-A +A
عبدالله عمر خياط
.. من ذا الذي لا يرفض كلام الدكتور أحمد عبدالله الباتلي الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في لقائه مع قناة «المجد الفضائية» عن تمرة العجوة: «أنها من التمور الرديئة التي كانت تباع بالوزن وبسعر رخيص لرداءتها وتطعم بها البهائم».
إنه كلام لا يمكن أن يصدر عن عالم في الزراعة ولا متخصص في أنواع التمور التي صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم غرسها بيده الشريفة في المدينة المنورة وحث على تناولها في الصباح بقوله عليه الصلاة والسلام في حديث متفق عليه: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر».

وفيما قال ابن الأثير عن تمرة العجوة: «إنها ضرب من التمر أكبر من الصحاتي يضرب إلى السواد وهو مما غرسه صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة في المدينة وقد أجمعت المعاجم والكتب الأخرى أن لون العجوة أسود وهي المنتشرة في أسواق المدينة سيما وأنها كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها (فاكهة الجنة)».
وقد جاء فيما نشرته «عكاظ» بعدد يوم السبت 20/4/1437هـ تحت عنوان (ردا على وصفها بأنها علف بهائم): «أن الشيخ الدكتور يوسف بن مطر المحمدي المحاضر بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومؤلف كتاب «تمر العجوة» خالف ما ذهب إليه الباتلي».
وقد جاء في مطلع الخبر الذي نشرته «عكاظ»: «أن المهندس حمود عليشة رئيس مجلس الجمعية التعاونية لشؤون الزراعة لمنطقة المدينة المنورة، أكد أن الدكتور الباتلي ما هو إلا مجتهد وليس متخصص وأن رأيه الذي قاله عن «عجوة المدينة» سيكون له تأثير اقتصادي على قطاع تمور المدينة».
والذي يبدو أن كلام المهندس عليشة صحيح بشأن عدم تخصص الدكتور الباتلي فيما تحدث به عن العجوة، إذ نشرت «المدينة» بتاريخ 22/4/1437هـ تصحيحا أدلى به الدكتور الباتلي نشر تحت عنوان يكفي لأن يكون اعتذارا لما جاء في التصريح الذي قال فيه عن العجوة إنها «علف بهائم» ونصه: «قصدت من حديثي التنبيه والتحذير من بيع تمور رديئة على أنها عجوة المدينة». وهو ما يؤكد المقولة المعروفة: «رب كلمة قالت لصاحبها دعني».
السطر الأخير:
أنت إن بت في الجفون فأهلا عادة النور ينزل الأبصارا