهم الله، وأصيب ضابط وفرد، والحمد لله تماثلا للشفاء وهما على رأس العمل الآن.

استقرار دائم
• لم تتأثر الحدود السعودية - العراقية بأي تطورات أمنية وسياسية على الساحة العراقية حتى في أيام الحرب، إلا أن الحدود الشمالية شهدت مؤخرا عمليات إرهابية محدودة، ما هي الاحترازات التي اتخذت لمواجهة ذلك؟
•• بفضل من الله ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والدعم اللامحدود لأجهزة الدولة ومنها حرس الحدود، فقد قامت الدولة بالعمل على كافة الأصعدة بما يتضمن تأمين حدود آمنة في منطقة الحدود الشمالية، وهي ولله الحمد آمنة حاليا، ورجال حرس الحدود في المنطقة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ لا سمح الله، بالتعاون مع جميع قطاعات الدولة عسكرية ومدنية، ولدينا جميع الخطط التي تواجه جميع الفرضيات والتهديدات بإذن الله، وقد تم التدريب عليها بعناية لتحصين مفهوم العمليات المشتركة.
• كيف يتم تغطية بطون الأودية التي تمر بالحدود؟
•• العاملون بأقسام القيادة والسيطرة متابعون لها أثناء تأدية عملهم بالنظام مع كامل مسؤوليتهم المحددة لهم، إضافة إلى أن هناك طرقا خاصة للتعامل مع بطون الأودية منها ما هو هندسي ومنها ما هو تقني ومنها ماهو عملياتي.
• كيف هي العلاقة مع الجانب العراقي؟
•• العلاقة جيدة، وهناك اجتماعات دورية بين الجانبين على مختلف المستويات وهناك ضابط اتصال في كل قطاع من الجانبين، وطبيعة عمل ضابط الاتصال بشكل عام تتمثل في التنسيق المستمر بين الجانبين فيما يخدم أمن حدود البلدين والتعامل مع الحالات الطارئة والمشاهدات فيما يخص المصلحة المشتركة.