-A +A
محمود عيتاني (بيروت)
لم يكن اغتيال الرئيس رفيق الحريري ظهر الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) 2005 مسألة داخلية لبنانية، بقدر ما كان سياقا لمعركة شعواء يشنها مشروع الملالي الإيراني على لبنان، هو اغتيال في سياق مسلسل من الاغتيالات ضمن أجندة فارسية بدأت في الضفة مع تغييب ياسر عرفات عن المشهد الفلسطيني وصولا إلى سقوط بغداد وحل الجيش العراقي.
اتهام نظام الملالي في إيران يبدأ من المتهمين الذين وجهت المحكمة الدولية أصابع الاتهام لهم فسارع حزب الله إلى حمايتهم واعتبرهم نصرالله «قديسين» لا قتلة.

نائب رئيس تيار المستقبل الوزير السابق انطوان اندراوس يصف المشهد لـ «عكاظ» فيقول:«إن ذكرى اغتيال الحريري في كل عام تؤكد على الأسباب الموجبة التي دفعت إيران وحزب الله إلى اغتياله خاصة وأن الهدف هو ضرب الاعتدال في المنطقة ووضع اليد على لبنان بشكل نهائي».
وأضاف اندراوس لـ «عكاظ»يتأكد لنا يوما بعد يوم، أهداف هذا الاغتيال وأن المنفذ والمخطط هما إيران وحزب الله ، فاغتيال الرئيس رفيق الحريري جاء وفق أجندة إيرانية وما يحصل في لبنان الآن واضح ويؤكد هذا الأمر».
وتابع بالقول "فلنجري مقارنة بين لبنان اليوم وبين لبنان في عهد الحريري من جهة الاقتصاد والأمن والسياسة وكل شيء فهناك فارق كبير وأدلة تؤكد بأن من اغتال الحريري أراد اغتيال لبنان ووضعه تحت الوصاية الإيرانية».
وأردف اندراوس بالقول «إيران أرادت اغتيال الحريري من أجل السيطرة على لبنان والدخول إلى سورية وبالتالي هي نجحت في تحقيق بعض أهدافها وذلك بمساعدة عينية من المجتمع الدولي الذي يغض البصر عن جرائم إيران من أجل مصالحه الضيقة، ويسمح لها بقتل الشعب السوري.
من جهته وزير الداخلية الأسبق النائب أحمد فتفت قال لـ «عكاظ» إن ذكرى رفيق الحريري تأتي هذا العام ونحن في انتظار قرارات المحكمة الدولية دون أن نتدخل مباشرة في توجيه اتهامات جديدة.
وأضاف فتفت المشلكة أن هناك ثلاثة متهمين من حزب الله وهؤلاء يرفض الحزب تسليمهم إلى المحكمة الدولية ويعتبرهم قديسين وهذه مشكلة كبيرة تضع العديد من علامات الاستفهام حول دور حزب الله وإيران في عملية الاغتيال».
وأشار إلى أن «مجريات الأمور السياسية في المنطقة توحي أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان بهدف التحضير لكل ما يجري الآن في العراق وسورية ولبنان وإزاحة قيادة ورجل تاريخي مهم بوزن رفيق الحريري عروبي الانتماء والهوية وله دور كبير على الصعيد اللبناني والدولي والعربي الأمر الذي يسهل المشروع التوسعي الذي تقوم به إيران في الوقت الحالي».
وتابع بالقول «يجب أن ننتظر قرارات المحكمة الدولية وقد يكون اغتيال الرئيس رفيق الحريري جاء وفقا لأجندة إيرانية والتطورات السياسية في المنطقة توحي بذلك . وأضاف «علينا الانتظار لأن الموضوع أمام المحكمة وعند صدور القرارات يبنى على الشيء مقضاه ، أما من ناحية التحليل السياسي يمكننا القول بأن الأجندة الإيرانية هي الأكثر ملاءمة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري».
وأردف بالقول «هناك تقاطع مصالح كبير أميركي إسرائيلي إيراني في المنطقة يسهل لإيران تحقيق اهدافها ، ومن هنا ضرورة أن يكون هناك حاجز عربي بوجه هذا المشروع».
وحول ما إذا حققت إيران أهدافها من عملية اغتيال الحريري قال: «إيران تسعى إلى تحقيق مشروعها الخاص وواجبنا كعرب وكلبنانيين أن نقف بوجه هذا المشروع الخطير جدا على مستقبل المنطقة لأنه سيدمرها كما دمر العراق وسورية».