-A +A
عهود مكرم (بون)

تنعقد القمة الأوروبية التي تستضيفها بروكسل اليوم (الخميس) وسط مجموعة من التحديات الإقليمية والدولية التي ينبغي التصدي لها ومعالجتها والحيلولة دون تفاقمها، خصوصا التطورات الخطيرة التي يشهدها الملف السوري ونتائج مؤتمر ميونيخ وملف اللاجئين والهجرة غير الشرعية.

وقال وزير خارجية هولندا بيرت كوندرس في حديث لـ«عكاظ» إن نتائج مؤتمر ميونيخ للأمن ستكون على جدول الأعمال، بجانب الجهود الرامية لحل الأزمة السورية والدور العربي، خصوصا الجهود السعودية، للتوصل إلى قاسم مشترك حول المسار السياسي للأزمة السورية. وثمن الوزير الهولندي قرار المملكة بالمشاركة في الحرب ضد داعش في سورية.

وأضاف أن اجتماع ميونيخ الأخير أتاح فرصة جيدة للتشاور مع الشركاء والدول الصديقة والتعرف على وجهات النظر في قضايا عديدة تهم المجتمع الدولي، الأمر الذي جعل ميونيخ تمهد لخطوات مستقبلية في ملفات عدة.

ونوه الوزير الهولندي بالدور السعودي والجهود التي تبذلها الرياض في عدد من الملفات الشائكة في المنطقة. وعبر عن تقديره للمشاركة السعودية في الحرب على الإرهاب. ولفت إلى أن التحالف الدولي يهدف إلى الوصول إلى حل يمكن من عودة اللاجئين إلى موطنهم والتمهيد لبدء جنيف 3.

وذكر كوندرس أن المأساة في سورية كشفت عن حالات مجاعة متفاقمة حسب تقرير الأمم المتحدة الأخير، واتهم قوات النظام السوري بالتسبب في قطع خطوط الإمدادات عن العديد من المدن والمناطق السورية التي تعيش أوضاعا بائسة. وأعرب عن أسفه أن هناك نحو 11 مليون سوري بحاجة لمساعدات غذائية وطبية عاجلة. وأكد اهتمام هولندا بالتعاون مع شركائها، خصوصا السعودية، لصياغة عملية شاملة لإحلال السلام في سورية وبدء مرحلة انتقالية من خلال عقد اجتماع جنيف 3 في موعده المحدد في 25 فبراير الجاري.

وحول رؤيته للدور السعودي وما تم خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ أكد الوزير الهولندي أن الدور السعودي إستراتيجي في ظل التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب من خلال المبادرة السعودية. واعتبر أن منتدى ميونيخ للأمن مهد للقاءات عدة، إذ كان بمثابة المسرح الذي استضاف اجتماعات مهمة جرى خلالها التشاور حول الأوضاع في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة السورية والدور الروسي والإيراني والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي.

ورأى أن ظاهرة الإرهاب باتت تشكل تحديا بالغا ليس فقط داخل الدول الأوروبية وإنما في منطقة الشرق الأوسط، ولفت إلى أنه بعد اتصالات أجراها مع الجانب السعودي وجد أن هناك استعدادا وقناعة للتعاون التام في هذا الملف من أجل حل الأزمة السورية.

وفي ما يتعلق بالتعاون الهولندي مع حلف شمال الأطلسي أفاد وزير الخارجية أن بلاده التي تعتبر عضوا مؤسسا للحلف منذ عام 1949 تعاونت مع مطالب الأطلسي على مدى سنوات، كما أنها تتعاون مع الناتو في خطواته القادمة في دعم التوجهات الأوروبية في وقف الهجرة غير الشرعية والتصدي لجماعات نقل اللاجئين الى أوروبا، في إطار عملية مجموعة مراتيم 2 التي بدأت عملها في محيط البحر الأبيض المتوسط وما بين اليونان وتركيا بجانب طائرات الأواكس التي تساعد على كشف مواقع الإرهابيين في سورية ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي.