-A +A
سعيد السريحي
يبدو أن السيد محمد الرحيلي عضو مجلس الشورى لم ينس وظائفه في ديوان المراقبة التي تقلب فيها منذ سنة 1416، وصفحته في مجلس الشورى لا تذكر لنا شيئا عن وظائفه مذ تخرج من جامعة الملك عبدالعزيز سنة 1400 رغم حرصها على رصد مؤهلاته وترقياته منذ التحاقه بديوان المراقبة، غير أن ذلك كله لا يهم فحسب السيد الرحيلي أنه لا يزال محتفظا بمقتضيات وظيفته في ديوان المراقبة وحرص على متابعة العمل بآلياتها في آخر جلسة من جلسات مجلس الشورى، غير أنه بدل أن ينصب اهتمامه على مراقبة الهدر المالي لبعض المؤسسات أو ما يمكن أن يكون فسادا في مؤسسات أخرى آثر أن ينصب نفسه رقيبا وحسيبا على الكتاب والمثقفين والصحفيين، فقضى الوقت المقرر له في مداخلته وهو يتحدث عن أنهم محرضون للخارج ومستدعون للشماتة ضد البلاد، وطالب السيد العضو المحترم اللجنة المسؤولة عن الملف الصحفي بعدم نقل المقالات التي لا يراها مناسبة، وكأنه يرى في نقلها للملف تشريفا للكتاب أو أنه يفضل الأخذ بقاعدة «لا عين تشوف ولا قلب يحزن»
وتحدث سعادة العضو بصيغة الجمع عن مفهومه للحرية وأنها إذا كانت بهذا الشكل فنحن لا نريدها، ولم يحدد من هم الذين يتحدث نيابة عنهم، هل هو المجتمع وقد فوضه بالحديث، وهل هو مجلس الشورى وقد أمن بالتصفيق على كلامه، أم هم تلك الفئة التي تعمل على تشويه صورة الكتاب والمثقفين والإعلاميين وقد آثر الاصطفاف إلى جانبهم واستثمار الكرسي الذي يجلس عليه في مجلس الشورى والوقت المتاح له للتعليق للحديث باسمهم والمطالبة بمصادرة حرية رأي أتاحتها الدولة للكتاب والصحفيين والمثقفين؟

السيد الرحيلي الذي لم يشد إلا بكاتبين اثنين من بين العديد من أعضاء مجلس الشورى ممن يمارسون الكتابة لم يقل لنا أو لهم ما إذا كان غير هذين الكاتبين اللذين أشاد بهما هم ممن يرى أنهم يحرضون الخارج ضد المملكة ويستدعون شماتة الأعداء.