لو فكرت في النعم التي نستهلكها دون أن نتمعن في روائعها ستجد مفاجآت لا تخطر على البال. والعديد منها ستجده على سفرتك المنزلية. وقد كافأتني زوجتي، جزاها الله ألف خير، بوليمة محشي تستحق التأمل في جوانبها الغذائية الجميلة، وأبعادها العلمية المذهلة، وزواياها الفلسفية العجيبة، بل وحتى في نواحيها العملية أيضا. كتبت عن هذه الأكلة الرائعة مسبقا، وبالذات في ما يتعلق بانتقال الحرارة العجيب أثناء طبخ المحشي، وبصراحة أعتقد أنها تستحق عشرات المقالات نظرا لما تحتوي من إبداعات متعددة الأبعاد. واليوم سأركز على محشي ورق العنب بلونه الأخضر الجميل، وهيئته المتماسكة القوية، ورصته الهندسية المتميزة وكأنه أحد مكونات منظومة عسكرية صارمة. ولنعرج على أحد أهم اهتمامات الساعة في العالم وهو موضوع الطاقة. تصدر النباتات ما يفوق ثلاثة أمثال استهلاك الطاقة في العالم يوميا. وتعتبر التفاعلات الكيميائية على أسطح وبداخل أوراق الشجر من أروع وأهم التفاعلات التي أنعم الله علينا بها. سأعود إلى ورق العنب بعد 90 كلمة من هذه النقطة.
أهم منظومة في مجال الطاقة، وأحد أهم التفاعلات الكيميائية الحيوية في العالم، هي المحرك الأساس في عملية «التمثيل الضوئي». طبعا درسناها في المدرسة على عجالة: طاقة الشمس.. زائد ثاني أكسيد الكربون.. زائد مويه تساوي الأوكسجين زائد السكر.. ويحفز هذا بمادة «الكلوروفيل». وهذا الوصف البسيط جدا لا ينصف المعجزة الكيميائية التي سخرها الله لتوفير نعمة الحياة. وكدليل على ذلك نجد التحديات التي تواجه بعضا من أهم المحاولات الساعية «لتقليد» ومحاكاة ورقة الشجر.. يعني توجد معامل شغالة ليل نهار وعلماء «رايحين» و«جايين» من أمريكا، وألمانيا، وبريطانيا، واليابان.. كلهم يحلمون بتصنيع ورقة شجر واحدة صناعية لتضاهي ورق العنب الذي نأكله ولا نعطيه حقه من التفكير العميق.. وأما الميزانيات للمشاريع البحثية لهذا الشأن فتصل إلى ما يعادل مئات الملايين من الريالات سنويا.. وكلها محاولات لفك مكونات الماء -الهيدروجين والأوكسجين- للحصول على الطاقة. طبعا من أجمل نعم الله عز وجل استخدام طاقة الشمس لفك الهيدروجين عن الأوكسجين والاتحاد مع «الهباب» الطبيعي أي ثاني أكسيد الكربون.. وما أروع النتيجة.. أوكسجين للنفس والحياة... وسكر للحلاوة وصناعة «السليولوز» وهو المادة الخام لأنسجة الخلايا النباتية لكي تصبح لديها القوة بإرادة الله للنمو فوق سطح الأرض وللتماسك. وبصراحة في مقال عن المحشي، لابد من ذكر «الطبيخ»، وبالذات درجة الحرارة والمكونات. إحدى روائع التمثيل الضوئي الطبيعي هي درجة الحرارة المنخفضة التي تتحول فيها المكونات إلى مخرجات الأوكسجين والسكر التي يسخرها لنا الخالق عز وجل. يعني لا تحتاج هذه المعجزة في ورق العنب إلى «دراما»، ودرجات حرارة مرتفعة، و«خبيصة» كيميائية للتحولات الكيميائية المذهلة. وأما بالنسبة للمكونات، ففي النباتات نجدها إعجازية في بساطتها: بالإضافة إلى المدخلات المذكورة مسبقا: هباب، وماء، وأشعة شمس، تضاف مكونات لتحفيز التحول مثل الماجنيزيوم، والفوسفات.. وفي المعامل العالمية اليوم يستخدمون «هيصة» من التوليفات للحصول على النتائج ومنها عناصر محفزة وبأسماء عجيبة مثل «التولوريوم»، و«الأوزميوم»، و«الإنديوم»، و«البلاتين».. وكل ذلك لم يصل إلى مستوى الفاعلية التي نجدها في ورق العنب والنباتات الأخرى.
أمنيــــة
كل هذا وأكثر في لفة ورق عنب.. تخيل ما سنكتشف لو توقفنا قبل الأكل للتأمل في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.. أتمنى أن نتمهل قبل أكلة المحشي القادمة لتخيل روائع هذه العطاءات العظيمة.. ولنتذكر نعم الله علينا، وهو من وراء القصد.
أهم منظومة في مجال الطاقة، وأحد أهم التفاعلات الكيميائية الحيوية في العالم، هي المحرك الأساس في عملية «التمثيل الضوئي». طبعا درسناها في المدرسة على عجالة: طاقة الشمس.. زائد ثاني أكسيد الكربون.. زائد مويه تساوي الأوكسجين زائد السكر.. ويحفز هذا بمادة «الكلوروفيل». وهذا الوصف البسيط جدا لا ينصف المعجزة الكيميائية التي سخرها الله لتوفير نعمة الحياة. وكدليل على ذلك نجد التحديات التي تواجه بعضا من أهم المحاولات الساعية «لتقليد» ومحاكاة ورقة الشجر.. يعني توجد معامل شغالة ليل نهار وعلماء «رايحين» و«جايين» من أمريكا، وألمانيا، وبريطانيا، واليابان.. كلهم يحلمون بتصنيع ورقة شجر واحدة صناعية لتضاهي ورق العنب الذي نأكله ولا نعطيه حقه من التفكير العميق.. وأما الميزانيات للمشاريع البحثية لهذا الشأن فتصل إلى ما يعادل مئات الملايين من الريالات سنويا.. وكلها محاولات لفك مكونات الماء -الهيدروجين والأوكسجين- للحصول على الطاقة. طبعا من أجمل نعم الله عز وجل استخدام طاقة الشمس لفك الهيدروجين عن الأوكسجين والاتحاد مع «الهباب» الطبيعي أي ثاني أكسيد الكربون.. وما أروع النتيجة.. أوكسجين للنفس والحياة... وسكر للحلاوة وصناعة «السليولوز» وهو المادة الخام لأنسجة الخلايا النباتية لكي تصبح لديها القوة بإرادة الله للنمو فوق سطح الأرض وللتماسك. وبصراحة في مقال عن المحشي، لابد من ذكر «الطبيخ»، وبالذات درجة الحرارة والمكونات. إحدى روائع التمثيل الضوئي الطبيعي هي درجة الحرارة المنخفضة التي تتحول فيها المكونات إلى مخرجات الأوكسجين والسكر التي يسخرها لنا الخالق عز وجل. يعني لا تحتاج هذه المعجزة في ورق العنب إلى «دراما»، ودرجات حرارة مرتفعة، و«خبيصة» كيميائية للتحولات الكيميائية المذهلة. وأما بالنسبة للمكونات، ففي النباتات نجدها إعجازية في بساطتها: بالإضافة إلى المدخلات المذكورة مسبقا: هباب، وماء، وأشعة شمس، تضاف مكونات لتحفيز التحول مثل الماجنيزيوم، والفوسفات.. وفي المعامل العالمية اليوم يستخدمون «هيصة» من التوليفات للحصول على النتائج ومنها عناصر محفزة وبأسماء عجيبة مثل «التولوريوم»، و«الأوزميوم»، و«الإنديوم»، و«البلاتين».. وكل ذلك لم يصل إلى مستوى الفاعلية التي نجدها في ورق العنب والنباتات الأخرى.
أمنيــــة
كل هذا وأكثر في لفة ورق عنب.. تخيل ما سنكتشف لو توقفنا قبل الأكل للتأمل في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.. أتمنى أن نتمهل قبل أكلة المحشي القادمة لتخيل روائع هذه العطاءات العظيمة.. ولنتذكر نعم الله علينا، وهو من وراء القصد.