أشعر بشيء من التعاطف مع خريجي برنامج الانتساب وأتفهم تماما ما أصابهم من خيبة إثر سماعهم وزير التعليم يعبر عن عدم اقتناعه بالتعلم عن طريق الانتساب، ويصف خريجيه بأنهم قد لا يكونون مؤهلين بالقدر الكافي للعمل في مهنة التعليم، فليس من الهين على خريجي الانتساب بعد أن أمضوا بضعة أعوام من أعمارهم في الدراسة، ودفعوا أموالا كثيرة مقابل ذلك، أن يفاجأوا بموقف الوزير غير المتحمس لتعيينهم، فكان وقع ذلك عليهم مؤلما ومريرا، فهم كانوا يأملون أن يلتحقوا بوزارة التعليم للعمل في مدارسها، ولكن بعد كلام الوزير خابت أمامهم كل الآمال، ومن حقهم معالجة موقفهم وإنهاء مشكلتهم.
لكن معالجة المشكلة لا تعني أن يكون ذلك عن طريق توظيفهم معلمين إن كانوا حقا لا يصلحون، ومن الممكن استيعابهم في وظائف أخرى تنهي قضية تعطلهم وتمحو ما أصابهم من خيبة ولا تكون على حساب جودة التعليم.
مهنة التعليم من أدق المهن وأكثرها أهمية، لذلك لا ينبغي أن تكون مجالا لاستيعاب العاطلين متى كانوا غير أكفاء للقيام بها. وحين يقول الوزير إنه غير مقتنع بالانتساب فهو محق تماما، فالعارفون ببواطن الأمور من الذين يشتغلون بالتدريس الجامعي يعرفون أن طلاب الانتساب هم غالبا من الطلاب ضعيفي التحصيل العلمي، فالأغلبية منهم يلتحقون بالبرنامج لأن معدلاتهم في المرحلة الثانوية لم تؤهلهم للالتحاق ببرنامج الانتظام، وتدني المعدل مؤشر على تدني مستوى تحصيل الطالب، وقد يكون ذلك بسبب سمات شخصية، أو لعدم ميل الطالب إلى الدراسة الأكاديمية ولعدم توفر بديل التحق بالجامعة.
إضافة إلى أن ما يحصل عليه الطالب من معرفة عبر التعليم المنتظم لا يمكن أن يقارن ببرامج الانتساب أو التعليم عن بعد، فالمعرفة ليست محصورة في محاضرات يتلقاها الطالب أو كتب دراسية يطلع عليها، فمصادر المعرفة أوسع وأكثر تنوعا، والدراسة المنتظمة تمكن الطالب من تلقي المعرفة من مصادر متعددة يتعرض لها خلال يومه الدراسي عبر الاحتكاك المستمر بالأساتذة والزملاء ومن خلال البيئة التعليمية والنشاطات غير المنهجية، مما لا يتاح مثله لطالب الانتساب.
أما ما يقوله بعض الناس من أن لا فرق بين نوعي التعليم المنتظم والانتساب، فإنه قول مطلق لا يستند على قاعدة علمية، ولو كان الأمر كذلك، لأغلقت الدول جامعاتها منذ زمن واكتفت بالانتساب ووفرت على نفسها ملايين من الأموال التي تنفق حاليا على التعليم المنتظم.
ومع ذلك، طالما أن الجامعات مستمرة في تقديم برنامج الانتساب، فإن من حق الخريجين أن تتاح لهم فرصة التقدم بطلب الالتحاق بمهنة التعليم مثلهم مثل الطلاب المنتظمين، على أن يكون محك الاختيار بينهم، مقدار ما يوجد لدى كل منهم من تمايز وفق الشروط والمواصفات والمعايير المطلوب توفرها في المعلم الكفؤ.
لكن معالجة المشكلة لا تعني أن يكون ذلك عن طريق توظيفهم معلمين إن كانوا حقا لا يصلحون، ومن الممكن استيعابهم في وظائف أخرى تنهي قضية تعطلهم وتمحو ما أصابهم من خيبة ولا تكون على حساب جودة التعليم.
مهنة التعليم من أدق المهن وأكثرها أهمية، لذلك لا ينبغي أن تكون مجالا لاستيعاب العاطلين متى كانوا غير أكفاء للقيام بها. وحين يقول الوزير إنه غير مقتنع بالانتساب فهو محق تماما، فالعارفون ببواطن الأمور من الذين يشتغلون بالتدريس الجامعي يعرفون أن طلاب الانتساب هم غالبا من الطلاب ضعيفي التحصيل العلمي، فالأغلبية منهم يلتحقون بالبرنامج لأن معدلاتهم في المرحلة الثانوية لم تؤهلهم للالتحاق ببرنامج الانتظام، وتدني المعدل مؤشر على تدني مستوى تحصيل الطالب، وقد يكون ذلك بسبب سمات شخصية، أو لعدم ميل الطالب إلى الدراسة الأكاديمية ولعدم توفر بديل التحق بالجامعة.
إضافة إلى أن ما يحصل عليه الطالب من معرفة عبر التعليم المنتظم لا يمكن أن يقارن ببرامج الانتساب أو التعليم عن بعد، فالمعرفة ليست محصورة في محاضرات يتلقاها الطالب أو كتب دراسية يطلع عليها، فمصادر المعرفة أوسع وأكثر تنوعا، والدراسة المنتظمة تمكن الطالب من تلقي المعرفة من مصادر متعددة يتعرض لها خلال يومه الدراسي عبر الاحتكاك المستمر بالأساتذة والزملاء ومن خلال البيئة التعليمية والنشاطات غير المنهجية، مما لا يتاح مثله لطالب الانتساب.
أما ما يقوله بعض الناس من أن لا فرق بين نوعي التعليم المنتظم والانتساب، فإنه قول مطلق لا يستند على قاعدة علمية، ولو كان الأمر كذلك، لأغلقت الدول جامعاتها منذ زمن واكتفت بالانتساب ووفرت على نفسها ملايين من الأموال التي تنفق حاليا على التعليم المنتظم.
ومع ذلك، طالما أن الجامعات مستمرة في تقديم برنامج الانتساب، فإن من حق الخريجين أن تتاح لهم فرصة التقدم بطلب الالتحاق بمهنة التعليم مثلهم مثل الطلاب المنتظمين، على أن يكون محك الاختيار بينهم، مقدار ما يوجد لدى كل منهم من تمايز وفق الشروط والمواصفات والمعايير المطلوب توفرها في المعلم الكفؤ.