لو تأملت في أهم المؤثرات على الصحة العامة في تاريخ البشرية، فلن تجدها في عالم الطب، ولا الدواء، ولا التقنيات الحديثة في المستشفيات... قد تفاجأ أن المنظفات على رأس مقومات الصحة وعلى التحسن العام في صحة البشر. فضلا تأمل في الصابونة المتواضعة التي بدأت نهارك باستعمالها: جمالها لا يقتصر على فوائدها الرائعة لصحتنا فحسب، وإنما يتعدى ذلك كونها من السلع ذات الجودة العالية جدا، والأداء المتميز، والرائحة العطرة، والملمس البلوري الجميل وكأنها منحوتة من قبل فنانين. وأخيرا فحجمها المدروس وتغليفها الجميل يضرب بهما المثل. وفضلا لاحظ الورق الرائع المستخدم لتغليفها بأشكاله وألوانه الجذابة... وأنظر في أسعارها الرخيصة جدا التي لا تعكس فوائدها الرائعة، فهي من أرخص السلع على الإطلاق... بعضها لا تتعدى أسعارها حفنة «فصفص». ومن العجائب أن في كل صابونة نجد آلاف السنوات من الخبرات المتراكمة. جاءت سيرتها عبر التاريخ بأشكال وألوان مختلفة ومنها على سبيل المثال تلك المشتقة من بعض النباتات، وأخرى من بعض الكائنات البحرية بشكل مباشر وبدون أي تصنيع. ولكن مع تطور عالم الكيمياء وتقنيات الصناعة تم إضافة خلطات القلويات، والشحوم، والزيوت. وتلتها تقنيات إضافة العطور الوردية، والبهارات، والكريمات الناعمة، ولا ننسى الألوان الجميلة الجذابة. وبعد ذلك جاءت تقنية التغليف لتجعل الصابونة ضمن أعلى درجات الجودة. من النادر جدا أن تجد صابونة «مضروبة» لا تقوم بعملها بمصداقية.
وبما أننا في سيرة الأداء، فلا بد من الذكر أن عمل الصابونة الأساس هو في غاية الصعوبة: المطلوب أن تقوم «بفك» روابط المواد العالقة على الأسطح، علما بأن تلك المواد «تتشعبط» بدرجة إصرار عجيبة على الأسطح المختلفة... والمقصود هنا طبعا هنا هو الأوساخ أعزكم الله... ومن النواحي الجمالية في ذلك نجد تكوين الفقاقيع التي تعكس «زحمة» الأسطح...وبالمناسبة فمن الناحية الهندسية نجد أن زوايا تلك الفقاقيع مع بعضها البعض تحوم حول مئة وعشرين درجة، وسبحان الخالق. ويكون الصابون أثناء عملية ذوبان الشحوم هياكل كروية عجيبة بسبب ازدحام الجزيئات التي تعشق الماء من طرف، وتعشق الشحوم والزيوت من طرف آخر. والنتيجة أن تصبح وكأنها أسماك صغيرة في ازدحام شديد من اتجاهات مختلفة دافنة لرؤوسها نحو الشحوم وذيولها إلى الخارج لتصبح على شكل كرة... وهي أيضا كبعض ممن يتنافسون للحصول على خيرات بلادهم ويديرون ظهورهم لمشاكلها... وبالمناسبة تسمى هذه الأشكال الكروية العجيبة micelles ... الشاهد أن عمل الصابونة يعتبر من غرائب عالم الفيزياء والكيمياء.
أمنيـــــــتان
قبل أن تستخدم الصابونة، أتمنى أن تتأمل في الجوانب العجيبة لهذه النعمة العظيمة. تأمل نواحي الفيزياء، أو الكيمياء، أو الصحة العامة، أو التكلفة، أو الجودة بشكل عام ولن تجد ما يضاهي أدائها.. أختم هنا بأن الصابون المفضل لدى هو الذي يصنع في نابلس في فلسطين. ذلك الصابون من الأروع على مستوى العالم وذلك لعدة أسباب ومنها أن زيت الزيتون المستخدم فيه هو الأرقى على الإطلاق. وأمنيتي الأهم هي أن نتذكر فلسطين دائما...حتى في الصابون الذي أكرمنا الله بخيراته.
وهو من وراء القصد.
وبما أننا في سيرة الأداء، فلا بد من الذكر أن عمل الصابونة الأساس هو في غاية الصعوبة: المطلوب أن تقوم «بفك» روابط المواد العالقة على الأسطح، علما بأن تلك المواد «تتشعبط» بدرجة إصرار عجيبة على الأسطح المختلفة... والمقصود هنا طبعا هنا هو الأوساخ أعزكم الله... ومن النواحي الجمالية في ذلك نجد تكوين الفقاقيع التي تعكس «زحمة» الأسطح...وبالمناسبة فمن الناحية الهندسية نجد أن زوايا تلك الفقاقيع مع بعضها البعض تحوم حول مئة وعشرين درجة، وسبحان الخالق. ويكون الصابون أثناء عملية ذوبان الشحوم هياكل كروية عجيبة بسبب ازدحام الجزيئات التي تعشق الماء من طرف، وتعشق الشحوم والزيوت من طرف آخر. والنتيجة أن تصبح وكأنها أسماك صغيرة في ازدحام شديد من اتجاهات مختلفة دافنة لرؤوسها نحو الشحوم وذيولها إلى الخارج لتصبح على شكل كرة... وهي أيضا كبعض ممن يتنافسون للحصول على خيرات بلادهم ويديرون ظهورهم لمشاكلها... وبالمناسبة تسمى هذه الأشكال الكروية العجيبة micelles ... الشاهد أن عمل الصابونة يعتبر من غرائب عالم الفيزياء والكيمياء.
أمنيـــــــتان
قبل أن تستخدم الصابونة، أتمنى أن تتأمل في الجوانب العجيبة لهذه النعمة العظيمة. تأمل نواحي الفيزياء، أو الكيمياء، أو الصحة العامة، أو التكلفة، أو الجودة بشكل عام ولن تجد ما يضاهي أدائها.. أختم هنا بأن الصابون المفضل لدى هو الذي يصنع في نابلس في فلسطين. ذلك الصابون من الأروع على مستوى العالم وذلك لعدة أسباب ومنها أن زيت الزيتون المستخدم فيه هو الأرقى على الإطلاق. وأمنيتي الأهم هي أن نتذكر فلسطين دائما...حتى في الصابون الذي أكرمنا الله بخيراته.
وهو من وراء القصد.