-A +A
مصطفى الفقيه
أستشف الوجد في صوتك آهات دفينة يتوارى بين أنفاسك كي لا أستبينه ؟ لست أدري أهو الحب الذي خفت شجونه أم تخوفت من اللوم فآثرت السكينة كان هذا حال العاشق وعراب الأهلي الرمز خالد بن عبدالله ليلة فقدان البطولة، ففي عز الانكسار والانهيار الذي ساد الأهلاويين لم ينبر من يواسي أو يهدئ من الغضب العارم إلا خالد وبرغم آلام الخسارة وفقدان البطولة لم يكن حاضرا إلا خالد كان متماسكا جسورا محاولا رأب الصدع وتهدئة ثورة الغضب العارم الذي كان عنوانا لحال أنصار الفريق وهنا يظهر العشق ويكمن الحلم الذي لا تجده إلا في خالد.
ولأنه خالد في عيون عشاق محبوبه فهو أيضا البلسم الذي يداوي الجراح التي نكأت أجسادهم وهو من يصنع عناوين الأفراح والليالي الملاح والأيقونة الخالدة التي يجمع على حبها بتلقائية كل الأمة الأهلاوية.

فالأهلي مغروس في قلب خالد ولهذا ظل وسيظل هذا الكيان شامخا في وجه المتغيرات والتحولات التي عصفت بكل الأندية وألقت بها في غياهب النسيان وظل الأهلي وحيدا ومتحديا كل الصعوبات والعقبات بفضل الله ثم بدعم الرمز الذي لا يتوقف منذ أكثر من 40 عاما ضحى بصحته وماله وهيبته وسمعته ومناصبه ولم يلتفت لصفاقات صبية متزلفين وموتورين حاولوا أن ينالوا منه ولم ينزلق لمزالقهم وأكمل المسير وظل داعما وموجها وشاهدا على كل ما تحقق من قفزات كان عنوانها نادي الأولويات والمبادرات النادي الأهلي الرقم الصعب الذي لا يصغر.
النادي الأهلي وخالد وجهان لعشق سرمدي لا ينتهي وقصة حب أفلاطونية تدرس للأجيال لتكرس فيهم المعنى الحقيقي للحب بعشق.
شكرا خالد وإن كانت شكرا فقدت قيمتها ومعانيها وتقزمت أمام قامة وقيمة في حجم إنسان اسمه خالد. خالد بن عبدالله أنت أكبر من كلمات تتناثر هنا وهناك أنت قامة وهامة وقيمة تنزوي المفردة وتخجل البلاغة أن تصف روعة حضورك والعذر منك فبرغم كل المحاولات نحن مقصرون ولن نوفيك حقك .