-A +A
علي الرباعي (الباحة)
تتبع اللواء بحري ركن مسفر بن صالح الغامدي تاريخ الصراع على البحر الأحمر منذ الزمن الفرعوني مرورا بالأحباش والبريطانيين والفرنسيين من خلال كتابه «تداعيات صراع القوى الخارجية والإقليمية على النفوذ بمنطقة البحر الأحمر» الصادر منذ أيام عن دار المفردات.
مؤكدا أن منطقة البحر الأحمر تأثرت أمنيا بصفة مباشرة وغير مباشرة في ظل التنافس على النفوذ ما أحالها إلى هدف لكثير من اللاعبين الدوليين والإقليميين. وعزا أسباب الصراع إلى الموقع الإستراتيجي للبحر الأحمر كونه يربط بين ثلاث قارات (آسيا وأوروبا وأفريقيا) ووفرة الموارد الطبيعية إضافة إلى عوامل دينية واقتصادية وسياسية.

مشيرا إلى أنه مع تراجع الحضور البريطاني والفرنسي خلال النصف الثاني من القرن العشرين تحول الأمر إلى تنافس أمريكي سوفيتي. وبظهور المشروع الصهيوني ظهرت مشاريع إقليمية منافسة، منها المشروع الإيراني والمشروع التركي والمشروع الإثيوبي.
ووصف الغامدي هذه المشاريع بذات أطماع وأهداف ومصالح تقوم على حساب الأقطار العربية. وغاص الباحث في التاريخ القديم لربط الأحداث ببعضها ولكون التاريخ يعيد نفسه من أضعف نقاطه كما قال ماركس.
فيم جاء الكتاب في ثلاثة أبواب هي «صراع القوى الخارجية على النفوذ في منطقة البحر الأحمر، وصراع القوى الإقليمية على النفوذ في منطقة البحر الأحمر، وتداعيات ذلك الصراع تاريخيا وراهنا».
مشيرا إلى أن المصريين أول من اعتنى بالبحر الأحمر باعتباره ممرا تجاريا منذ ملوك الأسرة المصرية الخامسة، إذ أنشأ الملك أحور مواصلات بحرية مع بلاد البونت (الصومال) لجلب الذهب والفضة.
فيما قامت الملكة حتشبسوت عام 1520 قبل الميلاد برحلة إلى البونت ودخلت حلبة المنافسة مع الفينيقيين. واستعرض اهتمام الأسكندر المقدوني في عهد الإغريق بالطريق البحري الذي يربط بين مصر وبابل.
إضافة إلى عناية الرومان بتجارة التوابل والبخور والصمغ العربي من خلال البحر الأحمر الممر البحري للتجارة الدولية بين الشرق والغرب. وتناول الكاتب مجمل الصراعات في هذا المسار البحري الذي يمتد من رأس محمد شمالا إلى باب المندب جنوبا بطول 1200 ميل بحري، فيما يتراوح عرضه بين 130 - 250 ميلا. وأضيق جزء منه باب المندب 14 ميلا.