مع تنامي موجة التأييد الدولي للتدخل البري السعودي التركي وأخيرا الإماراتي ضد تنظيم داعش في سورية، ينتقل التفكير إلى المرحلة التنفيذية من هذه العملية البرية.. كيف ستكون هذه المعركة وما هي المناطق المتوقع أن تكون فيها المعارك الساخنة ضد متقاتلي التنظيم؟
على بعد حوالى 10 كيلومترات من الحدود التركية السورية يتمركز أول تجمع لداعش في قرية دابق وهي امتداد لمدينة الباب (35 كيلومترا) شمالي حلب. إذ تعتبر مدينة الباب المعقل الأوسع للتنظيم والمحمية الأساسية في الشمال السوري. ولعل قرية «دابق» ستكون أول مسرح للمواجهة مع التنظيم لما لهذه المدينة من بعد تاريخي للتنظيم حيث معركة «مرج دابق» الشهيرة بين العثمانيين والمماليك عام 1518.. وما لذلك من إسقاطات تاريخية «وهمية» في أدبيات التنظيم.
انتشار داعش في مناطق الشمال السوري ليس قويا؛ لذا سيكون القتال في هذه المنطقة الأسهل من الناحية الجغرافيا السهلية، بالإضافة لوجود واسع للجيش الحر وبقية الفصائل السورية التي تناصب العداء للتنظيم، وبالتالي ستكون البيئة العسكرية والاجتماعية بيئة مساعدة وحاسمة في أي معركة ضد داعش في مدينة الباب وما حولها. لكن المعركة الأكثر ضراوة ولكنها ليست الأصعب، ستكون في قلب «عاصمة» داعش في مدينة الرقة؛ ذلك أن التنظيم حصن نفسه في هذه المدينة وحفر الخنادق والممرات السرية تحت الأرض تحضيرا لأي معركة برية قادمة، الأمر الآخر والذي يأخذ بعدا نفسيا وأيديولوجيا أن معظم المقاتلين في الرقة من الأجانب، ما يعني أن دوافع القتال ستكون أكثر من المقاتلين المحليين. أما مخزون السلاح النوعي فلابد من استرجاع معركة مطار الطبقة العسكري في الرقة التي جرت في أغسطس العام 2014، إذ استولى التنظيم على معظم معدات المطار العسكرية ومن أبرزها 4 طائرات ميغ 21، 6 مروحيات هجومية، 35 مدفعا متوسطا، 6 مدافع ثقيلة.. بالإضافة إلى أسلحة الجيش العراقي حين سقطت الموصل، إذ نقلت قيادة التنظيم معظم الأسلحة إلى الرقة من الموصل. وبرغم من هذه التحصينات التي وضعها التنظيم، إلا أن أي عملية برية في الرقة ستكون سريعة وحاسمة لعدة أسباب أبرزها:
الطبيعة الجغرافية السهلية المفتوحة لمدينة الرقة، ووجود فصائل الجيش الحر المستعدة للمشاركة في أي عملية برية، وسهولة حصار المدينة وعمقها الصحراوي الذي يمنعها من التواصل مع المحيط.
القتال الأهم ضد التنظيم ليس في الشمال السوري ولا في الرقة وإنما في دير الزور، تلك المحافظة الممتدة من أطراف الرقة إلى الحدود العراقية -السورية (مدينة القائم). فمنذ سيطرة داعش على المدينة في صيف 2014 مازالت المدينة يتقاسمها النظام السوري والتنظيم ولم يتمكن أحدهما من الحسم، بل إن معارك السيطرة على المطار العسكري في دير الزور مستمرة منذ عامين دون حسم.
دير الزور هي الخزان الأكبر لمقاتلي داعش، بسبب امتداد ريفها مع العراق مسافة 200 كيلومتر، فضلا عن انتماء نسبة لا بأس بها من أبناء المدينة للتنظيم، هذان العاملان الجغرافي والاجتماعي يجعلان المعركة أكثر ضراوة، لذا لا بد من عامل أساسي وهو مشاركة أبناء المنطقة في أي عملية برية ما يضمن أهدافا حقيقية ومعرفة دقيقة بطبيعة القتال والجغرافيا. ولعل وجود «جيش العشائر» - قيد الإنجاز- بقيادة بعض الشخصيات العشائرية البارزة يدعم العمليات على الأرض، وليس مستبعدا أن تظهر ثورة ضد داعش من الداخل إذا ضمن الأهالي في دير الزور استمرار العملية حتى النهاية.
لم تعد «هالة» داعش كما كانت من قبل، ذلك أن المئات من التنظيم فروا إلى خارج المدن وتآكلت قواعده الاجتماعية بسبب الممارسات الموغلة بالدم، ناهيك عن تجفيف منابعه المالية وحالة الفقر التي يعيشها، لذا فالوقت اليوم مناسب أكثر مما مضى للانقضاض على أخطر التنظيمات الإرهابية على مر التاريخ.
على بعد حوالى 10 كيلومترات من الحدود التركية السورية يتمركز أول تجمع لداعش في قرية دابق وهي امتداد لمدينة الباب (35 كيلومترا) شمالي حلب. إذ تعتبر مدينة الباب المعقل الأوسع للتنظيم والمحمية الأساسية في الشمال السوري. ولعل قرية «دابق» ستكون أول مسرح للمواجهة مع التنظيم لما لهذه المدينة من بعد تاريخي للتنظيم حيث معركة «مرج دابق» الشهيرة بين العثمانيين والمماليك عام 1518.. وما لذلك من إسقاطات تاريخية «وهمية» في أدبيات التنظيم.
انتشار داعش في مناطق الشمال السوري ليس قويا؛ لذا سيكون القتال في هذه المنطقة الأسهل من الناحية الجغرافيا السهلية، بالإضافة لوجود واسع للجيش الحر وبقية الفصائل السورية التي تناصب العداء للتنظيم، وبالتالي ستكون البيئة العسكرية والاجتماعية بيئة مساعدة وحاسمة في أي معركة ضد داعش في مدينة الباب وما حولها. لكن المعركة الأكثر ضراوة ولكنها ليست الأصعب، ستكون في قلب «عاصمة» داعش في مدينة الرقة؛ ذلك أن التنظيم حصن نفسه في هذه المدينة وحفر الخنادق والممرات السرية تحت الأرض تحضيرا لأي معركة برية قادمة، الأمر الآخر والذي يأخذ بعدا نفسيا وأيديولوجيا أن معظم المقاتلين في الرقة من الأجانب، ما يعني أن دوافع القتال ستكون أكثر من المقاتلين المحليين. أما مخزون السلاح النوعي فلابد من استرجاع معركة مطار الطبقة العسكري في الرقة التي جرت في أغسطس العام 2014، إذ استولى التنظيم على معظم معدات المطار العسكرية ومن أبرزها 4 طائرات ميغ 21، 6 مروحيات هجومية، 35 مدفعا متوسطا، 6 مدافع ثقيلة.. بالإضافة إلى أسلحة الجيش العراقي حين سقطت الموصل، إذ نقلت قيادة التنظيم معظم الأسلحة إلى الرقة من الموصل. وبرغم من هذه التحصينات التي وضعها التنظيم، إلا أن أي عملية برية في الرقة ستكون سريعة وحاسمة لعدة أسباب أبرزها:
الطبيعة الجغرافية السهلية المفتوحة لمدينة الرقة، ووجود فصائل الجيش الحر المستعدة للمشاركة في أي عملية برية، وسهولة حصار المدينة وعمقها الصحراوي الذي يمنعها من التواصل مع المحيط.
القتال الأهم ضد التنظيم ليس في الشمال السوري ولا في الرقة وإنما في دير الزور، تلك المحافظة الممتدة من أطراف الرقة إلى الحدود العراقية -السورية (مدينة القائم). فمنذ سيطرة داعش على المدينة في صيف 2014 مازالت المدينة يتقاسمها النظام السوري والتنظيم ولم يتمكن أحدهما من الحسم، بل إن معارك السيطرة على المطار العسكري في دير الزور مستمرة منذ عامين دون حسم.
دير الزور هي الخزان الأكبر لمقاتلي داعش، بسبب امتداد ريفها مع العراق مسافة 200 كيلومتر، فضلا عن انتماء نسبة لا بأس بها من أبناء المدينة للتنظيم، هذان العاملان الجغرافي والاجتماعي يجعلان المعركة أكثر ضراوة، لذا لا بد من عامل أساسي وهو مشاركة أبناء المنطقة في أي عملية برية ما يضمن أهدافا حقيقية ومعرفة دقيقة بطبيعة القتال والجغرافيا. ولعل وجود «جيش العشائر» - قيد الإنجاز- بقيادة بعض الشخصيات العشائرية البارزة يدعم العمليات على الأرض، وليس مستبعدا أن تظهر ثورة ضد داعش من الداخل إذا ضمن الأهالي في دير الزور استمرار العملية حتى النهاية.
لم تعد «هالة» داعش كما كانت من قبل، ذلك أن المئات من التنظيم فروا إلى خارج المدن وتآكلت قواعده الاجتماعية بسبب الممارسات الموغلة بالدم، ناهيك عن تجفيف منابعه المالية وحالة الفقر التي يعيشها، لذا فالوقت اليوم مناسب أكثر مما مضى للانقضاض على أخطر التنظيمات الإرهابية على مر التاريخ.