-A +A
علي مكي
رئيس النادي الأهلي الأسبق وعضو الشرف حاليا أحمد المرزوقي قال أمس لصحيفة الرياضية: «إن ناديه يتعرض لمخطط كبير أهم أهدافه هو إسقاط الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وإبعاده عن المنافسة على لقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين والبطولات المحلية». وأضاف المرزوقي: «التركيز الكبير على النادي الأهلي وأنه توجد هناك أخطاء إدارية وانسحابات مديري الكرة من النادي هو تأكيد على أن المستهدف هو النادي الأهلي الذي يتم إلقاء الضوء إعلاميا وفي مواقع التواصل بشكل كبير على كل التفاصيل والأحداث الطبيعية بداخله، والتي من الممكن أن تحدث في أي ناد»... (انتهى)
عندما قرأت هذا الكلام شعرت بغثيان وأحسست أن كبدي (تلعي)، وللأسف أن يصدر مثل هذا الكلام من رجل متعلم وذي قيمة مثل أحمد المرزوقي.

إنه يشيع وهم المؤامرة ويقدم التبرير للإخفاق إن حدث. إنه مثل أولئك الذين كانوا يقولون ويروجون لما نسمعه حتى هذه اللحظة من استهداف التحكيم للأهلي وتحميله مسؤولية البرود الأخضر والفوضى الخطيرة داخل العمل الإداري.. وقد قلت من قبل أن من يشيعون هذا الفكر التآمري هم الدسيسة الواضحة والسوس الذي ينخر في جسد أحد أرقى الأندية السعودية وأجملها وأكثرها فنا وسحرا ودهشة أيام كان الأهلي جميلا وساخنا داخل الملعب يحرق الجميع.
وليت المرزوقي اتجه لإدارة الأهلي فيما بينه وبينهم وأعطاهم نصائحه ووصاياه إذا لم يكن قادرا على الدعم المادي، لا أن يخرج ويتهم المنتقدين لعمل إدارة الأهلي بأنهم يريدون إسقاط الأهلي وكأن الأهلي رئيس دولة وليس مجرد ناد رياضي يلعب وينافس في كرة القدم.
لقد ذكرني سعادة عضو الشرف الأخضر بأحد الزملاء الكتاب الذي اشتغل فترة من الزمن يتقلب بين اللون الأزرق والأخضر أنى وجد اللون الذي يوافق مصلحته ارتمى في حضنه وتمرغ فيه! ها هو اليوم يأتينا وصيا بأن علينا الدعم لا النقد! أنت وصيّ على نفسك فقط فقف عندها رجاء، أما أنا فالدعم عندي يبدأ بالنقد وينتهي بالنقد، الأهلي ليس طفلا ما يزال يحبو أو يتعلم في (الروضة) حتى أربت عليه رغم أخطائه.
إنه لن يضيع الأهلي إلا هذا الفكر التآمري الذي كان (يعشش) في عقول النصراويين زمنا طويلا وهو فكر أقرب إلى المرض منه إلى الشعور بالظلم!! ولم يعد النصر في السنتين الماضيتين إلا عندما سكت وعمل وحبس بيانات الاتهامات والتشكيكات في درج العقل!
المشكلة أن من يرسخ هذا في العقول الخضراء هم بعض الإداريين وأعضاء الشرف والعاملين والمشكلة الأكبر أيضا تكمن في بعض إعلام الأهلي الذي طار وطيّر الإدارة واللاعبين والجماهير معه في (العجة)، فظنوا لمجرد عدم الخسارة لــ 50 مباراة أن الأهلي هو بطل الدوري وهو لم يكن كذلك، أيْ بطلا، منذ السنة الماضية، على الرغم من عدم هزيمته حتى الآن، إلا في أمانيهم وعاطفتهم، لأن الأهلي من أجل أن يعود بطلا يحتاج إلى عمل كبير جدا وإلى فكر إداري وإعلامي خال من لوثة المؤامرة!!