-A +A
سعد الخشرمي (جدة)
تشق اللحظة الكتابية طريقها بين رابيتين من موسيقى، لما للأخيرة من علاقة وطيدة بالأدباء في العالم العربي، فلا يكاد يخلو أديب من ميول موسيقية سواء في الاستماع أو محاولة لتعلم العزف على آلة من الآلات الموسيقية الشرقية أثناء العملية الكتابية أو في شرفات التأمل.
ظهر الفائز بجائزة نوبل للآداب الروائي المصري نجيب محفوظ عازفا لآلة «القانون» في انسجام واضح، وقال في مقطع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه يختلي بالموسيقى لساعات في محاولة لتحريض الملكة الإبداعية لديه.

واشتهر عن الشاعر السعودي حمزة شحاته عشقه لآلة «العود»، وقد امتلك عودين من الصناعة المصرية في أربعينات القرن الماضي، إذ انتهى المطاف بأحدهما في يدي الفنان التشكيلي أحمد فلمبان ليفاجئ الحضور بعزفه على عود شحاته في أمسية قصصية بجمعية الثقافة والفنون بجدة، وكشف فلمبان حينها أن العود تلقاه من خاله كهدية، وتأكد من صحة أن ملكيته تعود للشاعر شحاته عندما التقى بليلى شحاته وزوجها ضياء عزيز ضياء في روما في خمسينات القرن الماضي.
ومن جهته أكد الفنان التشكيلي ضياء عزيز أن والده الأستاذ عزيز ضياء كان مولعا بالتخت الشرقي وخصوصا آلة العود أنه كان يحضر جلسات عائلية في محاولة لعزف آلة العود مع الشاعر حمزة شحاته آنذاك، وقد ترك الأخير عوده الآخر في منزل ابنته ليلى.
كما أن الشاعر والفنان مطلق بن مخلد الذيابي أحد رواد الموسيقى في المملكة، كانت علاقته بالموسيقى والتلحين شرسة، فقد واجه رفض أبيه المتكرر لخوض التجربة الغنائية ولكن الموسيقى أبت إلا أن تحتل في نفسه مكانة رفيعة فلحن أغاني لعدد من الشعراء السعوديين في البدايات الأولى للفن والموسيقى.
وحاول الروائي عمرو العامري تعلم العود مرات عديدة، وقد هشّم بعضها بعد أن تسلل السأم إلى نفسه من المحاولات المتكررة في إتقانه، وبقي عوده المصري الناجي الوحيد من كل هذه المحاولات المستميتة محتلا سقف مكتبته، ليلجأ فيما بعد إلى مقطوعات شجية تحرض الحزن لديه.