-A +A
عكاظ (جدة)
غيب الموت الزميل سامي المهنا أحد رموز الساحة الإعلامية بعد مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود سخر خلالها قلمه لخدمة قضايا المجتمع وملامسة همومه، وكان مثالا للزميل المخلص، ذي الخلق الدمث والابتسامة الوديعة، كما وصفه زملاء المهنة.
الفقيد يعد من الكفاءات الإعلامية المعروفة، حيث عمل مؤخرا مستشارا إعلاميا بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما عمل من قبل في عدة صحف منها «عكاظ» و «الرياض» و «العالم اليوم» ومجلة «كل الناس»، وله مؤلفات عديدة تميزت بالطرح الهادف البناء.

زملاؤه استرجعوا شريط الذكريات مع الفقيد خلال مرافقتهم له في مهنة المتاعب، حيث قال الدكتور أيمن حبيب نائب رئيس تحرير عكاظ سابقاً: «تغمد الله فقيد الصحافة والإعلام الزميل الدكتور سامي المهنا بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته، لقد صدمنا وفجعنا كثيرا بوفاة الزميل الخلوق صاحب الابتسامة الوديعة الهادئة والتعليقات المريرة الساخرة، خسرنا الزميل المهنى القدير الذي ترجل وهو مازال يحمل فى جعبته طموحات وأحلاما كبيرة، كما حمل هموم ومعاناة مأساوية أليمة، وإن فقدنا للزميل العزيز مصدر أسى وحزن عميق تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون».
الزميل السابق في «عكاظ» خالد طه استرجع أحد المواقف الإنسانية للفقيد الذي كان له الفضل في حصوله على أمر بالزواج من الخارج وإتمام الموافقة على زفافه في العام 1414، بعد رفض طلبه من قبل، ويروي ذلك قائلا: «كان للفقيد فضل بعد الله في زواجي من إحدى قريباتي، حيث أدخلني على الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وعرضت عليه الطلب ووافق سموه رحمه الله».
ومن مكتب «عكاظ» في القاهرة يقول الزميل محمد طلبة: «عبر مشواري الطويل منذ التحاقي بالعمل الصحفي في صحيفة عكاظ في المركز الرئيسي بجدة عملت مع الدكتور سامي المهنا، وكان حينها مديرا لمكتب عكاظ بالرياض، ولم أتصل به يوما ولم يرد، ولم أطلب منه عملا ولا ينفذه على أكمل وجه، لم يشك يوما من صعوبة التنفيذ، أو قلة المحررين، أو ندرة المصادر، وكل تلك المشكلات التي نتعاطاها في العمل أو نتعلل بها حين لا نريد أن نعمل، وفي كل اتصال كان لا ينسى أن يسألني عن أحوالي أنا وأولادي، وينهي المكالمة بلازمته «الله يسلمك»، ثم رافقنا بالعمل في المركز الرئيسي مشرفا على المحليات لفترة لم تطل ثم سافر إلى القاهرة لإكمال دراسته العليا وتولى مسؤولية إدارة مكتب صحيفة الرياض بالقاهرة، وأردف: «لم أفاجأ حين وجدت اسم «سامي المهنا» على لسان كل مسؤول وإعلامي في مصر، يتحدثون عن مهنيته، وعن أخلاقه، ويبدون إعجابا بالغا بهذا المثقف السعودي الذي اخترق مافيا الإعلانات ليقتنص من أباطرتها أكثر من ثمانية ملايين جنيه».
لم يكن «سامي المهنا» مجرد صحفي منشغل برسالة الدكتوراه في قاهرة المعز، بل كان إنسانا استطاع أن يكون جزءا من نسيج المجتمع المصري، ولذلك لم يكن غريبا أن ألتقي بأحد الزملاء ليحكي لي عن أيادي «سامي المهنا» البيضاء في الحصول على تأشيرات حج لمن لا يستطيع تحمل فاتورتها لدى شركات السياحة المصرية، أو نسمع عن أسرة وجدت منه العون حين ضاقت بها السبل.